وأدى الأنبا اسطفانوس، أسقف مطرانيه بنى سويف بأداء الصلاة عليهم، نيابة عن البابا تواضروس الثانى بابا الكاتدرائية الأرثوذكسية بالعباسية، ثم بعد ذلك تم نقل الجثامين الأربعة إلى مدافن الأسرة والعائلة بالطريق الصحراوى الشرقى القديم.
وفي نفس السياق شهد محيط الكاتدرائية استنفارًا أمنيًا مكثفًا وتواجد أعداد كبيرة من أهالى القرية والقرى المجاورة انتظارا لوصول الجثامين الأربعة والذين تم نقلهم فى سيارتين لنقل الموتى وتكريم الإنسان وأقيم خارج الكاتدرائية سرادق لتلقى العزاء وليكون بمثابة استراحة للمعزين خاصة فى ظل ارتفاع درجه الحرارة والشمس الحارقة.
يذكر أن 4 عمال مصريين هم «صموئيل ميلاد ومرزوق شهدى مرزوق وماجد نبيل يونان وعزت سلامه يوسف»، قد لقوا مصرعهم أثناء عملهم فى مزارع الطماطم بقبرص بعد موجه اندلاع النيران التى شاهدتها دوله قبرص منذ عدة أيام. ومن ناحيته، قدم اللواء أسامه القاضى، محافظ المنيا، يرافقه نائبه الدكتور محمود أبو زيد، واجب العزاء لأسر ضحايا لقمة العيش بكنيسة السيدة العذراء مريم والملاك ميخائيل بقرية الناصرية التابعة لمركز بنى مزار.
وقال غبريان يونان، أحد أهالى القرية، إن صموئيل ميلاد أحد الضحايا والذى لقى مصرعه فى حرائق قبرص، يعد الولد الوحيد على ثلاث بنات وأنه سافر للمرة الأولى خارج مصر، مضيفاً أن صموائيل خلص واجبه الوطنى وسافر من أجل تحسين خالته الاقتصادية وتكوين نفسه حتى يعود ليتزوج. وأضاف غبريان يونان، أن صموائيل كان يدرس فى معهد تمريض لكى يساعد والده بعد التخرج ولفت قائلا إنه فى هذا اليوم الذى وقع فيه الحريق كان من المفروض أنهم يعملوا نصف يوم لكن معلم العمل شغلهم اليوم كامل.
وتابع ابن عم عزت أحد الضحايا، أن عزت سافر من أجل لقمة العيش وهو أكبر أشقائه، وتلك هى المرة الثالثة له، وهو مسئول عائلة. وأشار إلى أن كل الضحايا سافروا بصورة رسمية وشرعية من خلال فيزا بالعمل لمدة ثلاثة أشهر، حيث يقومون بجمع الطماطم من المزارع مطالبا بالعمل على سرعه إعادة جثث المتوفين الأربعة.
ولفت جميل ملاك ثابت، إلى أن من بين الضحايا عزت سلامة ابن عمى وزوج شقيقتى والذى توفى وترك ولدين هما كيرولس ومينا 13 و 8 سنوات، مؤكداً أن جميع المتوفين من عائله واحدة وحالتهم الاقتصادية ضعيفة مطالبا بحقوق الضحايا، مشيراً إلى أن عزت هو أكبر أشقاءه وتوفى والده منذ ما يقرب من 20 عاما، وهو من تولى رعاية الأسرة، مضيفاً أن عزت تعود على السفر وهذه هى المرة الثالثة له للذهاب إلى قبرص.
بيباوى فهيم ميخائيل، أحد أقارب الضحايا، أضاف أن القرية بها ما يقرب من 50 إلى 100 شاب بقبرص، ذهبوا سعيا خلف لقمة العيش، وجميعهم أسر فقيرة ولا تملك شيئ، موضحاً بأن مازال هناك شباب من القرية مازالوا موجودين بقبرص يعملون هناك، وقال: كنا نتابع معهم لمعرفة الحالة أولا بأول وعند نشر الخبر، قمنا بالاتصال بهم وتأكدنا من الخبر منهم، مؤكداً أن القرية تعيش فحزن كبير منذ سماع تلك الأخبار.
عماد يونان، 50 سنة، عم أحد الضحايا ويدعى ماجد نبيل يونان 24 سنة، قال إن المتوفى سافر منذ شهرين مع خاله للعمل فى مزارع الطماطم بدوله قبرص، مضيفا أن آخر اتصال لابن شقيقه المتوفى كان قبل الحادث بيومين، مطالباً بتعويضهم عما لحق بهم، حيث أنهم ماتوا فى سبيل لقمة العيش.
يذكر أن حرائق هائلة نشبت فى مزارع الطماطم بقبرص، وراح ضحيتها 4 شباب من أهالى قرية الناصرية بمركز بنى مزار.