تحل اليوم، الذكرى الرابعة لملحمة كمين "البرث" التى استشهد فيها البطل عقيد أركان حرب أحمد المنسى ورفاقه وهم يدافعون عن كمين البرث بمدينة رفح، والتى تعد أحد أهم المعارك التي خاضها أبطالنا ضد الجماعات الإرهابية بشمال سيناء.
وأضاف محمد منسى: قضينا طفولتنا بقرية سنهوت التابعة لمركز منيا القمح، حيث كان والدنا الدكتور صابر مديرا للوحدة الصحية، وفى مدرسة الشهيد فتحى عبد العظيم تشكلت شخصيتنا، فكنا مثل التوائم لا نفترق، ففارق العمر بيننا 11 شهرا فقط".
وأضاف: الشهيد أحمد كان يتولى تحية العلم فى طابور الصباح والإذاعة المدرسية، كما كان مسئولا عن عزف النشيد الوطنى، وقراءة القرآن الكريم، وكنت أنا قارئ النشرة المدرسية، كما كنا نعد سويا مجلات الحائط، حيث صدرت أول مجلة عن المدرسة باسم مجلة الشعلة سنة 1988 وأجرى فيها لقاءات صحفية".
وحكى محمد منسى أحد مواقف الطفولة: كنا متوجهين لتمثيل المدرسة بمسابقة أوائل الطلبة فى منيا القمح، وكان الكوبرى الذى نقلنا للبر الثانى تحت الإصلاح، ويستخدمون ماسوره للمرور، وكان الجميع خائفا بينما مر أحمد بشجاعة على الماسورة ذهابا وإيابا عدة مرات لتشجيع الطلاب للعبور، حتى فى رحلة العودة كان فى أمطار وصعوبة للمرور على تلك الماسورة، لكن شجاعته طمأنت قلوبنا".
و أشار شقيق الشهيد أحمد المنسي إلى أن والدهما الدكتور صابر زرع فيهم الجد والانضباط وحب الناس، وقال : لا نخاف الحق، وهى الصفات التى برزت فى شخصية الشهيد".
ولفت إلى أن علاقتنا بالوالدة كانت علاقة خاصة جدا، خصوصا علاقتها بأحمد حيث كان فور دخوله المنزل عائدا من الإجازة، يدخل عليها ويقبل يدها ورأسها، ويعشق أكلها "كان يدخل على الثلاجة متلهف للأكل من صنع يدها".
وأكد أن الشهيد أخفى عنا أنه انتقل للعمل فى العريش فى 2013، حتى لا نشعر بالقلق عليه، ولم نعلم إلا فى الأيام الأخيرة لمرض والدي، كان لا يحكى عن أى مخاطر يتعرض لها فى عمله.
وفي داخل مقابر الروبيكي وقف المهندس محمد المنسي لقراءة الفاتحة على قبر الشهيد، وقال إنه لا يشعر بالراحة إلا فى هذا المكان، وأنه دائما يأتى ليحكى ويشكو للشهيد عما يشعر به، مضيفا أن الشهيد الرائد وائل محمد كمال دفن فى نفس المقبرة بناء على وصيته، فكانت علاقته بأحمد علاقة قوية جدا ويعتبر وائل ابنه البكر.
وأكد أن الأسرة قررت تخليد اسم الشهيد وأفكاره بتأسيس مؤسسة المركز الإسلامى الخيرى، مشيرا إلى أن المشروع فكرته جاءت منذ استشهاده وبدأنا فى إجراءات التخصيص، على مساحة أكثر من 6400 متر فى الحى الثالث، تضم مسجدا يسع 8000 مصلى ومركز طبى بأسعار رمزية وآخر ثقافى تنورى، مضيفا أن المركز الثقافى ستضمن بكل ما يختص بالتوعية والتنمية للأطفال والشباب.
الذكرى الرابعة لملحمة البرث
العقيد أركان حرب أحمد صابر منسى قائد الكتيبة 103 صاعقة، ولد 1978، فى مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية والتحق بالكلية الحربية وتخرج ضمن الدفعة 92 حربية عمل كضابط بوحدات الصاعقة وخدم لفترة طويلة فى الوحدة 999 قتال وحدة العمليات الخاصة للصاعقة بالقوات المسلحة.
والتحق بأول دورة للقوات الخاصة الاستشكافية المعروفة باسم «SEAL» عام 2001 ثم سافر للحصول على نفس الدورة من الولايات المتحدة الأمريكية عام 2006 ، حصل الشهيد على ماجستير العلوم العسكرية دورة أركان حرب من كلية القادة والأركان عام 2013، وتولى قيادة الكتيبة 103 صاعقة خلفًا للشهيد العقيد رامى حسنين الذى استشهد فى شهر أكتوبر عام 2016 .