احتفلت اليوم الاثنين، الكنيسة الأرثوزكسية بذكرى وفاة القديس أبسخيرون الجندى القلينى، والذى يوافق اليوم 7 بؤونة فى التقويم القبطى، وسمى بذلك لأنه ولد فى منطقة قلين فى كفر الشيخ.
قصة القديس أبسخيرون القلينىأصدر دقلديانوس منشوراً بالذبح للأوثان فى فى كل أنحاء الإمبراطورية وعندما أعلن المنشور بين الجند رفض أبسخيرون التعبد للأوثان، فقام الوالى بلطمه وصار يوبخه أما هو فألقى بمنطقة الجندية أمامه، وفى الحال أمر الوالى بسجنه.
وكان للقديس أبسخيرون أخان عندما علما بسجنه جائا إليه ليبكيان ويستعطفانه ليبخر للأوثان ولكنه لم يستجب لدموعهما وحدثهم عن الإيمان بالمسيح ثم صلى بحرارة إلى الله فظهر له ملاك ليسنده ويشجعه.
وقُدم فى صباح اليوم التالى للمحاكمة وصار الوالى تارةً يهدده وتارةً أخرى يلاطفه وإذا وجده ثابتاً على إيمانه قرر ترحيله إلى أريانوس والى أنصنا .
قيد القديس أبسخيرون القلينى وتم ترحيله هو وأربعة آخرين على مركب متجهين ناحية الصعيد .. فظهر له السيد المسيح وهو فى السفينة المتجهة للصعيد , وفك قيوده .. ولكن الجنود توسلوا إليه أن يقيدوه حتى لا يتعرضون للموت وعندما وصلت السفينة إلى أنصنا عرفوا أن الوالى موجود فى أسيوط، فإنطلقوا إليه هناك.
مراحل محاكمة القديس أبسخيرون القلينى
وأنتقم دقلديانوس من أبسخيرون القلينى عبر 11 مرحلة جاءت كالآتى:
1 - جلدوه بسياط مصنوعة من جلد البقر وأطرافها بها دبابيس مدببة لتقطع الجلد واللحم .
2 - سلخ أجزاء من وجهه ومن فروة رأسه.
3- ثقب كتفيه وجنبيه ووضع السلاسل مكان تلك الثقوب ثم ربط القديس فى خيل وجروه فى شوارع المدينة .. وكانوا يعيرونه ويحتقرونه ويصيح البعض أمامه قائلين : هذا جزاء من لا يخضع لأوامر الملوك ولا يبخر للآلهة.
4- وضع القديس فى كيس من الرصاص وقبل أن يسقط القديس فيه إنحل قاعه وسال الرصاص منه على الأرض بعيداً ولم يصب أبسخيرون بأى أذى.
5- أمر الوالى بشد القديس فى المعصار ولكن القديس رشم عليه الصليب فتحطم المعصار وانشق نصفين.
6- أمر الوالى الجنود أن يضعوا القديس على سرير حديدي ويوقدوا النيران من أسفله فصلى القديس قائلاً : "يا ربي يسوع المسيح أعنى فأخلص " وهنا جدف الوالى على إسم السيد المسيح .. فقال له القديس " من أجل أنك أنك تجرأت وجدفت على إسم السيد المسيح الذى لا تعرفه ولا تؤمن به فسوف تلتهب أحشاؤك بالنار لكي تعلم أنه الإله الحقيقى وليس سواه وعندما انتهى القديس من حديثه أتى للوالى خبر بوفاة ابنه.
7- أمر الوالى بإلقاء جسد القديس فى نيران المستوقد الخاص بالحمام .. فوجدوا القديس يصلي ويسبح وسط آتون النيران . وقد ظهر له الملاك ميخائيل وقال له " يا أبسخيرون تقوى لا تخف فإنك ستكلل بإكليل الشهادة وتنضم إلى صفوف الشهداء الأطهار بعد أربعة أيام.
8-استدعى الوالى عظيم السحرة ويدعى ألكسندروس وملأ له الساحر كأس من السم ليشربه فرشم عليه القديس أبسخيرون القلينى الصليب على الكأس وشربها فلم تؤذيه .. فبهت الساحر واعترف بإسم السيد المسيح، فأمر الوالى بقطع رأسه ونال ألكسندروس إكليل الشهادة.
9-أمر الوالى بسلخ جلد القديس وإلقاء رصاص منصهر وزفت مغلي عليه.
10-أمر الوالى بأن تحمى أسياخ حديدية وأمر بأن يضعونها فى عينيه وأذنيه ولكن الرب شفى القديس فى الحال.
11-أمر الوالى بقطع ذراعى القديس.
معجزة كنيسة القديس أبسخيرون القلينى
كانت كنيسة القديس أبسخيرون القلينى فى قلين بمحافظة كفر الشيخ، ونقلها القديس إلى البيهو بمحافظة المنيا بالصعيد، ولا زالت قائمة إلى اليوم.
وذكرت العديد من الروايات أن أهل قلين اعتادوا أن يعينوا ليلة محددة لإقامة عددًا من الزيجات معًا، ربما بسبب صعوبة المواصلات فى ذلك الوقت، ولتوافقها بوقت جمع المحاصيل، وفى أحد هذه الاحتفالات كان يوجد حوالى 100 شخص مجتمعين فى الكنيسة، وكان عدو الخير قد أثار المضطهدين عليهم، وكان المؤمنون فى هذه المدينة يتشفعون دائما بالقديس أبسخيرون الذى من بلدتهم، وفي أثناء الليل قبل أن ينفذ المضطهدون ما فى نيتهم نقلت الكنيسة بمن هم فيها إلى البيهو بصعيد مصر، وفى الصباح خرج الناس من الكنيسة ليجدوا أنفسهم فى بلد غير بلدهم.
ظهر لهم القديس دون أن يعرفوه، وسار معهم حتى شاطئ النيل، وركبوا سفينة وصلوا إلى قلين فى يوم واحد عوض 3 أيام، فتعجب صاحب السفينة وآمن بالمسيحية، وفي قلين لم يجدوا الكنيسة، لا يزال مكانها بركة ماء تسمى بحيرة القليني.
وخلال السطور التالية نوضح شرح الأيقونة شرح الأيقونة القبطية لـ الشهيد أبسخيرون القلينى الجندى، حيث تعتبر الأيقونة رسم على خشب أو إطار محمول يحتوى رسما يشرح حدث ما أو يروى قصة قديس ما وللأيقونة أبعاد وتأتى محمولة ولها أشكال عدة منها منها الأيقونة المستطيلة المعروفة والدائرية والثلاثية وغيرها من الأحجام والأنواع وأقدمها يرجع للقرن الخامس والسادس على أقصى تقدير.
1 ـ الشهيد أبسخيرون القلينى الجندى جندى صالح.
يوجد فى الأيقونة كجندى صالح كان من الفرقة العسكرية بمنطقة أتريب، كما أنه يمتطى جواداً وهذا دليل النصرة وخاصة للشهداء أمثال مارجرجس وأبوفام والأمير تاوضروس المشرقى، أبسخيرون كما أنه مالك مع المسيح فى مجده رافعاً راسه.
2 ـ يمسك رمحا يعلوه صليب.
ويعتبر الرمح من آلات الحرب قديما وعبارة عن عمود طويل به حربة ليصرع بها الشيطان كما أن الرمح ينتهى فى أعلاه بصليب علامة القوة والنصرة فى المسيح .. فالفصائل المسيحية هى أسلحة النور والقوة وأنه بالإيمان يقهر عدو الشرير . النصرة تتحول من مجاهدة إلى كنيسة منتصرة .
3 ـ كنيسة بها سيعة عرائس.
وهى المعجزة الشهيرة للقديس أبسخيرون إذا نقل الكنيسة من قلين بكفر الشيخ إلى البيهو (المنيا) وكان بالكنيسة ما لا يقل عن مائة شخص وكان المؤمنون فى هذه الكنيسة يطلبون شفاعه القديس أبسخيرون الذى أنقذهم من يد الأشرار .
4 ـ شجرة وسارى مركب وبكرة حديدية.
ومازال حتى الآن يوجد بكنيسة الشهيد فى قرية البيهو البكرة الحديدية والسارى الخشبى للمركب التى أعادت العرائس من البيهو إلى قلين ، إذ يقال نقلا عن قصص شيوخ القرية من البيهو أن صاحب المركب عاهد نفسه أمام الله أن يهب نصف إيراد المركب للكنيسة طوال حياته ، وكذلك سار على هذا المنهج وبعد أن تهالكت المركب قدم نصفها للكنيسة .
5 ـ جمال مع جماله .
ويعتبر جمال أحد سكان قرية البيهو الذى كان عليه نذر دائم حيث كان يقدم للكنيسة الشهيد المولود الأول لكل ناقة عنده حيث تشفع بالقديس فى شفاء عقم ناقاته وبشفاعة القديس شفيت جميعها .