مازالت حصيلة ضحايا الفيضانات المدمرة التى ضربت مناطق واسعة بغرب ألمانيا، وأجزاء اخرى من أوروبا، تواصل الارتفاع، فى ظل توقعات بأن تلقى الفيضانات وقضية التغير المناخى الأكبر بظلالها على الانتخابات العامة التى ستشهدها البلاد فى سبتمبر المقبل، وقالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن عدد الضحايا ارتفع إلى أكثر 183 شخص، الأحد بعدما وصل عمال الإنقاذ إلى أعماق أكبر تحت الحطام الذى سببته مياه الفيضان.
وأعلنت الشرطة فى منطقة أهرفيلر المتضررة فى ولاية راينلاند بالتينات غرب ألمانيا، أن أكثر من 110 شخصا لقوا مصرعهم، وأعربوا عن خشيتهم أن عدد الضحايا ربما سيظل يرتفع، وفى ولاية نورث راين فستفالين، الأكثر ازدحاما بالسكان فى ألمانيا، تم تأكيد وفاة 45 شخصا، بينهم أربع من رجال الإطفاء. فيما أكدت بلجيكا أن عدد ضحايا الفيضانات بها بلغ 27.
ومن المقرر أن تزور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قرية شولد بالقرب من أروفيلر التى تضررت بشكل كبير جراء الفيضانات فى وقت لاحق اليوم الأحد، وتأتى زيارتها بعدما ذهب الرئيس الألمانى إلى المنطقة السبت، وأوضح أنها ستحتاج إلى دعم على المدى الطويل.
وقال وزير المالية الألمانى أولاف شولتز إنه سيقترح حزمة مساعدات فورية فى اجتماع لمجلس الوزراء يوم الأربعاء، وأضاف فى تصريحات لصحيفة بيلد إن هناك حاجة إلى أكثر من 300 مليون يورو، أى حوالى 354 مليون دولار، مشددا على ضرورة أن يبدأ المسئولون فى إعداد برنامج إعادة البناء، والذى من المتوقع أن يكون بمليارات من واقع تجربة الفيضانات السابقة.
وعلى الرغم من توقف الأمطار فى المناطق الأسوأ تضررا فى ألمانيا وبلجيكا وهولندا، فإن العواصف والأمطار الغزيرة استمرت فى أجزاء أخرى فى غرب ووسط أوروبا، وكانت هناك فيضانات ليلة السبت فى منطقة الحدود الألمانية التشكية، وعبر ألمانيا التى ضربتها الفيضانات الأسبوع الماضى، وفى الناحية الجنوبية الشرقية لألمانيا وفوق الحدود مع النمسا.
ورصدت شبكة "سى إن إن" الأمريكية آثار كارثة الفيضانات العارمة التى ضربت ألمانيا وأجزاء من أوروبا هذا الأسبوع، وقالت إنه فى منطقة ألتنهر غربى ألمانيا، حتى الموتى لم ينجوا من الفيضانات المدمرة، وجرفت المياه مقبرة القرية وتضررت شواهد القبور وسقطت بفعل قوة المياه الموحلة.
وأشارت الشبكة إلى أن الكثير من المنطقة فى حالة خراب الآن، حيث تم تدمير المطاعم المنتشرة حول ضفاف النهر، وتدمير أجزاء كاملة من المبانى، وفى بعض المناطق وصلت المياه إلى الطابق الثانى، والشوارع أو ما تبقى منها مدفونة تحت الوحل، والسيارات محاصرة بين المبانى المنهارة وأكوام الأنقاض.
وأشارت الشبكة إلى أن هذا المشهد تكرر فى مناطق كثيرة غرب أوروبا، بعدما قتلت الفيضانات العشرات بينما لا يزال المئات فى عداد المفقودين.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إن الفيضانات المدمرة التى ضربت ألمانيا مؤخرا،ألقت بظلالها على الحملة الانتخابية التى تشهدها البلاد استعداد للانتخابات العامة، وأوضحت أنه مع تبقى شهرين فقط على يوم الانتخاب دفعت الفيضانات التى أودت بحياة العشرات فى غرب البلاد قضية التغير المناخى إلى قلب الحملة الانتخابية.
واتفقت أغلب الأحزاب السياسية الألمانية على أن الاحتباس الحرارى العالمى هو المسئول عن الكارثة التى خلفت حتى الآن أكثر من 183 قتيلا، وتسببت فى دمار فى بلدان وقرى باثنين من أكبر الولايات الألمانية من حيث عدد السكان.
وتضرر سد على نهر روير مساء أمس السبت مع إسراع عمال الإنقاذ لإجلاء 700 من سكان بلدة فاسربيرج قرب الحدود الهولندية. وتوقعت الصحيفة أن هذه المشاهد الدرامية قد تصب بشكل هائل فى صالح الخضر، الذين يتنبأ لهم بتحقيق مكاسب كبيرة فى انتخابات سبتمبر، حتى قبل حدوث الفيضانات.
وحتى الآن امتنع الخضر عن ترديد شعار "لقد أخبرتكم هذا" ولم يزر زعيم الحزب روبرت هابيك المناطق المتضررة من الفيضانات، وقال فى تصريحات لمجلة شبيجيل الألمانية أن السياسيين الحمقى وحدهم من يدخلون الطريق فى مثل هذه المواقف. وأضاف أنه محظورا القيام بحملة انتخابية فى يوم مثل هذا عندما بدأ حجم الدمار الذى خلفه الفيضان فى الظهور.
لكن فاينانشيال تايمز تقول إنه من الواضح أن التركيز الجديد على مخاطر الطقس الغريب وصلتها بقضية الاحتباس الحرارى للأرض يمكن أن يكون داعما عاما لمرشحة حزب الخضر لمنصب المستشارة أنالينا باربوك، ويمكن أن تصرف الانتباه أيضا عن الأخطاء التى ارتبكبتها حملتها حتى الآن.
نائبة البرلمان البالغة من العمر 40 عاما تعرضت لانتقادات بالغة بسبب أمور غير دقيقة فى سيرتها الذاتية، والانتحال المزعوم فى كتاب نشرته الشهر الماضى وتأخرها فى إبلاغ البرلمان عن الدخل الإضافى للحزب.
وقال كارل رودولف كورت، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة دويسبورج إيسن للتلفزيون الأالماني إنه سيتسطيع بالتأكيد حصد نقاط الآن مع كفاءة حزب الخضر فى القضايا البيئية والمناخية، وهذا يمنحها طريقة جديدة تماما لحشد الناخبين.