مصر تكرم مبدعيها بجوائز الدولة.. وحالة رضا في الأوساط الثقافية على قائمة الفائزين

كرمت مصر مبدعيها بإعلان وزارة الثقافة، أسماء الفائزين فى جوائز الدولة لعامى 2020-2021، حيث عقد المجلس الأعلى للثقافة، أمس الثلاثاء، اجتماعه السنوى 65 المخصص للتصويت والإعلان عن منح جوائز الدولة هذا العام برئاسة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة وبأمانة الدكتور هشام عزمى أمين عام المجلس الأعلى للثقافة وذلك فى بالمسرح الكبير فى دار الأوبرا المصرية، وشملت قائمة الفائزين أسماء مبدعين فى مجالات الفن شتى أبرزها الموسيقى والتأليف والمسرح.

مصطفى محرم صاحب ثنائية فنية مع النجم نور الشريف

جاء اسم الكاتب الراحل مصطفى محرم فى قائمة الفائزين بجائزة الدولة التقديرية فى مجال الفنون، صاحب الثنائية الشهيرة مع النجم الراحل نور الشريف فى مسلسلات "لن أعيش فى جلباب أبى"، "عائلة الحاج متولى"، "العطار والسبع بنات" تلك الأعمال التى لاقت نجاحا كبيرا ومازالت الأسرة المصرية حريصة على مشاهدتها مع إعادة عرضها .

رحل، السيناريست الكبير مصطفى محرم، الخميس 22 أبريل الماضى، بعد أن كتب آخر صفحات إبداعاته وقدم أكثر من 100 فيلم سينمائى و50 مسلسلا تليفزيونيا، كما أثرى المكتبة العربية بعشرات الإصدارات المؤلفة والمترجمة فى مجالات الثقافة السينمائية والنقد السينمائى.

ولم يمنح القدر فرصة للكاتب الراحل ليخرج المشروع الذى طالما حلم به إلى النور، إذ كان قد أوشك على الانتهاء من كتابة مسلسل درامى عن الفنان الراحل محمد فوزى، وكان أبرز المرشحين لأداء شخصية "فوزى" النجم الكبير تامر حسنى، وأقدم محرم على كتابة المسلسل بطلب من الفنان سمير صبرى، وكان محرم يريد سرد الجوانب الإنسانية فى حياة محمد فوزى، وإبراز جوانب سيرته دون إخفاء أى تفاصيل عاشها، وبالفعل حصل محرم على موافقة أقارب "فوزى" .

 مصطفى محرم صاحب العديد من الروائع الدرامية المصرية لعل أشهرها مسلسل "لن أعيش فى جلباب أبى" للنجم الراحل نور الشريف، ذلك العمل نال شهرة واسعة ونجاحًا كبيرا فى عرضه الأول، بالإضافة إلى حفاظه على نسبة مشاهدة كبيرة بعد إعادة عرضه بـ 25 عامًا منافسًا أعمالا فى عرضها الأول، وتلك ظاهرة تستحق التوقف، سطرها بقلمه الكاتب الكبير مصطفى محرم.

كان مصطفى محرم يرى أن الكتاب الجدد لم يتعلموا بشكل كافٍ، ولم يتوقع أن بخرج من بينهم نجيب محفوظ على سبيل المثال، وأغلبهم يقلدون ويقتبسون ويسرقون أعمالًا قديمة، ورأى أن الحل الوحيد لتحسين وضع الكتابة أن يقرأ الشباب قبل أن يتورطوا فى الكتابة. وعرف محرم بالدقة فى كتاباته، فكان حينما يكتب عملًا يحتوى على أمور قانونية، يستعين برأى رئيس محكمة كما حدث فى فيلم «امرأة مطلقة»، لذلك وجه نصيحة للكتاب الجدد بأن يكتبوا فيما يعرفون.

يذكر أن السيناريست مصطفى محرم كتب العديد من الأعمال المهمة فى السينما والدراما وأبرزها أفلام "أغنية على الممر"، "ولا يزال التحقيق مستمراً"، "مع سبق الإصرار"، "الحب وحده لا يكفى"، "الباطنية"، "وكالة البلح"، "درب الهوى"، "حتى لا يطير الدخان"، "الراقصة والطبال"، "أرجوك أعطنى هذا الدواء"، "الحب فوق هضبة الهرم"، "السكاكينى"، "لعدم كفاية الأدلة"، "أبناء وقتلة"، "المرأة الحديدية"، "اغتيال مدرسة"، "الهروب"، "حارة برجوان"، "سمارة الأمير"، "الغرقانة"، "دانتيلا" و"حائط البطولات" وغيرها.

كما قدم مسلسلات "رد قلبى"، "عائلة الحاج متولى"، "العطار والسبع بنات"، "مشوار امرأة"، "على يا ويكا"، "قاتل بلا أجر"، "الباطنية"، "زهرة وأزواجها الخمسة"، "سمارة"، "ميراث الريح"، "مولد وصاحبه غياب" وغيرها.

أفلام داوود عبد السيد بإمضاء الموسيقار راجح داوود

وجاء اسم الموسيقار راجح داوود فى قائمة الفائزين بجائزة الدولة التقديرية فى مجال الفنون، ذلك الموسيقار الذى التقى بمقاهى وسط البلد وتحديدا "الجريون" – المقهى المفضل لدى الفنانين والمبدعين – بالمخرج الكبير داوود عبد السيد ، وعلى إبداعات "عبد السيد" وضع "داوود" موسيقاه لتكتمل اللوحة الفنية الإبداعية التى شكلها الثنائى فى أعمال "الصعاليك"، "البحث عن سيد مرزوق"، "الكيت كات"، "سارق الفرح"، "أرض الأحلام"، "أرض الخوف"، "مواطن ومخبر وحرامي" ، "رسائل البحر"  ليصبح راجح داوود بعدها علامة فى السينما المصرية.

تمكن راجح داوود بموسيقاه أن يترجم مشاعر وأحاسيس مختلفة بوضع تيمة موسيقية تناسب الأحداث كافة، بالإضافة إلى تجسيد التحول فى الشخصيات التى تفرضها الدراما على الأحداث، وأخيرا تنبيه المشاهد بأن شيئا عظيما يحدث فى كل مشهد، فهو موسيقار من نوع فريد ينتمى إلى جيل من الموسيقيين أقل حظًا من الجيل الحالي، بفضل الثورة التكنولوجية فى عالم صناعة الموسيقى الموجودة الآن، فجيله كان يعانى من ندرة الاستوديهات.

وليس غريبا أن يهدى الموسيقار راجح داوود رفيق مشواره داوود عبد السيد مؤلفاته فى حفل قدمته أوركسترا القاهرة السيمفونى بقيادة المايسترو ناير ناجى عام 2019 ، وأقيم على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية .

وعن تعاونه مع راجح داوود فى فيلم "الكيت كات"، قال المخرج الكبير داوود عبد السيد فى إحدى ندوات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى عام 2018 "فى الحقيقة كنت خائفًا من العمل مع الموسيقار راجح داوود المصمم الموسيقى للفيلم، وأنه من قرر أن يكون خلفية الفيلم الذى يتحدث عن كفيف البصر يرى بالبصيرة أن تكون آلة العود هو البطل فى الموسيقى التصويرية"، لكن رؤية راجح حالفها الصواب لتمتزج الصورة مع الموسيقى ويخرج العمل بشكل بديع .

ويقول راجح عن تجربته مع داوود عبدالسيد: داود مخرج مميز جدا له طعم خاص وسط مخرجى السينما فى مصر يحب عمله ولا يحب الصدفة فهو يحسب كل صغيرة وكبيرة وقد استعان بى فى فيلمه الأول ليجربنى وأعتقد أننى أضفت إليه شيئا ما فاستعان بى فى فيلمه الثانى وشكلنا ثنائيا فنيا جميلا فقد قدمت الموسيقى لكل أعماله وزادت خبرة تعاملنا معا وأصبحنا كيانا فنيا جميلا وكانت لافتة جميلة منه حينما أهدانى فيلمه «أرض الخوف».

"الجنزير" و"رقصة سالومى الأخيرة" أبرز مؤلفات سلماوى فى المسرح

فاز محمد سلماوى بجائزة النيل فى مجال الآداب، وهو مثقف موسوعى ترك بصمة فى مجال الأدب واضحة على خريطة المسرح المصرى والعربى من خلال مؤلفاته المسرحية، التى حقق كل منها نجاحا  نقديا وجماهيريا منها مسرحيات "رقصة سالومى الأخيرة" و"فوت علينا بكرة" و"اتنين تحت الأرض" و"الجنزير" وكانت الأخيرة أول مسرحية تحذر من خطر الإرهاب باسم الدين، وتعرض "سلماوى" أثناء عرضها، الذى استمر عاما كاملا، لتهديدات له ولأسرته، وقد ترجمت معظم مسرحيات "سلماوى" إلى الفرنسية والألمانية والإنجليزية والإيطالية، كما عرض بعضها على مسارح باريس وواشنطن ومونتريال ومولهايم بألمانيا.

الفنان خالد النبوى تحدث عن تجربته مع محمد سلماوى حين شارك فى بطولة مسرحية «الجنزير» فى ندوة أقيمت فى مسرح ميامى عام 2017، وقال: إن مسرحية الجنزير من أهم التجارب الفنية فى مشوارى، وقد تعلمت الكثير من الأستاذ سلماوى، فقد كان قدوة ونموذجا للانضباط والدقة واحترام العمل والمواعيد، وعزز أهمية هذه التجربة وجود مخرج مهم وهو الفنان الكبير جلال الشرقاوى مخرجا، والأستاذ عبد المنعم مدبولى أستاذا كبيرا على رأس الفنانين فى هذه المسرحية التى كانت من أكثر الأعمال اكتمالا، وحققت نجاحًا جماهيريًا هائلًا، وقد شاهدت حين عرضت المسرحية فى باريس كيف انبهر الجمهور الفرنسى بالعرض، وكيف حضر العرض كبار الشخصيات السياسية والثقافية الفرنسية الذين كانت تربطهم علاقات صداقة بالأستاذ سلماوى".

فى مسرحيتى، "سالومى" و"رقصة سالومى الأخيرة"، شکلت تيمة الحب والانتقام والندم فى کلا النصين بشکل واضح واستطاع "سلماوي" أن يرسم خطاب الحب، ورسم درجات متفاوتة من الحب داخل خطابة، معتمدًا على طبيعة العلاقة بين العشاق، فعبَّرَ "کنعان" عن مرحلة الهوى، أمَّا مرحلة الصبوة فمثلتها "ميراى"، والشغف وجدناه عند "البستانى"، و"سراج"، فى حين وجدنا العشق عند "هيرود"، والنجوى عند "أناهيد"، أمَّا مرحلة الهيام فوصلت إليه "سالومى".

"الاختيار 2" آخر أعمال الموسيقار خالد الكمار

وحصل الموسيقار خالد الكمار على جائزة الدولة التشجيعية، وهو الحاصل على ماجستير تأليف الموسيقى التصويرية من جامعة إدنبرة بالمملكة المتحدة بامتياز مع الشرف، وهو أول مصرى يحصل على Hollywood Music in Media Award عن موسيقى مسلسل قابيل، كما أنه يحضر رسالة دكتوراة حول تنفيذ مشاريع مصرية خالصة تعتمد على الموسيقى المصرية الأصيلة دون أى تدخلات بأفكار أجنبية إطلاقا .

كان "بيتهوفن" هو بطل حياة خالد الكمار فى عمر 5 سنوات، مثل أبطال الأفلام الكارتون «سوبر مان» وغيره ممن يتعلق الأطفال بهم، رحلة بيتهوفن وكفاحه وموسيقاه كانت بالنسبة له ملهمة فى سنوات طفولته الأولى، وفى عمر 10 سنوات تقريبا اكتشف الكمار، عمر خيرت وكان مرحلة فارقة ، ثم تعرف على موسيقى خالد حماد، وكان لهما تأثير كبيرعليه على المستوى الفنى والشخصى، وفى عمر 20 عاما  بدأ يحب الموسيقى المصرية الأصيلة وتحديدا موسيقى بليغ حمدى، ووسط تلك الأسماء العظيمة، كان هناك اسمًا ثابتًا لا يتغير تأثر به الكمار كثيرا، وهو الموسيقار محمد عبد الوهاب، الذى يصفه بقلب الموسيقى ، الذى يجده داخل كل موسيقى يكتشفها .

ألف خالد الكمار موسيقى مسلسل الاختيار فى جزئه الثانى، وكان يهدف إلى خلق جو وشكل موسيقى مختلف تماما، عن الذى تم فى الجزء الأول من الاختيار، الذى عرض العام الماضى، وبالفعل بدأ فى مشاهدة ما تم تصويره من المسلسل ما ساعده فى صياغة شكل موسيقى يتناسب ومع الأجواء الملحمية للمسلسل، واستعان بأوركسترا English Chamber فى موسيقى المسلسل، التى تعد واحدة من أهم أوركسترات العالم.

وكان الكمار قد أعرب عن سعادته وفخره بالمشاركة فى تأليف موسيقى المسلسل فى حوار لـ"اليوم السابع"  وقال خالد:" كنت بعمل مع المخرج بيتر ميمى على مشروع آخر وكلمنى شهر 11 الماضى قال لى: "يلا الاختيار 2 وعاوزين الموسيقى مختلفة تماما عن الاختيار1، ولما كلمنى فى الأول كان بالنسبة ليا صدمة لأنه عمل كبير جدا وقعدنا نتكلم إزاى الموسيقى هتبقى مختلفة واستقرينا إن إحنا نبتعد عن الموسيقى العسكرية واختيار موسيقى درامية .. ونجحنا فى وضع موسيقى مصرية خالصة سجلت فى لندن".