التنسيقية تجربة شبابية رائدة في المنطقة
الجمعة، 18 يونيو 2021 06:46 م
الشباب ذخيرة أي أمة وميراثها الذي يحمل على عاتقة نقل الأمانة للأجيال التي تلحقه، وهي الحقيقة التي كانت تفتقدها الحياة السياسية في مصر على مدار عقود، حتي جاءت فكرة قادرة على جمع ودمج العقول السياسية الشابة، تحت مظلة واسعة تستوعب أفكار متوافقة وأخرى مختلفة، تجمعهم قاعدة وطنية ثابتة، تُعلي من المصلحة العامة فوق المصالح الفردية الضيقة، بهدف صنع مستقبل يحقق حياة عادلة للمصريين، ويوفر كافة الحقوق الإنسانية والاجتماعية للجميع علي قدم المساواة، دون تمييز عرقي أو ديني أو سياسي، حيث أن مصر هى الغاية.
منذ اهتمامي الأول بالعمل العام بالتزامن مع حالة الزخم الذي صاحب ثورة 25 يناير، وكنت أجد الشتات يضرب كل محاولات صنع تكتل سياسي للشباب في كيان واحد، وهذا الأمر فتح الباب على مصراعيه لاستغلال الطاقات الشبابية فيما يخدم اجندات البعض السياسية، حين غابت القدوة، واستغل البعض هذا الشتات في خلق صورة مضلله وكأن الشباب عازف عن المشاركة في الحياة السياسية رفضًا واعتراضًا، حتي جاءت ثورة 30 يونيو وتبدلت خلالها الأوضاع الداخلية حتى اسودت صورة المستقبل وأصبحت الرؤية يسودها الضباب والخوف مع كل عبوة ناسفة تحصد الأرواح، وتخلصت آمال المصريين في الحصول على حياة آمنة ومطمئنة، إلا أن القيادة السياسية كانت تحمل طموحات أكثر أملًا وبريقًا، وبدأت تعيش مصر مرحلة البناء والتعمير والرجوع إلى الثقل السياسي التاريخي في محيطها الإقليمي، في هذا الوقت شمر الشباب عن ساعديه وقرر أن ينزل إلى الأرض كشريكًا أساسيًا في معركة البناء والتحول إلى مصاف الأمم المتقدمة، فكانت فكرة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، التي خطت بخطوات واسعة داخل الحياة العامة بشكل جديد على أيدي شباب مميز ومتفرد.
هذا الكيان الذي نجح مؤسسوه في دمج الطاقات الشبابية المتنوعة والمتباينة في العمل البنّاء، من خلال الممارسة السياسية الواعية والجديدة، واستغلال كل الأدوات المتوفرة في تدريب وصقل مهارات هؤلاء الشباب ليكونوا قيادات سياسية وتنفيذية وفكرية قادرة علي تحمل مهام القيادة بكل كفاءة واقتدار وشرف، كما أن معايير الاختيار العادلة غابت عنها أي مظاهر للمحسوبية أو الطبقية أو التمييز، فهي تحوي كل المشارب السياسية والفكرية ومن كل شرائح المجتمع المختلفة.
مرت التنسيقية بمراحل مختلفة منذ ولادتها وخلال ثلاثة سنوات، اكسبتها خبرات جماهيرية وخدمية واستطاعت التواصل مع العديد من الفئات المختلفة الامر الذي جعل لها رؤية سياسية واجتماعيه مختلفة ومتقدمة قائمه على المصابرة والعلم، افرزت التجربة كوادر برلمانية شبابية، الأمر الذي كان يفتقده الشارع السياسي، نواب شباب تحت القبة، جاءوا بالعمل على الأرض، ليضعوا مفهوم جديد للسياسية وليأكدوا أن الطريق لتمثيل الشعب تحت القبة، ليس حكر على المال السياسي.
أَضافة التجربة جديدًا في الأداء البرلماني وفي العمل التنفيذي، بعد أن نجحت في دمج أليات العمل الفردي في أطار من العمل الجماعي، حتي أصبحت قاعدة العمل من أجل المجتمع لا العمل من اجل المصالح الفردية هي أساس المنتج الصادر عن شباب التنسيقية.
أثبت شباب التنسيقية خلال الفترة القصيرة نسبيًا منذ التأسيس، أنهم قادرون على الدخول في حقل العمل التنفيذي، والتواجد بقوة على أرض الواقع، كما أكدت تجربتهم أنهم شباب لديه القدرة والتحدي والإصرار، على تحويل الصعاب إلى نجاحات، وتوظيف المواهب والخبرات لخدمة المشروع الوطني، ولم يكتفوا بهذه الطموحات التي قد يركن لها البعض، لكنهم قرروا المزيد والمزيد من التعلم واكتساب الخبرات، فكان التعاون مع كبرى الشركات العالمية لتنمية الموارد البشرية والتدريب والتأهيل.
ما نسرده من خطوط عريضة لما تحقق من نجاح خلال الثلاثة سنوات الماضية، هو نتاج العمل الجماعي المشترك والجهد المؤسسي للتنسيقة، وهو عصارة أفكار مجموعة من المؤسسيين فتحوا المجال للعقول الشابة لتساهم في نجاح واستمرارية تجربة سياسية شبابية رائدة في المنطقة والمحيط الإقليمي، تلك التجربة القادرة على إفراز قيادات شابة في جميع المجالات ومناحي الحياة، من خلال اكتساب الخبرات والعمل المتجرد واعلاء المصلحة العامة.