منافسة شرسة وظروف صعبة.. المرشحون للفوز بلقب "يورو 2020"

يترقب عشاق الساحرة المستديرة، من مختلف أنحاء العالم، الإنطلاق الوشيك للنسخة السادسة عشر من بطولة أمم أوروبا "يورو 2020"، والتي طال انتظارها لأسباب تتعلق بفيروس كورونا، والتي ستجري بصورة استثنائية في 12 مدينة من 12 بلد مختلف.

 

وتتجه الأنظار، يوم الجمعة المقبل، إلي ملعب "الأوليمبيكو" بالعاصمة الإيطالية روما، في تمام التاسعة مساء، لمتابعة المباراة الافتتاحية لمنافسات بطولة كأس الأمم الأوروبية، والتي تجمع بين منتخب إيطاليا والمنتخب التركي.

 

ولأول مرة في تاريخ البطولة والتي اقيمت النسخة الأولي لها عام 1960، وتحديداً بعد سنتين من إقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم، طُلب من المنتخبات اختيار فرق من 26 لاعبا بدلا من 23 لاعب، وذلك لتقليل عبء العمل علي اللاعبين، والتخفيف من حجم التوترات بالنسبة للمدربين في حالة إصابة اللاعبين بفيروس كورونا.

أقوى 5 مرشحين للفوز بلقب يورو 2020:
 

وتمر بعض المنتخبات الكبيرة بظروف صعبة قبل انطلاق يورو 2020، ونخص بالذكر منتخب إسبانيا، ألمانيا وهولندا، وذلك بسبب نتائجهم في الآونة الاخيرة، ولكونهم لا يملكون جودة عالية في جميع المراكز على عكس المعتاد، بينما يُشكل كل من فرنسا، البرتغال، إنجلترا، إيطاليا وبلجيكا، التهديد الأكبر على باقي المنتخبات لضمّهم أهم المواهب الأوروبية في الأعوام الأخيرة، وبنسبة كبيرة لن يخرج اللقب من بينهما.

منتخب فرنسا الملقب بـ"الديوك":
 

هو ليس ضمن أبرز المرشحين وحسب، بل ربما يكون المرشح الأبرز بالفعل، منتخب فرنسا يملك ترسانة من النجوم في جميع الخطوط والمراكز، لدرجة أننا شاهدنا استبعاد لاعبين مميزين للغاية مثل دايوت أوباميكانو وإدواردو كامافينجا، حيث تم ضمهم لمنتخب فرنسا تحت 21 سنة، وذلك لأنه لا يوجد مكان لهم في قائمة الديوك لكثرة اللاعبين الرائعين.

 

وما يجعل منتخب فرنسا المرشح الأقوى للقب ليس جودة اللاعبين فقط، والتي ازدادت قوة بعودة كريم بنزيما الذي حل خلافاته مع المدرب ديديه ديشان، بل يمتد الأمر إلى عوامل أخرى، أهمها أن هذا الفريق مستقر فنياً ونفسياً، ويحقق نتائج جيدة منذ عدة سنوات، يكفي أنه وصل نهائي يورو 2016 ثم توج بلقب كأس العالم 2018.

 

منتخب البرتغال "الملاحين": 
 

لأول مرة منذ 12 عاماً، لا يكون منتخب البرتغال مقتصراً على كريستيانو رونالدو، فهذه المرة الأمر مختلف تماماً، لأن هناك مجموعة كبيرة من اللاعبين المميزين مثل بيرناردو سيلفا، برونو فيرنانديز، جواو كانسيلو، بيبي، جواو فيليكس وغيرهم الكثير.

منتخب البرتغال مكتمل الصفوف ويملك لاعب جيد جداً في كل مركز، ويشرف على تدريبه فرناندو سانتوس الذي أثبت جودته في التدريب بعد قيادة الفريق للتتويج بلقب يورو 2016 وبقائمة لاعبين أضعف من المتاحة الآن.

 

منتخب انجلترا "الأسود الثلاثة":
 

ربما هذا أفضل جيل يملكه منتخب إنجلترا على الإطلاق، ورغم أن البعض يرى هذا الوصف مبالغ به لأن منتخب الأسود الثلاث امتلك جيلاً تاريخياً في العقد الماضي، لكن في الحقيقة الأسماء الحالية أكثر تنوعاً ونشاطاً، والمثير للاهتمام أن معظم اللاعبين في سن صغير، ومتعطشون جداً لتحقيق إنجازاً دولياً.

 

الفارق بين الجيل الماضي والحالي لمنتخب إنجلترا يكمن في رغبة اللاعبين أنفسهم باللعب على الصعيد الدولي، حيث لم تكن العلاقة بين لاعبي منتخب الأسود الثلاث جيدة في الجيل السابق، ولنا بتصريحات ريو فرديناند التي أوضح فيها بكل صراحة أنه لم يكن يحب فرانك لامبارد عندما كانا يلعبان معاً في المنتخب، وذلك بسبب العداوة بين الأندية التي يلعبان بها، وهذا الأمر لا نشاهده في الجيل الجديد، حيث أن العلاقة بينهم ممتازة جداً، ويتضح ذلك من خلال المباريات والتدريبات.

 

منتخب إيطاليا " الأتزوري":
 

ربما يرى البعض أن اختيار إيطاليا مع هذه المنتخبات ليس منطقياً، بحكم أن الآتزوري يفتقر للنجوم العالمين، فلا يوجد أسماء مثل فرانشيسكو توتي أو ديل بييرو أو أندريا بيرلو، لكن قوة هذا الفريق تكمن في المنظومة الجماعية التي يلعب بها، وروح الشباب التي تهيمن على الأجواء.

 

روبيرتو مانشيني استطاع أن يخلق انسجاماً كبيراً بين اللاعبين، ومن خلال هذا الانسجام خلق منظومة جماعية رائعة، وربما تكون الأكثر تنظيماً بين جميع المنتخبات الأخرى، والأمر لا يقتصر فقط على تحقيق نتائج جيدة خلال العامين الماضيين، بل أن الفريق يقدم كرة قدم هجومية وممتعة، بعكس الفلسفة الإيطالية الشهيرة.

 

منتخب بلجيكا "الشياطين الحمر":

هذا المنتخب وصل إلى نصف نهائي كأس العالم 2018، وكان قريباً من بلوغ المباراة النهائية، وبالنظر إلى الأسماء التي يملكها أمثال كيفين دي بروين، تيبو كورتوا، إدين هازارد وروميلو لوكاكو، لا يمكن أبداً استبعاده من قائمة أبرز المرشحين، وتحقيقه للقب إن حدث فعلاً لن يكون مفاجأة على الإطلاق.