تنوعت طرق التعاملات اليومية بين الأشخاص وبعضهم البعض، فمنهم من يرغب فى قرب من يحب، والبعض الآخر يرغب في استقطاب المزيد من الأشخاص في عالمه لكي يستمد منهم بعض القوة، ومن بين هذا وذاك يقع البعض ضحية للابتزاز العاطفي ومنه لا يجد مخرجًا ويصبح فريسة سهلة لتحقيق مطالب شخص ما، فيستعرض «صوت الأمة» مع الدكتورة هالة حماد استشاري الطب النفسي، كيفية معرفة الشخص إذا كان واقعًا تحت ضغط الابتزاز العاطفي وكيف التخلص منه.
أولاً تحديد العلاقة
قالت الاستشاري النفسي إن من أهم عوامل الحفاظ على الصحة النفسية هي تحديد العلاقة ونوعها وحدودها أولاً، خاصة مع معرفة الأشخاص الجدد في حياتنا فعلينا توخي الحذر لطريقة انفعالاتهم معنا وحديثهم لنا الذي يعتبر من أبسط التعريفات الإنسانية للشخص عن ذاته، واستشفاف دواخله والتي تظهر في زلات اللسان بشكل واضح وصريح، وكما أوضحت الاستشاري النفسي أنه لا عيب من إعطاء مشاعر مقابل مشاعر في العلاقات بين الأشخاص، ولكن إذا كانت إعطاء المشاعر مقابل مكسب ما فتصبح العلاقة فورًا ابتزازًا عاطفيًا.
تابعت الاستشاري النفسي أنه علينا عدم التعجل في الحكم على أي شخص، ولابد من التأكد أن الحب الذي يظهره لنا هو حب من أجل الحب وليس من أجل مصلحة ما، وأردفت أن مدة التعامل مع هؤلاء الأشخاص هي من تؤكد هل هذا الشخص جدير بعلاقتنا به أم انه يبتزنا عاطفياً قائلة المعاملات المادية اشدها وضوحاً حيث يستغل الشخص المبتز الطرف الآخر بسبب كرمه المادي أو النفسي او كرم أخلاقه في الحصول على أكبر منفعة ممكنة له، وأضافت: "منصدقش أي كلمة حلوة تتقال في الأول، مش معقول أن واحدة تحبني وتعتبرني أختها من أول مقابلة"
وتابعت: "علينا بمعاملتنا للجميع بشكل لائق ومثلما نرغب في معملتهم لنا، ولا تتوقع الكثير من احد حتى لا تصدم فيه"
الاحتياج
وفي هذا الجزء أوضحت الاستشاري النفسي أن هناك بعض العوامل التي تؤدي ببعض الأشخاص لأن يبتزوا من حولهم عاطفيًا ومنها الاحتياج والذي يعتبر من اكثر المشاعر التي تجعل الشخص في حاجة دائمة للحصول على قدر كافٍ من الحب والاهتمام ومنه يستغل بعض المواقف لكي يشبع هذه الرغبة فه.
بالإضافة للاحتياج لمجتمع، فبعض الأشخاص ممن يشعرون بالوحدة طوال الوقت يرغبون في الحصول على مجتمع خاص بهم يجدون أنفسهم فيه، ويستغلون طريقة معينة في تعاملهم معهم بشكل أو بأخر لتحقيق هذه الرغبة الملحة.
الاستقطاب
وفي هذه الحالة تابعت الاستشاري النفسي وقوع بعض الأشخاص في حالة احتياج للاحترام والتقدير من الغير، فيجدون ضالتهم وراحة فمن اقل منهم فكريًا او عمريًا للحصول على القدر الكافي من الاحترام والاحساس بالذات الذين يريدونه.
وهذا النوع كما أكدت الاستشاري النفسي وهو من يستغل "ظروفه أو مرضه أو وضعه الاجتماعي" لتحقيق مكاسب مادية باستغلال هذه الحالات لعمل دعاية وتسويق له وتحقيق مكسب من ذلك.
كيف نتعامل مع الابتزاز العاطفى؟
كما أكدت الاستشاري النفسي أن لابد من وضع حدود فور عند معرفتنا أن هذا الشخص يقوم بابتزازنا عاطفيا وقول كلمة (لا) عند رفض أمر لا نرغب فيه دون خجل أو الإحساس بالذنب الذي يعتمد عليه الشخص الابتزازي في الحصول على ما يريد.
كما أوضحت أنه لابد أن تسمى الأشياء بمسمياتها حيث أن بعض الأشخاص يجبرون البعض الآخر بقول أو فعل شيء يشبع رغباتهم منها قول "حبيبتي أو ماما أو أختي أو أنت أغلى الأشياء التي أمتلكها" وتعتبر هذه الكلمات لا تنبعث لمجرد الحديث او كلمات عابرة، فلابد من صدق القول ووضع المسميات في مكانها الصحيح فليس كل شخص يصلح أن نطلق عليه كلمة أم أو حبيب أو صديق إلا إذا شعرنا بارتياح وبعد مرور وقت يثبت هذه الصفات وليست الأسماء.