تشهد منطقة تيجراى الواقعة في الشمال الإثيوبي مجموعة من الجرائم ضد المدنيين منذ بدء الصراع الذى وقع في نهاية 2020 بين قوات الجيش الإثيوبي وقوات تحرير تيجراى، وفق تقارير إعلامية عالمية.
وأسفر الصراع خلال الفترة الماضية عن مقتل الآلاف ونزوح مئات الآلاف من المدنيين في المنطقة وتسبب الصراع في فقدان عدد كبير من الأطفال لذويهم، وأصبح مئات الآلاف من المواطنين في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية بعد تدهور البنية التحتية وتدمير المرافق وصعوبة الوصول إلى المياه النظيفة مما يهدد بانتشار الأوبئة والأمراض.
منظمة الأمم للطفولة "اليونيسف" قالت إن 1.6 مليون شخص على الأقل، من بينهم أكثر من 720 ألف طفل، نزحوا بسبب القتال فى تيجراى. وأشارت المنظمة إلى أن حجم وخطورة انتهاكات حقوق الطفل تشير إلى عدم التراجع عن القتال بعد 7 أشهر تقريبا منذ اندلاع النزاع في شمال إثيوبيا.
هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أكدت إن "الأطفال يدفعون ثمنا باهظا لهذا الصراع"، والأوضاع في مواقع النزوح ومخيمات اللجوء مكتظة، وغير صحية وغير آمنة، مما يزيد من مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعى، وسوء المعاملة والاستغلال، والأمراض المنقولة عن طريق المياه.
وبحسب اليونيسف، حتى الآن تم تحديد أكثر من 6 الآلاف من الأطفال غير المصحوبين أو المنفصلين عن ذويهم، وتم تسجيلهم للحصول على الحماية والمساعدة.
وأكدت فور: "نخشى من أن عددا أكبر من الأطفال يحتاجون للدعم في مناطق نحن غير قادرين على الوصول إليها بسبب انعدام الأمن أو القيود على الوصول التي تفرضها أطراف النزاع.
وكشفت مديرة يونيسف "لا يزال الكثير من مناطق تيجراى، بعيدا عن متناول يد العاملين فى المجال الإنساني. ومنذ أبريل، تمت إعاقة ما لا يقل عن 31 مهمة من قبل الفريق المتنقل المتخصص بالصحة والتغذية والمياه – الذى تدعمه اليونيسف والشركاء - إما بسبب انعدام الأمن أو بسبب تعرضه للمضايقة ومنعه من المرور.
وقالت المسؤولة الأممية: "لا تزال النساء والفتيات يتعرّضن لأعمال عنف جنسى مروعة. أكثر من 540 من الناجيات حصلن على المساعدة عبر برامج اليونيسف منذ اندلاع القتال في نوفمبر 2020، ولكن انعدام الأمن العام والخوف من الانتقام يتركان أعدادا لا تُحصى من الناس غير قادرين على تلقى الرعاية والخدمات التي يحتاجون إليها بشكل عاجل".
ووفق المنظمة الأممية يبلغ الآباء والأطفال ومقدمو الرعاية عن قلقهم العميق من الانتقام أو الهجوم والخوف من التجنيد للأطفال والاستخدام من قبل أطراف النزاع واعتقالات تعسفية.
ودعت اليونيسف جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها الأساسية لتمكين الوصول دون عوائق والمستدام إلى المدنيين الذين يحتاجون إلى المساعدة، وخاصة الأطفال كما دعت جميع الأطراف إلى بذل كل ما في وسعها لحماية الأطفال من العنف والاستغلال والإساءة، ومنع فصلهم عن ذويهم أو مقدمى الرعاية الأساسيين.
من جانبه، أعلن برنامج الأغذية العالمى، عن وصوله لأكثر من مليون شخص بالمساعدات الغذائية الطارئة منذ بدء التوزيع في المناطق الشمالية الغربية والجنوبية في إقليم تيجراى، مشيرا إلى أنه قدم برنامج الأغذية العالمي الغذاء إلى 4,500 من القرويين.
كما بدأ برنامج الأغذية العالمي جولة جديدة من المساعدات الغذائية الطارئة لمدة 6 أسابيع بدءا من كوريم وأوفلا، وهما مقاطعتان من بين 5 في جنوب الإقليم أضيفت مؤخرا إلى مناطق عمليات برنامج الأغذية العالمى. وفي غضون الأيام الأولى من العمليات، يتوقع البرنامج مساعدة نحو 80 ألف شخص من الـ 200,000 من السكان المستهدفين.
ولفت تقرير برنامج الأغذية العالمى، إلى أنه يأمل في توسيع نطاق العمليات للوصول إلى 2.1 مليون شخص بحاجة للمساعدة الغذائية عبر مناطق عملياته.