حمل اسم طبيب صلاح الدين.. لماذا أصبح حي «الشيخ جراح» مركز اشتباكات الفلسطينيين والاحتلال؟
الإثنين، 07 يونيو 2021 04:00 مكتبت: إيمان محجوب
علي مدار عقود حاولت قوات الاحتلال الاسرائيلي تهويد مدينة القدس كألية من أليات الاحتلال الصهيوني بفرض الأمر الواقع علي مدينة عربية والعاصمة الأبدية لدولة فلسطين المحتلة.
ومن ضمن معالم المدنية التي حاول الاحتلال السيطرة عليها حي «الشيخ جراح » الذي يقع في الجانب الشرقي من البلدة القديمة بمدينة القدس، والذي أصبح منطقة مواجهات دائمة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وسكانه الفلسطينيين، الذي عاشوا في الحي بعدما هجروا من قبل عصابات الهاجاناه الصهيونية عام 1956 وبموجب اتفاقية وقعت بين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، والحكومة الأردنية، استوعب الحي آنذاك 28 عائلة فلسطينية هُجرت من أراضيها عام 1948.
وحي الشيخ جراح سمي بهذا الاسم نسبةً إلى الأمير حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي، طبيبُ صلاح الدين الأيوبي، القائد الذي تحول إلى رمزٍ لأجيال متعاقبة منذ نحو 900 عام، ليصبح الحي تحت سيطرة قوات الاحتلال عقب حرب 1967.
وقد تحول حي «الشيخ الجراح » إلى نقطة صراع، بعد قيام قوات الاحتلال الاسرائيلية بتهجير العائلات الفلسطينية من بيوتها لتقوم ببناء 200 وحدة سكنية للمستوطنين في اطار سعي قوات الاحتلال للسيطرة على حي « الشيخ جراح » بموقعه الإستراتيجي الذي يربط بين شرق القدس وغربها، مما تسبب في وقوع صِدامات واشتباكات عنيفة بين متظاهرين فلسطينيين من جهة، ومستوطنين وقوات الاحتلال من جهة أخرى
وعقب الاشتباكات التي وقعت في حي « الشيخ جراح » استهدفت حركة «حماس» مناطق متفرقة في إسرائيل بعشرات الصواريخ في عملية أطلقت عليها «سيف القدس» لتستهدف بعدها قوات الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة بقصف جوي عنيف أوقع عشرات الضحايا من المدنين والأطفال.
وتؤكد العديد من المصادر التاريخية بأن عائلات فلسطينيّة معروفة، سكنت حي « الشيخ جراج »، مثل عائلة النشاشيبي، وبديري وعائلة كرد التي أصبح أفرادها إيقونات للنضال الفلسطيني وهم مني كرد ومحمد كرد ووالدهم نبيل كرد.
وحي الشيخ جراح يخضع لإدارة بلدية القدس التي يديرها الاحتلال، ومساحة الحي تقدر بنحو 808 دونمات وهي وحدة قياس عثمانية حيث يعادل الدونم 1000 متر، أما عدد سكانه فيبلغ حوالي 2800 نسمة.
وينقسم الحي إلى منطقتين متفاوتين بشدة، اقتصادياً وخدمياً، وهما الجزء العلوي والذي يضم المرافق الترفيهية ومكاتب المجتمع الدولي ومؤسساته الرسمية، والجانب السفلي الذي يحتضن اللاجئين الفلسطينين منذ منتصف القرن الماضي والذي يعانون من بنية تحتية متهالكة وأوضاعاً اقتصادية صعبة ودائما ما يشهد الحي مواجهات مستمرة مع قوات الاحتلال.