من غزة.. تحيا القاهرة

السبت، 05 يونيو 2021 07:00 م
من غزة.. تحيا القاهرة
محمود علي

56 شاحنة محملة بالمساعدات تصل قطاع غزة بتوجيهات الرئيس السيسي

دعوة مصرية إلى الفصائل الفلسطينية لاجتماع بالقاهرة لإنهاء الانقسام

الفلسطينيون يوجهون التحية للرئيس السيسي على مجهوداته تجاه القضية برفع لافتات شكر بقطاع غزة

 

تواصل مصر جهودها على صعيد حل القضية الفلسطينية، لتثبيت وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإجراء مصالحة وطنية بين الفصائل الفلسطينية، وهو ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي في عدة مناسبات آخرها الأسبوع الماضي حين شدد على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني.

ودعت مصر الفصائل الفلسطينية لاجتماع بالقاهرة الأسبوع الجاري؛ برعاية الرئيس الفلسطيني أبو مازن، للاتفاق على رؤية موحدة للتحرك الوطني الفلسطيني.، والاتفاق على الخطوات اللازمة لإنهاء الانقسام ووضع خارطة طريق للمرحلة القادمة.

 

وتعد القضية الفلسطينية بالنسبة للقاهرة الأكثر مركزية من بين قضايا الشرق الأوسط، لما لها من ارتباط دائم وثابت تحدده اعتبارات الأمن القومي المصري، حيث تأتي علي رأس أولويات السياسة الخارجية المصرية في وقتنا الراهن.

وأكد الرئيس السيسي أن مصر تقوم بجهد كبير من أجل تثبيت التهدئة والعمل إلى إفساح المجال للعودة إلى العملية السلمية بالتعاون مع القوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة، موجها دعوة إلى كافة القوى الإقليمية والدولية لدعم جهود مصر لإعادة الإعمار في قطاع غزة.

وشدد الرئيس السيسي على ضرورة توحيـد الجبهـة الداخلية الفلسطينية، تحت مظلة منظمة التحرير، مشدداً على الدعم المصري الكامل للشعب الفلسطيني وقادتـه، لافتا إلى أن مصر تتمسك بإنجاز المصالحة الفلسطينية في أقرب وقت.

وتسعى مصر من خلال تحركاتها وجهودها الكبيرة في هذا الملف إلى الوصول لعدة نتائج، أولها تثبيت وقف العنف في الأراضي الفلسطينية واحتواء التصعيد الخطير هناك، الذي أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني والمعيشي داخل قطاع غزة، بالإضافة الى تداعياته السلبية على السلم والأمن الإقليميين.

وكان الرئيس السيسي تحدث عن هذا الأمر خلال القمة الثلاثية بقصر الإليزلية في فرنسا والتي جمعت كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، حيث شدد الرئيس على أنه لا سبيل من إنهاء الدائرة المفرغة من العنف المزمن واشتعال الموقف بالأراضي الفلسطينية إلا بإيجاد حل جذري عادل وشامل للقضية الفلسطينية يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية يعيش ويتمتع بداخلها الشعب الفلسطيني بكامل حقوقه المشروعة كسائر شعوب العالم، كما شدد الرئيس علي خطورة تداعيات محاولات تغيير الوضع الديموغرافي لمدينة القدس وهي المحاولات التي تستوجب الوقف الدائم لإطلاق النار.

 

وبتكليف من الرئيس السيسي، خاض رئيس المخابرات العامة، اللواء عباس كامل، زيارة إلى قطاع غزة الأسبوع الماضي، لعقد لقاءات مع القوى والفصائل الفلسطينية، مصطحباً معه وزراء من السلطة الفلسطينية، متفقداً المواقع المقترحة في إعادة إعمار القطاع.

والتقى خلال الزيارة قادة حركة حماس في قطاع غزة برئاسة يحيى السنوار للتشاور حول تثبيت وقف إطلاق النار بشكل كامل، إعادة اعمار المناطق المتضررة في قطاع غزة.

 

ويبدو واضحاً من رسم الرؤية المصرية تجاه القضية الفلسطينية أن الموقف المصري لم يخضع أبدا لحسابات مصالح آنية، ولم يكن أبداً ورقة لمساومات إقليمية أو دولية، وهو ما أظهرته قرارات أخرى للرئيس السيسي بالتزامن مع الأزمة التي تعيشها الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة، حيث أعلن الرئيس عن تقديم مصر مبلغ 500 مليون دولار كمبادرة مصرية تخصص لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة نتيجة الأحداث الأخيرة، مع قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة الإعمار.

ومن ضمن القرارات الأخرى التي اتخذت من القيادة المصرية، لتحسين الوضع في الأراضي الفلسطينية، هي إرسال شاحنات متضمنة مساعدات إنسانية لقطاع غزة، حيث وصل الأسبوع الماضي 56 شاحنة محملة بالمساعدات لسكان القطاع؛ وهي هدية من الرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب المصري لسكان القطاع.

كما وصلت، قافلة جديدة من صندوق تحيا مصر، لميناء رفح البرى، لتوفير المساعدات والرعاية للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، وهي القافلة الثالثة التي يرسلها الصندوق للقطاع؛ ضمن المبادرة المصرية لإعادة إعمار القطاع، وتتضمن 20 حاوية محملة بأكثر من 500 طن من الخضروات، والفاكهة، والمعلبات والأمتعة، والأدوات الكهربائية، بالإضافة إلى الأحذية، التي وصلت للأشقاء الفلسطينيين تحت شعار (نتشارك من أجل الإنسانية)، تشجيعاً لكل أطراف العمل المجتمعي على التنافس وبذل المزيد من الجهد لتحقيق أرقاما قياسية في العمل الخيري والتكافلي في مختلف دول العالم.

وتم تجهيز القافلة؛ من خلال التبرعات العينية التي قدمتها الشركات المصرية العاملة بمختلف المجالات التجارية والصناعية مشاركة منها في المبادرة المصرية التي أطلقها الرئيس لرعاية وإعمار قطاع غزة، والتي لاقت ترحيبا وتفاعلاً كبيرا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك من الشعب الفلسطيني بكل قطاعاته.

وجراء هذه التحركات والقرارات المهمة للقيادة المصرية للحد من معاناة الشعب الفلسطيني، قدم  عدد من المواطنين الفلسطينيين ومرافقين الجرحى والمصابين القادمين لتلقى العلاج في مصر شكرهم للرئيس عبد الفتاح السيسي والدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية.

وكانت مصر افتتحت معبر رفح البري لاستقبال الجرحى والمصابين وتلقي العلاج في المستشفيات المصرية، إلى جانب إدخال المساعدات من مختلف الأنواع إلى قطاع غزة.

كما عبر عدداً من الفلسطينيين في قطاع غزة عن شكرهم للقيادة المصرية في جهودها لوقف إطلاق النار حرصاً على الشعب الفلسطيني، واستمرار الدعم المصري وتضامن القاهرة الكامل مع الفلسطينيين، وجاء تعليق لافتات كبيرة للرئيس السيسي في الشوارع الرئيسية بمدينة غزة الأسبوع الماضي، لتكون رسالة واضحة من قبل الأشقاء الفلسطينيين بتقديرهم لجهود مصر في هذا الملف، حيث كتب على صور الرئيس التي علقت بشوارع غزة: "سأظل داعماً ومسانداً للقضية الفلسطينية بالفعل قبل القول".

وعلق أحد الفلسطينيين المتضررين في قطاع غزة من عائلة الكولك على الجهود المصرية المقدمة للحد من معاناة الشعب الفلسطيني وما قدمته القيادة المصرية من مساعدات لقطاع غزة، حيث قال" لافتة جميلة هذه المساعدات المصرية المقدمة لشعبنا الذي يعاني في ظل الأوضاع التي تشهدها القطاع.. فالشعب المصري والفلسطيني واحد، والشعب المصري هو شعب صديق وأخ".

كما كشفت شهادة أخرى لأحد الشباب الفلسطينيين في قطاع غزة عن حجم معاناتهم ورسالتهم لمصر بعد تضامنها مع القضية الفلسطينية، حيث قال أحد المتضررين الآخرين من التصعيد الإسرائيلي في القطاع: "مصر وفلسطين شعب واحد.. ومصر أم الدنيا.. طول عمر القاهرة واقفة معانا من 48 وحتى الآن.. ومصر دائما تقف بجانب فلسطين".

وأكد آخر أن "مصر قدمت العديد من المساعدات سواء إغاثية أو غذائية وإعفاء الطلاب الفلسطينيين من المصروفات الدراسية، وهو ما يدفعنا إلى التأكيد أن مصر وجهودها وتحركاتها مهمة من أجل حل القضية الفلسطينية"، قائلا: "دور مصر ودعمها  ليس غريباً عليها فهي المدافعة الأولى عن حقوق الفلسطينيين والعمل على صيانتها على مدى عقود مضت".

هذه التحركات المصرية، لاقت أيضا ترحيبا على المستوى الرسمي والسياسي داخل مصر وفلسطين، فمن الجهة الفلسطينية أشاد محمد اشتية، رئيس الوزراء الفلسطيني بالتسهيلات المصرية المقدمة للفلسطينيين المتضررين من العدوان الإسرائيلي، معبراً عن شكره لمصر التي سارعت لتسيير قوافل المساعدات الإغاثية لقطاع غزة، وتقديم التسهيلات لتسريع وصول القوافل المقدمة من الأشقاء والأصدقاء إلى المتضررين من العدوان الإسرائيلي.

كما أشاد السفير الفلسطيني في القاهرة دياب اللوح بجهود مصر في قضية فلسطين، وحرصها الدائم على عمل تسوية وترتيب لإنهاء ما يجرى في القدس وغزة، وقال إن هناك حركة اتصالات نشطة جداً تقودها مصر حاليا، تستهدف تحقيق عدة أهداف في عدة مسارات لوقف إطلاق النار في غزة، وخلق مناخ أمنى وموضوعي بالمنطقة، لانطلاق عملية سياسية جادة في الأيام القريبة، ووضع ترتيبات تفصيلية بشأن الهدنة ولعدم تكرار العدوان على قطاع غزة، مضيفا أن مصر تقود التحركات بالشراكة الكاملة مع السلطة الفلسطينية والمملكة الأردنية الهاشمية وأطراف دولية أخرى منها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.

داخل مصر، أشاد حزب إرادة جيل بمواقف الرئيس السيسى الداعمة للقضية الفلسطينية مؤكدا أن مصر أظهرت حرصها أمام العالم على مقدرات الشعب الفلسطيني وحقوقه في العيش بسلام، مؤكدا أن القاهرة  كانت ولا زالت سند قوى ومدافع عن حقوق شعب فلسطين الثابتة والتاريخي ومنها الحفاظ على مقدساته الإسلامية والمسيحية.

 

 كما وجه نائب شمال سيناء إبراهيم أبو شعيرة وكيل لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس النواب، التحية للقيادة المصرية وعلى رأسها الريس عبد الفتاح السيسى على دعمهم الكبير والمتواصل للأشقاء الفلسطينيين ورفع شعار "خدمة الأشقاء شرف" .، بينما اعتبر وكيل أول لجنة الشئون العربية بمجلس النواب النائب أحمد فؤاد أباظة، أن تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، على دعمه ومساندته للشعب الفلسطيني بالفعل قبل القول، يدلل على أن القضية الفلسطينية ستبقى على رأس اهتمامات الدولة المصرية.

ولم تتأخر مصر يوماً عن دعم ومساندة أشقائها في كافة الأزمات المحيطة بها وخاصة الشعب الفلسطيني وهنا نتذكر ما شهدته القاهرة من اجتماعات في فبراير الماضي من أجل إجراء مصالحة فلسطينية حقيقية بعد سنوات مرت دون أن يتم إحراز أي تقدم ملموس فيها.

 

ويظل الفشل يلاحق قادة فلسطين في التوصل إلى اتفاق يؤسس لمستقبل سياسي موحد لا يقصي طرف، ينهي حالة الانسداد السياسي في المجتمع الفلسطيني، ولكن مصر كعادتها نجحت قبل 4 شهور في لم شمل جميع الفصائل الفلسطينية، من خلال عقد جلسات الحوار الوطني بالقاهرة، التي توجت في النهاية بالتوصل لاتفاق على آليات إجراء الانتخابات وإزالة عقبات كافة أمام تنفيذها.

 

وسئم الشعب الفلسطيني من الخلاف درجة أنه خرج ليدعو في الشوارع إلى ضرورة إجراء مصالحة شاملة تنهي حالة الاستقطاب السياسي، على أمل أن تخفف معاناته اليومية، من انقطاع للكهرباء ونقص للوقود وانعدام للخدمات وانتشار للأمراض واستمرار لانتهاكات الاحتلال.

 

ووسط التجاذبات السياسية بين الفصائل الفلسطينية، كانت القاهرة كانت حاضرة في الموعد، لوقف الخلافات وإنتاج سلطة موحدة تكون قادرة على مواجهة التحديات، والأهم هو إقناع الفصائل الفلسطينية التقاط الفرصة لإنقاذ وطنهم، توحيد مؤسساتهم إنهاء حالة الخلاف والتجاذب التي لن تزيد إلا من معاناة الشعب الفلسطيني.

 

ونجحت القاهرة أن تجمع بالفعل ممثلين عن 14 فصيلاً من جميع أنحاء فلسطين، على رأسها حركتا "فتح وحماس" لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وحققت الاجتماعات نتائج إيجابية في سبيل تحقيق المصالحة ربما لم نراها منذ سنوات على أرض الواقع، قال ذلك الفلسطينيين نفسهم.

 

ومن بين ما تم الاتفاق عليه هو إنهاء حالة الانقسام، والتوصل لتسوية شاملة من شأنها دعم الاستقرار، وتحقيق الاصطفاف الفلسطيني، التوافق حول إيجاد سند قانوني وصبغة شرعية، لقيام دولة فلسطينية معترف بها من جميع دول العالم لإنهاء معاناة الشعب وتحقيق حلم وجود دولة فلسطينية معترف بها من الجميع، تشكيل محكمة قضايا الانتخابات بالتوافق من قضاة بالضفة وغزة والقدس تتولى متابعة كل ما يتعلق بالعملية الانتخابية ونتائجها والقضايا الناشئة عنها.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة