باتت على مشارف كابول.. هل يرضي تقاسم السلطة في أفغانستان طموح طالبان؟
الخميس، 12 أغسطس 2021 07:14 م
يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد انتصارات سياسية لحركة طالبان بعد أن استطاعت بالفعل تحقيق مكاسب عبر الحرب على الأرض وسيطرتها على مناطق ريفية شاسعة، خصوصا في شمال وغرب أفغانستان.
خلال الأيام الماضية استطاعت طالبان السيطرة على 11 ولاية أفغانية من أصل 34، كما سقطت في قبضتها مدينة قندهار، ثاني أكبر المدن في أفغانستان بعد العاصمة كابل.
فرار الآلاف من سكان الولايات والمدن وتراجع الجيش الأفغاني أمام تقدم طالبان دعا الحكومة الأفغانية لأن تعرض على الحركة اتفاقًا لتقاسم السلطة مقابل وقف العنف الذي يجتاح أفغانستان.
سيناريو تقاسم السلطة في أفغانستان سبق وتكرر عندما وقع الرئيس الأفغاني أشرف غني، ورئيس الوزراء السابق، ومنافسه في انتخابات الرئاسة الأخيرة، عبد الله عبد الله، اتفاقا لتقاسم السلطة.
ونص اتفاق تقاسم السلطة على مشاركة عبد الله في الحكومة بخمس وزارات، بما فيها الداخلية" وهو الاتفاق الذى جاء عقب رفض عبد الله الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز بها غني.
وتتوقع تقارير للمخابرات الأمريكية أن بإمكانية طالبان عزل العاصمة الأفغانية كابول عن بقية أنحاء البلاد خلال 30 يوما أو 90 يوما، في ظل تقهقر الجيش الافغاني أمام مسلحي الحركة.
وألقت القوات الأمريكية الكرة في ملعب السلطات الأفغانية حيث قال المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي، إن الحل في أفغانستان ليس ببقاء القوات الأمريكية، وإنما بيد القوات الأفغانية.
لافتا إلى أن طالبان مستمرة بالسيطرة على الأراضي الأفغانية، وأن البنتاجون لديه صلاحية لمساعدة الحكومة الأفغانية حتى نهاية الشهر الجاري.
فيما قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تعمل من أجل التوصل إلى إجماع دولي بشأن الحاجة إلى اتفاق سلام في أفغانستان.
ويرى مراقبون أن طالبان ردت على مقترح الحكومة الافغانية بتقاسم السلطة مع الحركة وذلك باقتحام مدينة قندهار الاستراتيجية الواقعة في جنوب البلاد حيث نشر المتحدث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد على "تويتر" فيديو قال إنه لمسلحي الحركة وهم يصلون إلى ساحة الشهداء وسط قندهار.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أعلن أن 31 أغسطس سيكون تاريخ انتهاء انسحاب قوات بلاده من أفغانستان.
وعقب بدء انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي الأفغانية راحت الحركة تعاود نشاطها وتعود بقوة للسيطرة على المدن والولايات الافغانية التى سقطت في قبضتها تباعا.
يذكر أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انتقد الرئيس الأمريكي الحالى جو بايدن وحمله المسئولية بشأن التقدم العسكري لطالبان في أفغانستان، قائلا إن الوضع الحالي "غير مقبول".
وقال ترامب في بيان "لو كنت رئيسا الآن، لأدرك العالم أن انسحابنا من أفغانستان مرهون بشروط".
وأضاف "كان يمكن أن يكون الانسحاب مختلفا وأكثر نجاحا، وطالبان كانت تعلم ذلك أفضل من أي شخص آخر".
وتابع "لقد أجريت محادثات شخصيا مع قادة من طالبان وهم فهموا أن ما يفعلونه اليوم لن يكون مقبولا".