في حب "العذراء".. مدد يا ست
السبت، 14 أغسطس 2021 07:00 م
مكانة السيدة مريم في قلوب المصريين واحدة لا فرق بين مسلم ومسيحي
أيام قليلة ويحتفل الأقباط بمولد السيدة مريم العذراء، عقب فترة صوم استمرت 15 يومًا بدأت في السابع من أغسطس من كل عام لتنتهي في 22 أغسطس.
وللسيدة العذراء مكانة كبيرة ليست في قلوب الأقباط فقط، لكن في قلوب المسلمين أيضا، لذلك وقبل انتشار جائحة كورونا كان آلاف من المسلمين يحتفلون مع أشقائهم الأقباط في الكنائس بهذه الذكرى خاصة بكنيسة السيدة العذراء بجبل درنكة في أسيوط، فهي الكنيسة التي مكثت فيها السيدة العذراء وطفلها المسيح ومعهم يوسف النجار فترة، خلال رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، قبل أن يرى يوسف النجار حلم يأمره بالعودة مرة أخرى إلى أرض فلسطين.
وللسيدة مريم العذراء مكانة خاصة في القرآن الكريم فهناك سورة من الذكر الحكيم باسمها كما يقول الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: "وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42).
وعندما وَلَدَتْ السيدة مريم السيد المسيح عليه السلام، كان طفلا دون أن تتزوج فقد تكلم في المهد ليدافع عن أمه، مؤكدا إنه جاء ليهدى الناس إلى الحق.
ولم ينخس الشيطان عيسى ومريم عليهما السلام فيقول تعالى "وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" -آل عمران: 36-، فحفظها الله من مس الشيطان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" قال: "مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ، إِلَّا نَخَسَهُ الشَّيْطَانُ، فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ نَخْسَةِ الشَّيْطَانِ، إِلَّا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ".
جاء في تفسير القرطبي أن قوله تعالى إن الله اصطفاك أي اختارك، وقد تقدم وطهرك أي من الكفر، وعن مجاهد والحسن . الزجاج : من سائر الأدناس من الحيض والنفاس وغيرهما ، واصطفاك لولادة عيسى .على نساء العالمين يعني عالمي زمانها ; عن الحسن وابن جريج وغيرهما . وقيل : على نساء العالمين أجمع إلى يوم الصور ، وهو الصحيح على ما نبينه ، وهو قول الزجاج وغيره . وكرر الاصطفاء لأن معنى الأول الاصطفاء لعبادته ، ومعنى الثاني لولادة عيسى.
وامرأة عمران هى والدة السيدة مريم العذراء وحين وضعت ابنتها مريم عليها السلام، أرسلتها للخدمة في بيت المقدس، حيث سبق ونذرت لله إن رزقها الولد أن تجعله في خدمة بيت المقدس وعندما رزقت بمريم ووجدتها أنثى أوفت بالنذر
ويعد نبي الله زكريا عليه السلام زوج خالة السيدة مريم وحاول أن يكفلها ولكنهم رفضوا في بيت المقدس فاقترعوا فغلبت قرعة سيدنا زكريا عليه السلام، فَكَفَلَها، وجعل لها مكانًا في بيت المقدس، تتعبد فيه لا يدخله سواها، لتواظب السيدة مريم على العبادة وتصير مثلا في الطاعة لله والتقرب إليه في بني إسرائيل، ليجد عندها نبي الله زكريا فى كل مرة يذهب إليها عندها عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف فيسألها، فتقول له: "هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ﴾" "آل عمران: 37"
وحملت الملائكة البشرى للسيدة مريم العذراء لمريم عليها السلام باصطفاء الله لها، وأن الله سيهب لها ولدًا سيصير نبيا مرما وصاحب معجزات فأخذها العجب لأنها لم تتزوج فأخبرتها الملائكة بأنَّ اللهَ قادر على ما يشاء،يقول قال تعالى: "إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ، وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ، قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [آل عمران: 45-47].
وبعث الله إلي السيدة مريم الروح الأمين جبريل عليه السلام، ودار بينهما حوارًا جاء في سورة حملت اسمها في القرآن :"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ، فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا، قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا، قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا" [مريم: 16-19].
وشعرت السيدة مريم بمخاض الولادة وهو ما جاء في سورة مريم "فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا، فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ، وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا" [مريم: 23-25].
وفي السنة النبوية الشريفة مكانة عظيمة كذلك فقد قَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِالله بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ. أَخْرَجَاهُ فِي "الصَّحِيحَيْنِ" مِنْ حَدِيثِ هِشَامٍ بِهِ مِثْلَهُ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ ابْنُ زَنْجَوَيْهِ: حَدَّثَنَا عَبْدُالرَّزَّاقِ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مريم بنت عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ. تَفَرَّدَ بِهِ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.
قال عَبْدُاللَّهِ ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أربعٌ: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ رسول الله. رَوَاهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ.