على مدار الأشهر الماضية، اختفت شقيقة زعيم كوريا الشمالية، كيم يو جونج، والتى تتولى منصب نائب رئيس دائرة اللجنة المركزية من على الساحة السياسية، رغم توليها مهاماً كبرى في بيونج يانج لكنها سرعان ما عادت للظهور لتطل على المشهد السياسي من جديد مطلقة عدة تصريحات سياسية أثارت جدلًا كبيرًا بعقب انتقادها كوريا الشمالية.
وتبلغ كيم يو جونج، من العمر ثلاثين عاما ويعرف عنها الغموض وشراستها في مهاجة خصوم كوريا الشمالية وهى ذاتها السمات المتوارثة في عائلتها التى تقبض على السلطة في كوريا الشمالية منذ 7 عقود.
الانتقادات التى وجهتها شقيقة الزعيم إلى سول وواشنطن بسبب تدريباتهم العسكرية المشتركة جاء على أثرها امتناع كوريا الشمالية عن الاستجابة للمكالمات الهاتفية اليومية من كوريا الجنوبية عبر خطوط الاتصال والخطوط العسكرية الساخنة ليؤكد مسئولون في وزارة الوحدة والدفاع الكورية، إن الجانب الكوري الشمالي لم يرد على مكالمات ما بعد الظهر.
وكانت "كيم يو جونغ" قد أطلقت تصريحات مثيرة بشأن التدريبات المشتركة التى بدأت منذ أيام بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بتأكيدها أن "واشنطن وسول ستواجهان تهديدات أمنية أكبر بسبب إجرائهما تدريبات عسكرية التى وصفتها بـ"مدمرة للذات".
وقالت "أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن أسفي الشديد للمعاملة الغادرة للسلطات الكورية الجنوبية"،بحسب بيان لها نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية في بيونج يانج.
تابعت: "لكي يسود السلام في شبه الجزيرة الكورية، يجب أولا وقبل كل شيء، سحب القوات المسلحة العدوانية والمعدات العسكرية للولايات المتحدة المنتشرة في كوريا الجنوبية. وطالما بقيت القوات الأمريكية منتشرة في كوريا الجنوبية، فإن السبب الرئيس لتدهور الوضع الدوري في شبه الجزيرة الكورية لن يتم القضاء عليه، ولا بأي حال".
وما أن تولت كيم يو جونغ مناصب كبرى في كوريا الشمالية حتى اختفت بشكل غامض، حيث ظهرت شقيقة كيم، في الـ 27 من يوليومن العام الماضي ، إلى جانب الزعيم خلال لقاء عسكري خلال الاحتفال بالذكرى السابعة والستين لوقف الحرب الكورية.
وخلال اجتماع للمكتب السياسي، ظهت شقيقة كيم في بعض الصور وهى تكتب ما كان يقوله شقيقها خلال اللقاء.
النشاط المتزايد لشقيقة كيم جعل جهاز المخابرات الوطنية في كوريا الجنوبية، يخطر لجنة المخابرات في البرلمان، بأن كيم منح بعضا من صلاحياته لشقيقته.
اختفت "كيم يو جونغ" عقب ذلك ولم تعد تظهر خلال إجتماعات المكتب السياسي في كوريا الشمالية ، وهو ما دعا صحيفة "شوسن إلبو" الكورية الجنوبية، للقول في تقريرًا لها إن شقيقة الزعيم كيم جونغ أون، لم تُشاهد في العلن منذ مدة تقارب الشهر وهو أمر غير مألوف.
وخلال اختفاء زعيم كوريا الشمالية لفترة عن الظهور عقب تردد أنباء عن تدهور حالته الصحية تزامن ذلك مع ظهور مكثف لشقيقته وهو ما جعل بعض التقارير تذهب إلى أن ذلك يعد بمثابة إعداد لها على تولي شئون البلاد خال وفاة شقيقها.
وذهب محللون إلى أن "كيم يو جونغ" تعد الأقرب لخلافة شقيقها ففضلا عن كون أبناءه صغارا،فبعض أبناء عائلة الزعيم تقف في طريقهم عوائق عديدة تمنع وصولهم للحكم.
ولم تكن الأزمة الأخيرة التى أثارتها شقيقة كيم هى الأولى فقد سبق ووقفت وراء حملة دعائية شرسة ضد كوريا الجنوبية ليصل المطاف في النهاية بكوريا الشمالية بقصف مكتب الاتصال مع كوريا الجنوبية وتدميره.