«إخوان تونس لم تتعلم الدرس».. من تنظيم سري إلى التفكك والصراع الداخلي
الأربعاء، 11 أغسطس 2021 07:57 ممحمد فزاع
اتخذ الرئيس التونسي قيس سعيد، إجراءات استثنائية لإنقاذ البلاد من الفساد المستشري في جميع أركانه بعد سيطرة جماعة الإخوان ممثلة في حركة النهضة، على مفاصل الدولة وفشلها في ملفات عدة ومنها الصحة التي كشفتها أزمة كورونا، حتى وصلت الأوضاع إلى حد «لم يعد مقبولا» كان سيصل لتفكيك الدولة من الداخل.
وبدلا من حل المشكلات وأخذ الموضوع على محمل الجد والعمل على مصلحة الوطن، كانت ردود أفعال الإخوان ومؤيديهم ترفض إصلاحات الرئيس التونسي ووصفت بأنها إجراءات غير دستورية، مثلما فعلت جماعة الإخوان الإرهابية في مصر عندما خرجت للوقوف ضد إرادة الشعب في ثورة 30 يونيو، والتهديد بالفوضى في البلاد.
الرئيس التونسي
وحاول راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، ابتزاز الدول الأوربية، قائلا إنه إذا لم تجري استعادة الديمقراطية - حسب تعبيره- فإن تونس وأوروبا سيغرقان في الفوضى، وسيزداد الإرهاب وسيدفع الناس للهجرة بكل الطرق الممكنة، مهددا إيطاليا على وجه الخوصوص بوصول نحو 500 ألف إلى سواحلها خلال شهور.
ومثلها مثل جماعات الإرهاب في الوطن العربي، بدأت الإخوان في تونس بتنظيم سري مسلح اكتشفته أجهزة الأمن في 1980، وحاولت الادعاء بانها حزب سياسي وبات اسمها «النهضة» عام 1989.
إخوان تونس 1981
يقول خبراء أن التنظيم السري للحركة ظل قائما ولم يحل رغم ادعائها بأنها تعمل بشكل سلمي، وكان هناك تنسيقا مع جماعة الإخوان الإرهابية في مصر.
ومنذ عام 2011 دخلت بثقلها للحياة السياسية وشاركت في الحكم، لكنها لم تغير شيئا في عقيدة الإرهاب لديها وفتحت الباب لداعميها من الخارج، واتخذت شعار الاغتيال للسياسين المنتقدين لها ومنهم شكري بلعيد، ومحمد البراهمي، وهذا ما أكدته وسائل إعلام.
ولم تتوقف صراعات حركة النهضة مع التونسيين فقط، لكن نشبت خلافات داخلية كشف نية الإخوان الحقيقية في دخول الفوضى بالبلاد.
ومنذ صعود «الغنوشي» على رأس الحركة، ضربت الانقسامات فرع جماعة الإخوان في تونس، ومني زعميها بخسائر كبيرة لأهم أذرعه وقيادات الجماعة وكان منها انتخابات مجلس شورى النهضة حيث خسارة صهره ومسؤول العلاقات الخارجية للحركة رفيق عبدالسلام، والقيادي فتحي العيادي، وأنور معروف.
قيادات الإخوان
وفي المقابل صعدت قيادات مناهضة لـ«الغنوشي»، ومنهم وزير الصحة السابق عبداللطيف المكي، التي رفض بقاء رئيس الحركة وطالب بتنحيه ورفض تمديد ولايته.
وكشف القيادي السابق، العربي القاسمي، عن وجود انحرافات كبرى داخل الحركة ومنها الانتهازية التي أحكمت سيطرتها على النهضة عبر قيادات موالية للغنوشي.
واستقال مؤخرا عشرات الأعضاء المؤثرين في الحركة بسبب الصراع على السلطة ومحاولة رئيسها جعل حزبه ملكا له، ويبدو أن «النهضة» ستكون مشابهة تمام لأفرع الإخوان حوال العالم من السرية إلى الوفاة.
راشد الغنوشي
ومع اشتعال الوضع داخليا في الحركة ومهاجمته تراجع زعيمها «الغنوشي»، عن موقفه من الرئيس قيس سعيد، معلناً دعم الحركة للرئيس التونسي، في محاولة منه للعودة مجددا، بعد أن زعم بأن قرارات الرئيس "غير دستورية وتمثل انقلابا على الدستور".
وقال في تصريحات إعلامية "سندعم الرئيس قيس سعيد ونعمل على إنجاحه بما يقتضي ذلك من استعداد للتضحيات من أجل الحفاظ على استقرار البلاد واستمرار الديمقراطية، وننتظر خارطة الطريق للرئيس ولا حل إلا بحوار تحت إشرافه".
وتابع "تلقينا رسالة شعبنا وحركة النهضة منفتحة على المراجعة الجذرية لسياساتها"، مضيفا أنه يتوقع أن يتفاعل البرلمان "إيجابياً" مع الحكومة التي سيقترحها الرئيس.