كلمة كرم جبر خلال فعاليات الدورة 51 لمجلس وزراء الإعلام العرب بجامعة الدول العربية
الأربعاء، 16 يونيو 2021 04:09 م
قال الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، خلال فعاليات الدورة 51 لمجلس وزراء الإعلام العرب بجامعة الدول العربية: «معالي الوزراء ورؤساء الوفود العربية، أرحب بكم في مصر التي كانت وستظل دعماً وسنداً لقضايا أمتها العربية ومدافعة عن أمنها واستقرارها».
وأضاف: «أنقل لكم تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يحرص دائماً على تدعيم أواصر المحبة والتعاون والتواصل بين الدول الشقيقة والدفاع عن قضاياها والانحياز لما يحقق مصالحها، والدعوة الدائمة بالصدح والاحتماء بالقواسم المشتركة التي تحمي وحدة الصف العربي وتصون الدولة الوطنية في مواجهة الحروب والفتن التي تجتاح بعض المجتمعات العربية».
وتابع: «معالي الوزراء ورؤساء الوفود، يأتي اجتماعنا هذا في وقت ربما يكون الأصعب في تاريخ العمل العربي المشترك ويحتاج أن نتسلح برؤى إعلامية تتسم بالوعي واليقظة والسرعة، نعلم جميعاً أننا نواجه ومنذ سنوات خطر الإرهاب الذي يهدد مجتمعاتنا العربية بحروب أهلية تأتي على الأخضر واليابس، وإذا كنا نعلم من هو العدو الخارجي ونتحد ضده»
واستطرد: «ولكن الآن من الصعوبة أن نحدد مفهوم العدو الذي ينطلق من الداخل ويشكل نوع من الفناء الذاتي، آن الأوان لتفعيل الرؤى الكثيرة التي توصلنا إليها في الاجتماعات المشتركة لوزراء الإعلام العرب وأن نصل إلى استراتيجيات موحدة لتطهير العقول من أفكار ومعتقدات أخطر من القنابل والمتفجرات والسيارات المفخخة التي يستخدمها الإرهابيين لنحني شبابنا من الوقوع في براثن تلك الجماعات».
وأضاف جبر: «إننا كأمة عربية نواجه تحدياً رهيباً متمثلاً في الإعلام الإلكتروني وإذا لم نتسلح بالعلم والمعرفة ودخول العالم الجديد بأدواته ووسائله سنواجه حروب أكثر شراسة مع الشركات الكبرى التي تتحكم في الإعلام الجديد، وترسم اتجاهاته السياسية التي تتعارض أحياناً مع ثوابتنا الوطنية، علاوة على إهدار الحقوق المادية الكبيرة للدول العربية، إننا أيضاً نواجه خطر الشائعات المغرضة والدعاية الكاذبة التي تضرب أمن واستقرار المجتمعات العربية وتتطلب منا جميعاً أن نتوصل إلى رؤى مشتركة لنشكل حوائط صد من واقع ثقافتنا العربية والإسلامية، مع الأخذ في الاعتبار أهمية توسيع دوائر الحوار والتعبير عن الرأي والحرية والممارسة الديمقراطية».
وفي نهاية الكلمة أشار إلى التحديات العربية المشتركة قائلاً: «إننا كأمة عربية نواجه تحدياً قد يكون متطابقاً في كل الدول، متمثلاً في المشاكل والتحديات التي تواجه الإعلام التقليدي وفي صدارته الصحافة الورقية لصالح الإعلام الجديد، مما يتطلب منا أن نتحاور ونتواصل لإيجاد حلول لهذه المشاكل والتحديات حفاظاً على الأمن القومي العربي، وحتى لا نترك الرأي العام للعشوائية والارتجال الذي يحدث في بعض الأحيان».
وتساءل: «لو سألنا أنفسنا الآن ما هو الخطر الملح الذي يهدد الأمن القومي العربي، كنا قديماً نعرف ما هو الخطر ولكن الآن تعددت المخاطر وتعددت التهديدات، وأحياناً يكون التهديد من قلب أمتنا ومن بعض أفراد شعوبنا يقولون أن الإعلام الآن لم يعد مجرد آراء وأفكار تملأ الصحف والفضاء الإلكتروني الفسيح وإنما هو من أهم ثوابت الأمن القومي العربي، ويأتي في المرتبة الثانية بعد الجيوش العربية».
واختتم «صرنا نواجه مشاكل متطابقة في كل الدول العربية وآن الأوان أن نتوصل إلى عمل عربي مشترك، مشاكلنا واحدة.. همومنا واحدة، الهموم التي تواجهنا واحدة مما يحتم تقارب الرؤى والأفكار حول قضايا مصيرية مهمة لا يمكن الاختلاف حولها أو الهروب منها».