داعش في ثوب جديد بـ"سبها".. ليبيا تتوحد لمحاربة الإرهاب والجيش يستعد لـ"الثأر"
الإثنين، 07 يونيو 2021 02:09 م
لا زالت تمر ليبيا باضطرابات أمنية لا يغفلها أحد؛ في شرقها وغربها وجنوبها، حيث يستمر الإرهاب في حصد أرواح المدنيين والعسكريين، وهو ما شهدته أمس مدينة سبها على إثر استهداف سيارة مفخخة قوات الأمن المتمركزة قرب مفترق بوابة أبناء مازق بالمدينة التي تقع جنوب البلاد.
الحادث الذي أسفر عن وفاة ضابطين وجرح 5 آخرين تابعين لمديرية أمن سبها ومنتدبين للعمل بجهاز المباحث الجنائية، حسب بيان وزارة الداخلية الليبية، لاقى أدانات عدة من كافة أطياف المجتمع الليبي، إلا أنه يعبر عن استغلال بعض فلول التنظيمات الإرهابية من داعش والقاعدة وغيرها من التنظيمات الحالة الأمنية المتردية بليبيا؛ في محاولة للبروز على السطح مجدداً داخل البلاد.
ورغم ما تشهده ليبيا من انفراجات سياسية كبيرة، على خلفية تشكيل حكومة وحدة وطنية ومجلس رئاسي جديد على رأس مهامهما الإشراف على انتخابات رئاسية وبرلمانية 2021، لكن لا يزال الخلاف بين الأقاليم يضرب المؤسسات الليبية في مقتل، حيث يعترف رئيس الحكومة عبد الحميد دبية والمجلس الرئاسي الليبي أن بعض المؤسسات الليبية وعلى رأسها المؤسسة العسكرية لم تتحد بعد.
وفي وقت متأخر من مساء أمس الأحد، أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي الذي استهدف مدينة سبها جنوبي ليبيا وتحديداً البوابة الأمنية بالمدينة، حيث ذكرت وكالة أعماق، الذراع الإعلامي للتنظيم الإرهابي، أن الهجوم أوقع 4 قتلى، مضيفة عبر بيان وصورة للتفجير نشرتها عبر تطبيق تلجرام أن العملية نفذها أحد عناصرها واستهدف بها نقطه تفتيش تابعة للجيش الوطني الليبي.
ورغم البيانات المتعددة من قبل المؤسسات الليبية المتباينة في وجهات النظر لما تشهده ليبيا من تطورات، إلا أن هذا لا يقلل من الاتهامات الموجهة من قبل أنصار ومؤيدي الجيش الليبي والقيادة العامة للقوات المسلحة، ضد الميليشيات المسلحة المتواجدة بغرب ليبيا، لاسيما وأن الأخيرة تتهم كثيرا بارتباط عناصرها بتنظيم القاعدة ومجلسي شورى ثوار بنغازي ودرنة، الذين بايعا داعش في العقد الماضي.
وأدن المجلس الرئاسي الليبي والحكومة الليبية ومجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، الهجوم الإرهابي الذي استهدف مدينة سبها أمس، واجتمعت هذه المؤسسات على ضرورة ملاحقة المتورطين في الحادث الذي أسفر عن قتلى وجرحى في صفوف الشرطة الليبية.
ويمثل الجنوب الليبي أهمية استراتيجية كبيرة لإعادة أمن واستقرار ليبيا في كافة أنحاء البلاد، حيث يسهم بنحو نصف إنتاج ليبيا من النفط بمقدار نصف مليون برميل يومياً، لكن يواجه الكثير من التحديات أبرزها هو انتشار الجماعات المسلحة والإرهابية المترامية عبر أطرافه والتي تجد في مساحاته الواسعة نقطة تمركز واختباء؛ لشن عمليات ضد المدن الليبية.
وبين الحين والآخر، يوجه الجيش الليبي ضربات متلاحقة لبؤر الإرهابيين في الجنوب، وكان آخرها تنفيذه عملية نوعية مارس الماضي على أحد أوكار الإرهاب في مدينة أوباري تمكنت من تفجير مخزن كان معدا لإمداد العناصر بالذخيرة، ضمن خطة تنظيمي "داعش" و"القاعدة" لإعداد منطقة دعم لوجستي، في محاولاتهم إعادة التمركز بالجنوب الليبي.
لكن هذه العملية، ربما تشير لتطور جديد في عمليات تنظيم داعش بالجنوب وهو ما أشار له العقيد صلاح هويدي مدير أمن بنغازي الذي قال إن: "الجماعات الإرهابية كانت تهاجم من آن إلى آخر الكمائن والبوابات الخاصة بالحراسات في سبها وغيرها من المدن، وكان يتم التصدي لهم بسهولة، إلا أن الأمر اختلف اليوم كون الإرهابي فخخ نفسه وفجَّر سيارة".
وأضاف هويدي أن قوات الجيش والشرطة يجريان بحثا مكثفا في مدينة سبها وضواحيها جنوب البلاد لملاحقة عناصر تنظيم داعش الإرهابي، عقب إعلانه مسؤوليته عن مقتل ضابطين في انفجار سيارة مفخخة بالمدينة يوم الأحد، مشددا على أن "القوات المسلحة قامت بتمشيط المنطقة بالكامل، ولن تهدأ حتى تثأر لشهداء الواجب، وأن الخلايا النائمة للجماعات الإرهابية المتمركزة في سبها وضواحيها ستكون في مرمى نيران القوات المسلحة والشرطة بمجرد ضبطهم".