عبير موسى.. امرأة تونس الحديدية «علمت على قفا الإخوان»

السبت، 31 يوليو 2021 10:00 م
عبير موسى.. امرأة تونس الحديدية «علمت على قفا الإخوان»
محمود علي

بصوت عالي ونظرة شاجبة، وتحت جمل كثيرة معترضة وسط حديثها، عرفت المرأة الحديدية في تونس عبير موسى ب"عدوة الإخوان"، نظرًا لدورها المهم والمحوري في فضح ممارسات الجماعة الإرهابية، كشف أسرارهم، سجل جرائمهم داخل البلاد.

بمجرد رؤيتها على وسائل الإعلام، تتيقن أن تونس مقيدة، تعيش تحت وطأة الإرهاب، الأزمات، تحمل هم المواطنين، وصوتهم الحر، فوجهها المألوف على التونسيين مؤخراً، بات محبب لشعبها، فرغم ملامحها دائمة الحزن على ما تشهده تونس، إلا أن كلامتها كثيرًا ما تختتم بالتفاؤل: "الإخوان زائلون والوطن والوطنيون في الخضراء باقون".

"من أين أتت علينا بنت موسى.. ظلت تبحث وتحقق وتدقق حتى كشفت المستور"، هكذا يراها الإخوان الذين لن يتوقعون يوما ما أن تسقطهم تلك المحامية التي لم تكن بهذا البروز في عهد النظام السابق زين العابدين بن علي، فهي النائبة السابقة لرئيس بلدية أريانة، والنائبة السابقة للأمين العام للمرأة في التجمع الدستوري الديمقراطي حتى عام 2010.

ولدت عام 1975 بمنطقة الساحل التونسي، موطن الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة، متخرجة في كلية الحقوق، من عائلة منضبطة، فوالدها ضابط شرطة، وزوجها عقيد بوزارة الداخلية.

سريعًا أخذت موسى في الظهور، في أعقاب تسلط حركة النهضة وسطوتها على الحياة السياسية، بعد ركوبها انتفاضة التونسيين ضد نظام بن عابدين، وسيطرتها على الحكومة والبرلمان، لتشكل موسى ومن يعاونها أكبر تحالف معارض لجماعة الإخوان وأذرعها السياسة والعسكرية داخل البلاد، كاشفة في كل مرة تخرج فيها إلى الشعب حجم الدمار الذي يعود على البلاد في كل ثانية، يستمر فيها نشاط الجماعة بتونس.

قبل ذلك بسنوات قليلة، كانت بدأت في رسم خطها السياسي ومستقبله، فالتحقت بحزب الحركة الدستورية، قبل أن تصعد إلى رئاسته وتسميه لاحقا "الحزب الدستوري الحر"، ليكون الخصم العنيد للجماعة والساعي دائما إلى كشف انتهاكات الإخوان، وتورطهم في الكثير من الجرائم.

نجحت موسى، في حشد الأنصار، ولاقى حديثها المناهض للإخوان ترحيب دائم من الشعب التونسي، لذا أصبح لديها شعبية واسعة في الشارع، وفي أكثر من مرة استطاعت أن تنظم مظاهرات ووقفات واحتجاجات جراء دعواتها الساعية إلى إسقاط الجماعة وكشف تحالفاتها مع التنظيمات المتشددة والميليشيات المتطرفة.

لم تقف هنا، بل باتت موسى، شوكة في حلق الجماعة، وحجر عثرة أمام مخططاتهم داخل البرلمان، معرقلة تمرير اتفاقيات تجارية مشبوهة مع دول خارجية، كما أنها كانت وراء تنظيم أكثر من جلسة لسحب الثقة من رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان المجمد راشد الغنوشي، بسبب تحركاته الداخلية والخارجية الغامضة والتي لم تكن يوما في صالح تونس.

مواقف عدة كانت وراء تسميتها بالمرأة الحديدية ذات الشعبية الواسعة، استمع إليها التونسيين حتى خرجوا في الشوارع وأحرقوا مقرات الإخوان وطالبوا بإسقاط الورم السرطاني، إلى أن جاءت قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد بتجميد عمل البرلمان التونسي وإقالة حكومة المشيشي، استجابة لمطالب الشعب ودعواتها المتكررة، حالة إنقاذ البلاد من الدخول في النفق المظلم، لتستحق موسى الآن لقب "امرأة أسقطت الثعبان".

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق