هل سيشهد العالم حرب جديدة بعد انسحاب روسيا رسميا من اتفاقية السموات المفتوحة؟
الإثنين، 07 يونيو 2021 02:00 م
ما الذي ينتظر العالم بعد خروج روسيا من معاهدة السماء المفتوحة ؟ سؤال لن تجد له إجابة في ظل حالة اللغط والقلق التي أثارها إعلان روسيا الخروج من معاهدة السماء المفتوحة، بعد أن صادق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاثنين على قانون فسخت بموجبه روسيا معاهدة "السماء المفتوحة"، حيث جري نشر الوثيقة على البوابة الإلكترونية الحكومية الرسمية للمعلومات القانونية.
كان بوتين قد قرر العام الماضي إطلاق الإجراءات القانونية الخاصة بانسحاب البلاد من هذه الاتفاقية ردا علي إعلان إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحابها من الاتفاقية من جانب واحد.
ووجهت الخارجية الروسية مؤخرا نقدا شديدا لأمريكا بعد رفض إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، مراجعة قرار سلفه، محملة واشنطن المسؤولية عن انهيار الاتفاقية.
وتسمح "اتفاقية السماء المفتوحة" التي أبرمت عام 1992 وتضم أكثر من 30 دولة، بتحليق طائرات مراقبة غير مسلحة، تابعة للدول الأعضاء، في أجواء بعضها البعض، بهدف تعزيز التفاهم المتبادل والثقة عن طريق منح جميع الأطراف دورا مباشرا في جمع المعلومات عن القوات العسكرية والأنشطة التي تهمها.
يذكر أنه بحلول نهاية العام 2020، كان عدد المشاركين في المعاهدة 33 دولة.
كان الرئيس الأمريكي الراحل دوايت أيزنهاور، قد اقترح هذه المعاهدة في 1955، إلا أن التوقيع عليها انتظر 37 عاما حتي تم التوقيع عليها في عام 1992 وذلك في أعقاب انتهاء الحرب الباردة،
وفي عام 2002 دخلت المعاهدة حيز التنفيذ، حيث تمكنت الدول الأعضاء الموقعة عليها من القيام بطلعات مراقبة جوية في أجواء بعضها البعض، بهدف بناء الثقة، حيث يمكن للطائرة مسح الأراضي تحتها، وجمع المعلومات والصور للمنشآت والأنشطة العسكرية، على أن تكون الطائرات غير مجهزة بأي أسلحة وتخضع الخطوط الملاحية التي ستسلكها الطائرات والمعدات المركبة عليها لدراسة استقصائية دولية.
وتكمن فكرة المعاهدة في أنه كلما عرف الجيشان المتنافسان معلومات أكثر عن بعضهما البعض، قل احتمال الصراع بينهما، لكن الجانبين يستخدمان الرحلات الجوية أيضا لفحص نقاط ضعف الخصم.
وقد صادقت على الاتفاقية 23 دولة عضوة في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عام 1992، بينما تأخر مصادقة روسيا حتي عام 2001.