جرائم قتل الأزواج.. أبشع 3 جرائم في العيد.. الضحايا طبيبة ومحاسب وربة منزل... وخبير قانوني: 5 أسباب وراء العنف الاسري
الإثنين، 26 يوليو 2021 03:24 م
ما يقرب من 10 حالات قتل بين الأزواج خلال شهر يوليو أبرزها 3 حالات القتل التي وقعت في أيام عيد الأضحى المبارك ففي القليوبية - انتهت حياة محاسب يدعى "محمد"، على يد زوجته "ريهام" في قرية طنط الجزيرة التابعة لمركز شرطة طوخ، بعد أن أقدمت الزوجة على طعن زوجها يوم وقفة عيد الأضحى المبارك بسبب خلاف وقع بينهما على شحن عداد الكهرباء بشقتهما بالقرية، فسددت له الطعنات حتى فارق الحياة أمام عينيها.
وفى بنى سويف - أدلى محمود، 37 سنة، باعترافات تفصيلية أمام نيابة أهناسيا، معترفا بقتل زوجته بأن طعنها في رقبتها وصدرها وبطنها ثم كرر الطعنات في جميع أجزاء جسدها إلى أن فارقت الحياة، متاثرة بـ 27 طعنة تلقاها جسدها، بسبب تركها المنزل ورفعها قضية خلع، بسبب الخناقات المتكررة، بعدها قام بقطع شرايين يده بقصد الانتحار.
وفى الدقهلية - شهدت قرية شاوة التابعة لمركز المنصورة جريمة قتل بشعة راحت ضحيتها دكتورة على يد زوجها الطبيب الذي سدد لها 11 طعنة بسبب مشادة كلامية بينهما وفر هاربا عقب ارتكاب جريمته، وتكثف مباحث الدقهلية من جهودها للقبض عليه، وبالفحص تبين وفاة الدكتورة ياسمين 26 سنة، طبيبة، إثر تلقيها 11 طعنة نافذة، وأن مرتكب الجريمة هو زوجها، ويُدعى محمود، 29 سنة، طبيب أسنان .
وأكد شهود عيان أن الطبيبة لديها ثلاثة أطفال، ونشب خلاف بين الزوجين بشقتهما، وعلى إثر المشاجرة قام الزوج بطعن زوجته بسكين عدة طعنات متتالية ونافذة، ثم ترك السكين، وغسل يديه، وفر هاربا، وكأن الله لم يحلل الطلاق للزوج والخلع للزوجة، وذلك منعا لسفك الدماء عند استحالة العشرة بينهما – مع الأخذ في الاعتبار أنها حالات فردية - فلماذا يقتل الزوج زوجته ويتم تدمير حياة بالكامل ويعرض الزوج نفسه للسجن ويلجأ الزوج للزواج بأخرى بدلا من القتل؟ والعكس كذلك، وذلك كي يلجأ كل منهما لحلال الله بدلا من الحرام دون قاتل أو مقتول.
من جانبها، قالت الخبير القانوني والمحامية المتخصصة في الشأن الأسرى رانيا هيكل، إن الله عز وجل وضع قواعد ومبادئ العشرة بين الزوجين من خلال قوله تعالى: "ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"، وقال أيضا: "وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم"، وقال كذلك: "الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان"، صدق الله العظيم، فلا يسعنا القول وسط أهوال قتل الزوج لزوجته أو العكس سوى أن أسطرها تحت عنوان ضعف الإيمان - وهذا أولا - فالله سبحانه وتعالى أكرمنا بمنحة الطلاق نعم منحة، لأنه أعطى لكل الطرفين الحق في أن يعيش حياة عادلة إذا وجد نفسه اخفق في اختيار شريك حياته اعطانا الله سبحانه وتعالى حق الحياة والاستمتاع بها.
الركن الأول: من الناحية الاجتماعية
ووفقا لـ"رانيا هيكل" - السؤال الذي يتردد في أذهاننا جميعا، لماذا لجأ الأزواج للعنف ضد بعضهم ولم يلجأوا للطلاق بكل صوره من طلاق للضرر أو طلاق للشقاق أو حتى الخلع إذا لزم الأمر؟ سأتحدث أولا اجتماعيا والذي يتشعب لعدة محاور:
أولها: بيت العيلة وتدخل في شئون الزوج والزوجة من قبل أسرة الزوج، وأحيانا يكونوا هم المتحكمين ماليا في كل صغيرة وكبيرة وفي الأرياف تريد "الحما" زوجة ابنها باستمرار لخدمتها وإلا إذا اصبحت زوجة سيئة وعلى زوجها أن يوبخها ثم يتدخل العنف.
ثانيا: أصبحت القوامة مهتزة لدى الكثير من الأزواج لإصراره عند اختياره لزوجة أن تكون تعمل حتى تساعد في اعباء المنزل وتفاجئ بعد الزواج الزوجة أنها تتحمل كافة الأعباء، وليس مشاركه فقط وكل ذلك يكون سببا في تفاقم وتراكم المشاكل والتي تظهر فجأة، كالبركان من تحملها لأعباء أسرة وعملها ورعاية صغارها وفوق ذلك لا تلق حتى تقدير.
ثالثا: الجملة الشائعة عند الكثير من الأسرة: "ما عندناش بنات تطلق" أو "لو عايزة تطلق سيبيله ولاده وارجعي"، وهو ما يصعب على الزوجة أخذ قرار مصيري في حياتها وتصير ملكومة مهما تعرضت من مساوئ أو عنف من الزوج.
رابعا: لم تعد المرأة كسالف عهدها عندما يغضب الزوج أو يعنقها تنكسر وتذل حتى يرضى ثانية عنها بالعكس تماما المجتمع طلب من المرأة أن تعمل فاشتد عودها، وازدادت ثقتها بنفسها وأصبحت تأبى بنفسها عن اي تعالي ضدها من الرجال فغالت في رد فعلها تجاه الزوج، وأصبح المنزل لا يقوده الزوج فقط بل أصبح يقوده زوجين، فخابت الأسرة عندما اراد الرجل الاعتماد على المرأة، وعندما أرادت المرأة النيل من قوامة الرجل فتبعثر كيان الأسرة، واصبحت كالغابة يحكمها الصوت العالي والعنف.
الخبير القانونى رانيا هيكل
الركن الثاني: وهو الناحية القانونية
وبحسب "هيكل" - لا يوجد زوج عندما يجد أن الحياة مستحيلة يهرع للمأذون، ويطبق كلام الله ويسرحها بإحسان ويطلقها، بالعكس تماما ما يحدث هو أن يزيد من الافتراء عليها حتى تيأس هي وتبريه من كافة حقوقها، فنصبح في حلبة مصارعه حتى يقضي الله امرا كان مفعولا، ثانيا: تخشى الكثير من الزوجات أن تقدم على الطلاق بسبب طول امد التقاضي في الحصول على النفقات بالإضافة الى أن قيمتها زهيده جدا، ويستطيع الزوج أن يتحايل حتى يبخس حق صغاره ثم يبدأ حياة زوجية جديدة، وتكون عون له في أن يبخس حق صغاره أكثر وأكثر، فضعف النفقات تجعل من زوجات كثيرة تعيش حياة بائسة هي وصغارها خوفا من عدم استطاعتها الانفاق عليهم، ورددت قائلة: "لا يسعني في سطور أن أوجز مهالك الأسرة المستحدثة، ولكل كل ما استطيع قوله اتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله.