يعقوب وحسان.. شهادتان تؤكد ضلالات الإخوان الإرهابية وفساد منطقهم وجهل أتباعهم
السبت، 14 أغسطس 2021 10:00 م
محمد حسان اقترب من تكفير الإخوان وإخراجهم من الملة بعد تأكيده أن أي جماعة تستحل الدماء المحرمة للمسلمين وتستحل دماء إخواننا وأبنائنا من أفراد الجيش والشرطة فهى جماعة منحرفة
7 أسابيع فصلت ما بين شهادة الشيخ محمد حسين يعقوب، والشيخ محمد حسان، أمام محكمة جنايات القاهرة التي نظرت برئاسة المستشار محمد السعيد الشربينى محاكمة ١٢ متهما بـ"داعش إمبابة"، فالأولى كانت بتاريخ 15 يونيو الماضى، والثانية كانت الأحد الماضى 8 أغسطس.. ورغم أن الفاصل الزمنى بين الشهادتين لم يكن كبيراً، الا ان مضمون ما جاء بهما يمكن اعتباره إعادة تأكيد على فساد العقيدة والمنهج التي كانت تسير عليه جماعة الإخوان الإرهابية، ومن يسيرون معهم على نفس الخط الفاسد.
وقيمة الشهادتان أنها جاءت على لسان أثنين من أقرب المقربين للجماعة، بل أن يعقوب معروفاً في كافة الأوساط السياسية والدينية أنه أحد المساندين بقوة للجماعة، تحديداً بعد 2011، وحتى 2013، وكل أقواله خلال هذه الفترة وأفعاله أيضاً، تؤكد هذه العلاقة القوية بينهما.
نبدأ بما قاله الشيخ محمد حسين يعقوب، الذى حاول في البداية التنكر من صفة الداعية أو مهمة الإفتاء، بقوله للمحكمة أنه لا يفتى ويسأل العلماء ويستشرهم وليس له علاقة بالسياسة، خاصة أنه " خريج دبلوم معلمين وكل ما أقوله عبارة عن اجتهادات شخصية من خلال قراءتى".
واقتبس هنا بعض من الأسئلة التي وجهها المستشار الجليل رئيس المحكمة ليعقوب وإجاباته عليها، لإنها تحمل الكثير من الرسائل المهمة:
المستشار محمد السعيد الشربينى سأل يعقوب عن قول أحد المتهمين بإنه انتقل إلى المرحلة الرابعة وهى الجهاد والخامسة وهى الفكر الداعشى، فما هو تفسيره لذلك، فقال يعقوب "كثيرا ما كنت أقول لهم كلمة الجهاد ولنا جهاد الكلمة، وجهادنا أن نكثر الصالحين حتى لا تهلك الأمة وهذا معنى الجهاد".
وسأله رئيس المحكمة "هل يوجد الآن خليفة؟"، فرد يعقوب: لا يوجد خليفة لعدم اجتماع المسلمين عليه، وأن ولى الأمر هو رئيس الدولة. وهنا ساله المستشار محمد السعيد الشربينى "ما الذى تهتم به؟"، فكان رده "اهتم بالنجاة من النار وأساعد الناس على النجاة منها، إما إذ كان تكفيرى أو داعشى فأنا ليس لى علاقة به وهو يسأل عن هذا".
وسأله المستشار محمد السعيد الشربينى: الجماعات الإرهابية تقول إن مصر لا تنفذ الشريعة الإسلامية؟، فرد يعقوب: هذا الكلام خطأ شكلا ومضمونا.
وحينما سأله رئيس المحكمة "ماذا تقول عن أقوال المتطرفين إن الجهاد في سبيل الله هو ارتكاب العمليات الإرهابية التي تستهدف مؤسسات الدولة؟"، فرد يعقوب بقوله "هؤلاء جهلة ودماغهم هي اللي وصلتهم لكده، لآن أي ولد معاه تليفون بثلاثة تعريفة يعرف يشوف حاجات أغرب من الخيال على النت فهو بحر لو غاص فيه سوف يضلله ضلالا مبينا".
وحول رايه في حكم الانضمام إلى الجماعة الإرهابية، قال يعقوب "لا يجوز التعصب لشخصا وإتباعه مطلقا إلا شخصا واحد هو سيدنا محمد ولا ينحاز إلا لجماعة الصحابة".
وعن رأيه في إيديولوجية سيد قطب، قال أن "سيد قطب له قصة سافر إلى أمريكا وأراد الالتزام بالدين، ولم يتفقه في علوم الدين ولم يتعلم على يد شيخ".
ونعود إلى ما شهادة الشيخ محمد حسان، التي كانت أكثر وضوحاً من يعقوب، الذى ظهر في شكل المتبرأ من كل أفكاره السابقة، بقصد التهرب من أي ملاحقة او مساءلة، لكن حسان كان واضحاً في أقواله وشهادته، خاصة حينما أكد للمحكمة أن "الإخوان كانت جماعه دعوية، ثم أصبحت جماعة سياسية وتولت رئاسة الجمهورية والوزراء ولم توفق فى حكم مصر لأنها لم تستطع الانتقال من فكر الجماعة إلى فكر الدولة المتعدد، ولم تنتقل من سياسة الجماعة إلى سياسة الدولة متعدد الألوان ولما حصل الصدام بين الجماعة والدولة بكل مؤسساتها جيش وشرطة وإعلام رفعت شعار الشرعية أو الدماء، وكنت أتمنى التنازل عن الخلافة، كما أن جماعة الإخوان كونوا فرقا سميت باللجان النوعية اقتحمت مقرات الدولة وخربتها".
وأضاف الشيخ محمد حسان أن "أي جماعة تستحل الدماء المحرمة للمسلمين وتستحل دماء إخواننا وأبنائنا من أفراد الجيش والشرطة فهى جماعة منحرفة عن كتاب الله وسنة رسوله وكانت سببا في التنازع والخلاف"، موضحا أن أفكار تنظيم القاعدة تكفيرية ويحكمون على المسلمين بالردة والحكم على جميع الحكومات الإسلامية والعربية بأنها كافرة ومرتدة كما أنهم يستحلون الدماء.
وفى بداية شهادته أشار الشيخ محمد حسان إلى نقطة مهمة، بقوله إن هناك فرقا كبيرا بين العالم والداعية، فالداعية قد يكون مجتهدا في البلاغ بما يحفظه من كتاب الله انتسابا لقول الرسول «بلغوا عنى ولو آية»، وكل مسلم بلا استثناء يجب أن يكون داعيا إلى الله عز وجل، وأن الدعوة المتخصصة لها رجالها من العلماء الذين يخشون الله عز وجل، والعلماء يعلمون كتاب الله وسنة الرسول وهذا ليس دليل منتهى العلم، ولابد أن يكون العالم عالما بالتناسخ والمنسوخ حتى لا يخالف الإجماع، ويجب أن يكون عالما بلسان العرب، لأن اللغة العربية هي وعاء العلم ومن لا يمتلك هذا الوعاء لا يمتلك العلم، وأن تكون له إيجازات علمية، إضافة إلى أنه يصلح أن يكون العالم داعيا، ومن كان شيخه كتابه غلب خطؤه صوابه ولابد لطالب العلم قبل الوصول لدرجة العالم أن يكون عالما بما تفضل بكتاب الله وسنة رسوله الله، وقال إن له شيخا منذ الثامنة من عمره وهو الشيخ محمد عوض مصباح، موضحاً إن الذين يعقدون الاجتماعات في الزوايا الصغيرة وبث فكرهم المشبوه للشباب ليس لديهم أخلاق، ولا يجوز لهم الدخول إلى قبلة المسجد دون الاستئذان من إمامه حتى لو كان من طلابه.
واكد حسان أنه لا يجوز لأى أحد أن يتصدى للدعوة العامة إلا اذا كان مؤهلا لذلك، وقال إن الجماعات التي أقامت صروحا كبيرة من المؤسسات الخيرية، وأقاموها لأغراض أخرى واندس إليهم أشخاص يقتلون ويستبيحون دماء الناس، يجب أن تكون هذه المراكز والمجمعات الدينية تحت بصر الجهات المختصة للدولة، لأن هذا واجب الدولة وهو التصدى للفكر المتطرف.
مجمل ما قيل من يعقوب وحسان امام المحكمة، يؤكد أن الفكر الذى بنت عليه جماعة الإخوان عقيدتها هو فكر مخالف للشريعة، وبعيد كل البعد عن مقاصد الدين الإسلامي، وان الجماعة فقط تستخدم الدين كستار أو بمعنى أدق سلم للوصول إلى الغاية السياسية التي كانوا يحلمون بها منذ تأسيس الجماعة عام 1928، وهو الوصول إلى حكم مصر، كبداية للسيطرة على المنطقة بأكملها، وصولاً إلى فكرة الخلافة من وجهة النظر الإخوانية.
كلنا ندرك أن لـ"يعقوب" و"حسان" أتباع كثيرين، منهم منتمين للجماعة الإرهابية، وآخرين متأرجحين في الفكر والانتماء، وكثير من هؤلاء ساروا خلف "يعقوب وحسان" وشيوخ آخرين في مواقف مختلفة، خاصة فى الفترة السابقة لثورة 30 يونيو، بل أن قيادات الإخوان في هذه الفترة كانوا دائما ما يستعينوا بهؤلاء المشايخ للظهور معهم في المناسبات المختلفة ليضمنوا تأييد أتباع المشايخ لهم، وربما نجحوا في هذا الهدف، حينما استطاعوا التغرير ببعض الشباب، واستقطابهم ناحية العنف الذى تتبناه الجماعة منهجاً وعقيدة لفكرهم، لذلك من المهم النظر إلى شهادة "يعقوب وحسان" أمام المحكمة بأنها تشريح مطلوب لفساد المنهج الإخوانى، يوضح للشباب ضلالات الجماعة الإرهابية، خاصة شهادة محمد حسان التي جاءت مليئة بالتفاصيل والرسائل المهمة، التي أكدت بما لا يدع مجالاً للشك ضلالات الإخوان وفساد منطقهم وجهل أتباعهم.
وحينما اتحدث عن "يعقوب وحسان" فلا يعنى ذلك أيمانى أو تأييدى لما يقولونه أو لأفكارهم ومنهجهم، لأنى أختلف معهم على طول الخط، مهما كانت مواقفهم ضد سياسة جماعة الإخوان الإرهابية، لإنى في النهاية أؤمن بأن هؤلاء ليسوا الأحق في التصدي للدعوة أو للإفتاء، لأسباب كثيرة، لكنى استشهدت بما قالاه، من باب "وشهد شاهد من أهلها"، كما أن شهاداتهما جاءت في إطار إعلان المتهمين في خلية داعش امبابة أن يعقوب وحسان من ضمن من استندوا لأقوالهم خلال تحركاتهم وعملياتهم الإرهابية.
كلنا نعلم ان الإخوان منذ تأسيسها على يد حسن البنا عام 1928، وهى تحاول اللعب دوماً على عقول الشباب والتغرير بهم، واستغلال الدين كستار لتحركاتهم وتحقيق أهدافهم الخبيثة، لذلك كان مهما أن يستمع الشباب لشهادة المشايخ وثقوا فيهم، أيا كان موقفنا من هؤلاء المشايخ، خاصة أن هذه الشهادات وتحديداً ما قاله الشيخ محمد حسان، لم يكن استهدافاً للجماعة الإرهابية، بقدر ما كان كشفاً للضلال الذى يمارسه قيادات هذه الجماعة على شبابها، في محاولة للسيطرة على عقولهم، واستخدامهم في تنفيذ عمليات إرهابية، خاصة حينما ضرب "حسان" الأساس الذى تعتمد عليه الجماعة الإرهابية في تجنيد الشباب لصالحها، بقوله أن أي جماعة تستحل الدماء المحرمة للمسلمين وتستحل دماء إخواننا وأبنائنا من أفراد الجيش والشرطة فهى جماعة منحرفة عن كتاب الله والسنة، وهو هنا يتخذ موقفاً أكثر تشدداً من الأزهر الشريف في التعامل مع الإخوان وغيرها من الجماعات الإرهابية، فالأزهر يرفض تكفير هذه الجماعات، لكن حسان بقوله هذا يضع الإخوان ومن على شاكلتهم في خانة التكفير، لانهم خرجوا عن الملة والنهج الإسلامي.