منظمة الصحة العالمية تحذر: متحور "لامبدا" أشد فتكا ويقاوم اللقاحات
الأربعاء، 14 يوليو 2021 12:58 م
مع استمرار فيروس كورونا المستجد في التحور ظهرت بعض التحورات أكثر عدوى وأشد فتكا من غيرها، وتتسبب بأعراض أكثر حدة ، حيث انتشرت سلالة جديدة من الفيروس بدول أمريكا الاتينية أطلق عليه اسم "لامبدا" في 14 يونيو الماضي.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من متحور "لامبدا" أحدث متحور لفيروس كورونا المستجد، لأنه أكثر شراسة من المتحورات السابقة، حيث شكّل ما نسبته 70 % من الإصابات بفيروس كورونا في كل من تشيلي والأرجنتين في قارة أميركا اللاتينية في الأسابيع الأخيرة.
وتم توثيق "لامبدا" لأول مرة في بيرو بشهر ديسمبر الماضي، وقد بات المتحور الآن "السلالة المهيمنة" في ذلك البلد الذي خسر 195 ألف شخص توفوا بكوفيد-19، أي بنسبة 0.6% من إجمالي السكان، بحسب أرقام جامعة "جونز هوبكنز" الأميركية، وهو ما يقارب 3 أضعاف معدل الوفيات للفرد بالوباء في الولايات المتحدة.
وأرجعت تقارير سبب ارتفاع الوفيات في البيرو إلى عوامل لا صلة لها بـ"لامبدا"، كانخفاض معدل التطعيم ضد فيروس كورونا في البلاد، حيث بلغت النسبة 11% فقط من المواطنين، إلى جانب إصرار الشركات على تواجد الموظفين في مواقع عملهم، والكثافة الكبيرة في الأسواق والأماكن العامة ووسائل المواصلات.
ورغم انتشار "لامبدا" السريع في بلدان أميركا الجنوبية، وظهور المتحور في أميركا أيضا، فإن خبراء دعوا إلى "عدم المبالغة" في القلق منه.
وفي حديث لصحيفة "نيويورك تايمز"، قال عالم الأحياء الدقيقة والذي وثّق ظهور "لامبدا"، بابلو تسوكاياما: "تغذي فجوة المعلومات المخاوف بشأن هذا المتحور، كما تثير القدرة المحدودة لأميركا اللاتينية على المراقبة وإجراء تحقيقات وبحوث عنه، المخاوف التي قد تكون مبالغة" ،مضيفا "لا أعتقد أن يكون لامبدا أسوأ من المتحورات المكتشفة من قبل"، حسبما نقل موقع CNET المتخصص بالأخبار العلمية والتكنولوجيا.
وذكر باحثون في تقرير نشرته صحيفة "تايمز" أن دراسات أولية لم تخضع للمراجعة بعد، أظهرت أن الأجسام المضادة التي تولدها لقاحات فايزر وموديرنا وكورونافاك الذي طورته شركة سينوفاك الصينية، كانت أقل قوة ضد "لامبدا" مقارنة بالسلالة الأصلية، إلا أنها لا تزال تحيّد الفيروس، ومن المتوقع أن ترتفع فعاليتها ضد المتحور الجديد.
وبحسب مديرة المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، كاريسا إتيان، فإن القرائن المتوفرة حتى الآن عن "لامبدا" تشير إلى خطورتها العالية، خاصة من حيث سرعة سريانها وقدرتها على مقاومة المناعة الناشئة عن اللقاحات والتعافي من الوباء.
وأضافت المسؤولة الأممية: "ما زلنا لا نملك البيانات الكافية لتحديد مدى خطورة هذه الطفرة ومواصفاتها النهائية، لكن المؤشرات العلمية التي تجمعت حتى الآن لدى الخبراء لا تبعث على التفاؤل".
ومن الدراسات القليلة جدا التي أجريت على طفرة لامبدا وقدرتها على مقاومة لقاح كورونافاك الصيني، تبين أنها تملك قدرة على مقاومته تصل إلى 64 % من الحالات، كما أفاد خبير العلوم الفيروسية التشيلي ريكاردو سوتو.
وكانت دراسة أجراها خبراء من جامعة نيويورك قد أظهرت أن هذه الطفرة تقاوم لقاحي فايزر وموديرنا بنسبة تصل إلى 22% في بعض الحالات.