طالبان تسيطر على نصف الدولة.. هل تصبح أفغانستان «دولة منبوذة»؟

الأربعاء، 28 يوليو 2021 08:18 م
طالبان تسيطر على نصف الدولة.. هل تصبح أفغانستان «دولة منبوذة»؟
حركة طالبان

بوتيرة واسعة، سيطرت حركة «طالبان» على نصف مساحة الأراضي الأفغانية، خلال شهرين فقط، لتعود البلاد إلى ما قبل 20 عاما وتحديدا في 2001 عندما الحركة كانت في أوج قوتها.
 
وعقب انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، الأسابيع الأخيرة، تجرأت طالبان كثيرا واستعادت أجزاء من المناطق التي كانت تسيطر عليها القوات الحكومية.
 
ويتركز الوجود القوي للحركة في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية والأقاليم الوسطى مثل، غزني وميدان وردك، وتسيطر على المراكز الإدارية ومقار الشرطة وجميع المؤسسات الحكومية، لكن الأخطر في الأمر اقترابهم بشدة من المدن الكبرى مثل قندوز وهيرات وقندهار ولشكرغاه.
 
خريطة توزيع النفوذ في أفغانستان بين القوات الحكومية وطالبان
خريطة توزيع النفوذ في أفغانستان بين القوات الحكومية وطالبان
 
ومع تقدم الحركة من مراكز مثل هيرات وقندهار، عملت الحكومة على إرسالة تعزيزات لجميع المدن الرئيسية المهددة من طالبان، وفرضت حظر تجول لمدة شهر في جميع أنحاء البلاد لمحاولة لمنع طالبان من اقتحام المدن.

ملايين الدولارات
 
وتستهدف الحركة من السيطرة على المدن تحقيق مكاسب تدر عليها إيرادات في شكل ضرائب وغنائم حرب، إذ تعمل على جمع سوم جمركية على البضائع التي تدخل البلاد عبر المعابر.
 
وتسيطر الحركة على سبيل المثال على معبر إسلام قلعة، الواقع على الحدود مع إيران، ويدر نحو 20 مليون دولار شهريا، وبحسب تقارير أكدت أن «طالبان» سيطرت على معابر حدودية رئيسية منها «سبين بولداك»، وهي بمثابة بوابة رئيسية للعبور لباكستان.
47437174_303
 
ورصدت الأمم المتحدة وقوع حالات قتل لمدنين عدة منذ بداية العام، وبلغ عددهم نحو 1600 ضحية، فيما أجبر القتال الآلاف على الفرار من منازلهم، حيث نزح حوالي 300 ألف شخص في 6 أشهر.

أمريكا تخلع يدها
وعلق وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، على تقدم طالبان مع انسحاب القوات الأمريكية بالكامل نهاية الشهر المقبل، قائلا «طالبان المتمردة تتقدم في مناطق أساسية وقرأنا تقارير عن الفظاعات التي ترتكبها، ستكون أفغانستان دولة منبوذة إذا سيطرت طالبان بالقوة».
 
وأضاف: «الولايات المتحدة وأفغانستان بلدين لديهما مصلحة مشتركة من أجل استقرار كابل، وندعم الحل السلمي من خلال الحوار بين الحكومة الأفغانية وطالبان، بالإضافة إلى دعمنا لمفاوضات السلام الجارية بين الأطراف الأفغانية من أجل دولة تمثل الشعب».
img-2526887663
 
عودة إلى الوراء
 
في العام 2001 أزاحت القوات الأمريكية وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي، حركة طالبان عن السلطة، بعد أن كانت تؤوي أسامة بن لادن، وشخصيات بالقاعدة لها علاقة بهجمات 11 سبتمبر في 2001 على الولايات المتحدة.
 
أنفقت الولايات المتحدة وقواتها مليارات الدولارات في هيئة دعم وتدريب للقوات الأفغانية، ولكن مع ذلك تمكنت حركة طالبان في إعادة تجميع وتوحيد صفوفها واستعادة قوتها تدريجيا في المناطق النائية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق