قتل 400 ضبع وإنتصر علي 130 أسد
موت« سكار الاسطورة» أشهر أسد في التاريخ بعدما تناول عشاءه الأخير
الأحد، 13 يونيو 2021 10:00 مكتبت: إيمان محجوب
في ساعة متأخرة من ليلة أمس سمع صوت زئير حزين مفاجئ بغابات كينيا واوغندا بمنطقته حكم أشهر ملك غابة في التاريخ الحديث سكار الاسطورة (The legendary Scar) لتعلن بعدها الجمعية العالمية لحماية الحيوانات موت سكار الحاكم الفعلي لمنطقه كينيا وأوغندا، أكثر بقاع الأرض شهرةً بالأسود، والتي حكمها لمده ١٢ سنة، أطول فترة حكم لذكر بالغ لمجموعة أسود في التاريخ ، فمن المتعارف عليه في عالم الحيوانات أن يحكم الأسد القوي مجموعة من الاسود لمدة ثلاث أو خمس سنوات أما مع سكار فالوضع مختلف!
فهو يشبه في طباعه الملوك العظام والتي استوحت من قصته ديزني فيلم الرسوم المتحركة (الاسد الملك) فسكار الاسطورة كان أول أسد يجند اخوته سيكيو" و"موراني" معه في نفس المجموعة " بنفس الحق ونفس السلطه تقريباً فسمح لهم أن يعيشوا ويتزوجوا وينجبوا أشبال صغيره في وجوده -وهذا ضد علم السلوك الحيواني بشكل عام فعندما كان يهاجم المجموعة أي حيوان، كان يحارب ثلاث ذكور وهذه السياسية التي أرسها سكار الاسطورة في منطقة حكمة لن تحدث في عالم الحيوان من قبل
خاض سكار معارك كثيرة سجلها المهتمين بعالم الحيوان بالفيديو حيث دافع عن أرضه أمام 130 أسد، كما أخرج مجموعة تماسيح كاملة من منطقته لأنهم افترسوا شبل من المجموعة، وعاش سكار في منطقة حكمة ولم يهاجم انسان، رغم دخولهم المستمر منطقته كما قتل في حياته حوالي 400 ضبع وحده دون مساعدة اخواته- وهو الأسد الوحيد الذي انتصر على ذكر فرس نهر بالغ ، وهو صاحب الفيديو الشهير الذي هاجم فيه قطيع ضباع بالليل وحده علي طريق سريع، واخواته انقذوه في آخر لحظة
في 2011 اشتبك الاسد سكار الاسطورة مع أسد يصغره بثلاث سنوات، يدعي "جرابي"، كانت كينيا متوقعه إن جرابي سيصبح الملك الجديد للعشيرة، لكنه خسر قدمه لكن لم يخسر المعركة، واحتفظ برأس "جرابي" أسبوعين قبل أن يرميها، مثلما كان يفعل الملوك القدامي ويعلقوا رؤوس أعداءهم علي أسوار المدينة في رسالة واضحة للجميع .
في 2016 خسر سكار عينه في معركه اسمها Pride of the pride، أو (كرامة )، حارب فيها مع اخواته ٦ أسود، قتل منهم أسدين، والباقي فتك بهم اخواته، وعاش بعين وحيدة منذ ذلك الوقت، كما أنه كان أعرج ولكن ذلك لم ينقص من هيبته شيئًا، فقد كانت كل الصور التي يلتقطها مصورو الحياة البرية له تكتب وفوقها نفس الجملة الملك المتوج.
اختلف سلوكه مع الأشبال الصغيرة عن غيره من الأسود فقد كان قريبًا منهم ويسمح لهم باللعب معه في أي وقت، ولهذا حفظوا له الجميل وخاصة إخوته، فقد عاش طيلة عمره يساعدهم ويساندهم، ففي آخر أيام حياته بعد أن أصابه الوهن ولم يعد قادرًا على الخروج للصيد تولى إخوته مسؤولية الصيد وإطعامه عرفانًا منهم بجميله عليهم.
اعتلى سكار الاسطورة عرين مجموعة جديدة من الأسود الأقوياء بعد تقدمه في العمر، ولكن ذلك لم يقلل من هيبته، وعندما أدرك أن وقته قد حان، وأنه على وشك الرحيل ، مشى مسافة طويلة جدًا حتى وصل إلى مسقط رأسه، وفي الطريق كانت تحدث أشياء غريبة فكلما قابله مجموعة من الأسود كانوا يقدمون لهم أجزاء من طعامهم.
تناول الملك عشاءه الأخير في مسقط رأسه حيث قدم له إخوته أجزاء من فرس النهر، وبعدها رحل سكار فيس، ليخلف وراءه حزن جميع أبناء عشيرته، وبعد نشر مقطع فيديو للحظات الأخيرة من حياته حزن عليه الملايين أيضًا في مختلف البلاد والقارات وليس في إفريقيا وحدها، وبدأ الجميع في تداول صوره الشهير ومقاطع فيديو عن حياته لتزداد شهرته ويترك العالم بعدما قضى حياة مليئة بالكفاح والوفاء.
شهرة سكار فيس وصلت استراليا وأمريكا لأن خصاله جعلت منه "ملك الغابة" لن يتكرر وبعض القبائل كانت تجله لدرجة العبادة مش بس التبجيل ويتردد اخبار علي مواقع التواصل الاجتماعي عن تحنيط الاسد سكار وصنع تماثيل لأشهر أسد افريقي في التاريخ.. بلا منازع.