بعد 20 عاماً.. الجيش الأمريكي ينهي تواجده العسكري في أفغانستان بهدوء
السبت، 03 يوليو 2021 11:00 م
بتسليم القوات الأمريكية في أفغانستان لقاعدة (باجرام) الجوية، انتهت 20 سنة من التواجد الأمريكي في أفغانستان، وهو ما علقت عليه صحيفة نيويورك تايمز، بأن الانسحاب جرى دون اهتمام إعلامية أو احتفال، في جو يعتريه القلق البالغ بشأن قدرة قوات الأمن الأفغانية على صد تقدم طالبان في جميع أنحاء البلاد.
وأكدت الصحيفة الأمريكية على أن القوات وحلفاءها الغربيين غادرت قاعدة (باجرام) العسكرية التي نسقت مجريات الحرب في أفغانستان، منهية فعليًا العمليات العسكرية الأمريكية الكبرى هناك بعد ما يقرب من عقدين، مضيفة أن قاعدة (باجرام) ظلت، لأجيال متعاقبة من أعضاء الخدمة الأمريكية، بوابة إلى ومن الحرب التي تعرضت لتغييرات مستمرة في ساحة المعركة والإدارات الرئاسية المختلفة. غير أن الانسحاب النهائي في ليلة أمس الأول حدث دون ضجة اعلامية كبيرة وبدون احتفال عام، في جو يعتريه القلق البالغ بشأن قدرة قوات الأمن الأفغانية على صد تقدم طالبان في جميع أنحاء البلاد.
وعلق مسئولون أفغان إن الخروج الأمريكي تم بسرعة كافية لدرجة أن بعض اللصوص تمكنوا من دخول القاعدة بعد ساعات من الانسحاب، وفق الصحيفة، التي أكدت أن هذا الانسحاب، الذي تم بهدوء حذر، قبل أسابيع من الانسحاب المزمع للقوات الأمريكية في وقت لاحق من يوليو، وقبل أشهر من إعلان الرئيس جو بايدن رحيل قواته كاملة في 11 سبتمبر، يسلط الضوء على أمرين مهمين للغاية؛ أحدهما موجه للجمهور، ليؤكد بأن الحرب الأطول في تاريخ الولايات المتحدة شارفت على الانتهاء، والآخر للحكومة الأفغانية وهو أن الولايات المتحدة لا تتخلى عن البلاد في منتصف هجوم طالباني شديد، بل ستحتفظ ببعض القدرة على شن غارات جوية إذا لزم الأمر.
وتابعت: أن الخوف من سقوط كابول في أيدي طالبان بعد انسحاب القوات الأمريكية ظل يطارد نقاشات إدارة بايدن حول قرار الانسحاب، غير أن الرئيس أشار إلى أن بلاده سوف تحتفظ بالقدرة على شن غارات جوية إذا ساءت الأمور، مع التأكيد في الوقت نفسه على قراره باتمام الانسحاب في موعده، مضيفاً: "لقد عملنا على تعزيز قدراتنا بعد اتمام الانسحاب، لكن سيتعين على الأفغان القيام بذلك بأنفسهم عبر القوات الجوية التي يمتلكونها".
وكانت باجرام تعمل بكامل طاقتها حتى نهاية يوم أمس الأول، غير أنه سيتم الآن نقل الدعم الجوي للقوات الأفغانية والمراقبة الجوية من خارج البلاد، من قواعد أمريكية في دول أخرى أو من خلال حاملة طائرات بحر العرب. وستبقى فرقة قوامها 650 جنديا لحماية السفارة الأمريكية في العاصمة كابول.
ومن غير الواضح حتى الآن إلى متى سيستمر هذا النوع من الدعم، غير أن وزارة الدفاع "البنتاجون" أمامها حتى 11 سبتمبر القادم، وهو موعد انهاء الوجود الأمريكي في أفغانستان بشكل رسمي، لاتخاذ قرار في هذا الشأن.
وفي سياق مرتبط، أبرزت نيويورك تايمز أن بعض تقديرات الاستخبارات الأمريكية تنبأت بأن الحكومة الأفغانية قد تسقط في أيدي خصومها، لاسيما حركة طالبان، في غضون ستة أشهر إلى عامين بعد أن يكمل الأمريكيون انسحابهم. حيث تقترب حركة طالبان أكثر من كابول بعد أن سيطرت على ربع مناطق البلاد في الشهرين الماضيين.
واستسلم المئات من أفراد قوات الأمن الأفغانية في الأسابيع الأخيرة، بينما استعادت هجماتهم المضادة أراض قليلة من طالبان. ومع انقسام القوات الأفغانية، ظهرت الميليشيات الإقليمية بشكل متجدد، في صدى ينذر بالزج بالبلاد نحو حرب أهلية جديدة، وهو السيناريو الذي يخشى المسئولون في واشنطن وكابول وقوعه خلال الفترات القادمة.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون جون كيربى أن القوات الأمريكية ستنهي عملية انسحابها من أفغانستان بنهاية شهر أغسطس القادم، مضيفاً أن تسليم القواعد للقوات الأفغانية خطوة مهمة على طريق الانسحاب من هذا البلد"، مؤكدا أن واشنطن ستواصل دعمها للسلطات الأفغانية "في مواجهة الإرهاب ومن أجل إحلال الأمن.
وكشف أن القوات التي سيتم الإبقاء عليها في أفغانستان ستتركز مهمتها على حماية البعثة الدبلوماسية، مضيفا أن قاعدة باجرام كانت "مركزا رئيسيا لكل ما كنا نقوم به في أفغانستان على مدى عشرين عاما"، مؤكدا أنها آخر قاعدة للقوات الأمريكية تم تسليمها للقوات الأفغانية، لافتاً إلى أن وزير الدفاع لويد أوستن اتخذ القرار بنقل القيادة في أفغانستان، من الجنرال سكوت ميلر إلى الجنرال كينيث ماكنزى، مضيفا أن ماكنزي سيحتفظ بجميع السلطات الحالية كقائد للقوات الأميركية فى أفغانستان.
من جهتها، دعت روسيا إلى تشكيل حكومة ائتلافية في أفغانستان، وذلك في ظل مغادرة القوات الأجنبية البلاد، وتعهد المبعوث الرئاسي الروسي لأفغانستان زامير كابولوف، بتقديم دعم عالمي؛ لتشكيل حكومة مؤقتة في أفغانستان، مضيفة: "القرار النهائي بشأن تشكيل ومعايير هيكل السلطة في المستقبل يجب أن يتخذ من قبل الأفغان أنفسهم"، وحذر كابولوف الولايات المتحدة من نقل منشآتها العسكرية إلى آسيا الوسطى وسط انسحاب قواتها من أفغانستان.
وقال دبلوماسي روسي: "لقد أرسلنا بالفعل مثل هذه الإشارة إلى واشنطن على مختلف المستويات، وآمل أن يتم سماعها"، معربا عن أمله في تسريع محادثات السلام الأفغانية، مضيفاً: "نواصل العمل معا في شكل /ترويكا/ موسعة بمشاركة روسيا والولايات المتحدة والصين وباكستان".