وقال سجين: «كانت حياتي تمر بشكل طبيعي، حيث أعمل في الزراعة، وأحصل على ربح معقول، وقد قررت الزواج، فتقدمت لفتاة تقاربني في السجن، لكن الشيطان تسلل لعقلي وأقعني بالاتجار في المخدرات للحصول على المال بطريقة سهلة». «كنت أعتقد أن تجارة المخدرات ستدر علي المال دون عناء، لكن لم أدري أن العواقب ستكون وخيمة، حيث تم القبض علي، وبدلًا من دخولي عش الزوجية، دخلت السجن، بعد صدور حكم ضدي بالسجن لمدة 7 سنوات، قضيت منها 5 ويتبقى عامين».
وبصوت ممزوج بالآسى، يقول السجين: «للآسف خطيبتي فسخت الخطوبة بعد دخولي للسجن، فقد خسرت كل شيء، لكني تعلمت هنا الصبر، وتفادي الأخطاء وعدم تكرارها، ولدي خروجي من السجن، سوف أعود لقريتي في الشرقية وأعمل في الزراعة وأكسب من حلال».
التقط سجين آخر أطراف الحديث من زميله، قائلًا: «دخلت السجن بسب الاتجار في المخدرات بعد صدور حكم ضدي بالسجن لمدة 6 سنوات قضيت منها عامين، تعلمت خلالها الكثير، وأصبحت نادمًا على ما اقترفت يدي في حق نفسي، فقد ضاعت سنوات من العمر بسبب هذه الأخطاء، وسأخرج من السجن لأكون إنسانا جديدا يودع الحياة القديمة ويبدأ حياة جديدة لا تعرف الخطأ».
وعن يومه داخل السجن، يقول: «إدارة السجن تسمح لنا بالتريض لعدة ساعات، ويتم تأهيل السجناء هنا عن طريق تعليمهم الحرف المختلفة، فضلًا عن الاهتمام بالمنظومة الغذائية والعلاجية وتطوير مستشفى السجن، والسماح لنا باستقبال ذوينا في الزيارات الرسمية، والمعاملة هنا كريمة ونتلقى كل احترام من قبل إدارة السجن».
«سامحوني.. مش هاعمل كدا تاني»، بهذه الجملة تحدث سجين، قائلًا: «لدي 3 أولاد وقد دخلت السجن في قضية مخدرات بعد صدور حكم ضدي بالسجن لمدة 3 سنوات قضيت منهم 21 شهر، تعلمت خلف الأسوار الصبر، وعدم الوقوع في الخطأ مرة أخرى، وحلمي انتهاء العقوبة والخروج من السجن لأبدأ حياة جديدة».
وأردف السجين: «المعاملة هنا طيبة وكريمة، ويسمحوا لنا بالتريض والذهاب للمكتبات وملاعب الكرة، ويمر يومنا بسلام وأمان، لكني نفسي أشوف أولادي ويسامحوني، لأني كان نفسي أكون صورة كويسة أمامهم».