فى ذكرى توليها رئاسة الوزراء «أنديرا غاندي» المرأة التي ناطحت الرجال..لُقبت بالمرأة الحديدية..أول سيدة هندية تتولى المنصب..بكت عند لقائها الزعيم جمال عبد الناصر..قُتلت على يد أحد أفراد حراستها الشخصية

الثلاثاء، 19 يناير 2016 03:48 م
فى ذكرى توليها رئاسة الوزراء «أنديرا غاندي» المرأة التي ناطحت الرجال..لُقبت بالمرأة الحديدية..أول سيدة هندية تتولى المنصب..بكت عند لقائها الزعيم جمال عبد الناصر..قُتلت على يد أحد أفراد حراستها الشخصية
محمد عبدالله

عند ذكر تاريخ الهند لا يمكن تجاهل أسم «أنديرا غاندي» كواحدة من أبرز الزعماء السياسين الذين ناضلوا من أجل إستقلال الهند عن الإستعمار البريطاني، وأحد القادة الذين كتبوا بقرارتهم ومواقفهم التاريخ، ومن أبرز السيدات في العمل السياسي هناك، وأول امرأة تشغل منصب رئيس وزراء الهند، وفي هذا السياق ترصد «صوت الأمة» في ذكرى توليها رئاسة الحكومة الهندية، أبرز المحطات في تاريخها.


ميلادها

كانت «أنديرا غاندي» تنتمي لعائلة ذات باع طويل في العمل السياسي، حيث كان والدها «جواهر لال نهرو» هو أول من تولى منصب رئيس وزراء الهند وذلك عقب إستقلالها في عام 1947، كما كان هو ووالده أحد القيادات الهامة في حزب «المؤتمر» الهندي، حيث كانوا ينتمون إلى الحركة الوطنية التي سعت لإستقلال الهند، ليكون الطريق ممهداً لولادة سيدة كان وجودها إستثنائي في تاريخ الهند، ففي 19 نوفمبر 1917 وبمدينة الله آباد، ولدت أنديرا بريادار شينى نهرو، التى نعرفها باسمها «أنديرا غاندى».


مواقفها

عملت «غاندي» طيلة حياتها على وحدة الهند، بالإضافة إلى ما لها من فضل كبير في الوقوف بوجه الإستعمار البريطاني حتى لقبت بـ«المرأة الحديدة الهندية»، كما رفضت الإعتراف بإسرائيل، وكانت تربطها علاقة قوية بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي كان ملهماً لمعظم الحركات الثورية بالعالم، ولها موقف شهير معه حين بكت أثناء لقائها بعبد الناصر خلال زيارته إلى الهند في عام 1960، وقد كانت حليف قوي للإتحاد السوفيتي في مقابل وقوفها ضد السياسة الأمريكية، وتزوجت أثناء دراستها العلوم السياسية بسويسرا، من «فيروز غاندي» عام 1942، وهو أحد النشطاء في الحركة الوطنية الهندية.


مناصبها السياسية

تولت «أنديرا غاندي» منصب وزارة الإعلام، الأمر الذي كان له دور هام في تمكين المعارضة من إيصال وجهات نظرهم عن طريق القنوات المتلفزة والإذاعية المحلية، وأثناء تمثيلها للهند في منظمتي اليونسكو واليونيسيف التي كانت بباريس عام 1946، تم إستدعاؤها بسبب تدهور حالة والدها الصحية، قبل أن تتولى مهام رئاسة الوزراء بالوكالة عقب ذلك، قبل أن تعين بهذا المنصب في 19 يناير 1966 بعد وفاة رئيس الوزراء «جواهر لال نهرو»، لتكون أول امرأة هندية تشغل هذا المكان، وثانى امرأة فى التاريخ الحديث بعد السريلانكية «سيريمافو باندرانايكا».


لتقوم بعد ذلك صراعات داخلية بحزب «المؤتمر» بين بعض رموزه الطامحين بالفوز بمنصب رئيس الوزراء، الأمر الذي تطور وأدى إلى إنقسام الحزب.

أتبع ذلك دخول الجيش الهندي إلى باكستان الشرقية في عام 1971 بأوامر منها بهدف دعم الإنفصاليين هناك، لتكون من أهم إنتصارات الجيش الهندي هناك إنفصال باكستان الشرقية عن الغربية، لينشاء كيان سياسي موالي للهند ببنجلاديش.

خسارة حزبها الإنتخابات

تسبب إنتشار الجفاف بمساحات شاسعة من الهند في جفاف المحاصيل، الأمر الذي أدى إلى زيادة التضخم الذي ترافق مع تفشي الفساد المالي والإداري بالبلاد، بما أثر على إرتفاع أسعار المواد الأولية، مما زاد من قوة أصوات المعارضة، فلجأت حكومة «غاندي» إلى إعلان حالة الطوارئ بالهند، وإعتقال أبرز زعماء المعارضة البرلمانية وزجهم بالسجون، وتجميد الحريات الدستورية، وتشديد الرقابة على الصحف، مما أدى إلى تراجع شعبيتها ليخسر حزبها بالإنتخابات عام 1977 أمام تكتل المعارضة «جناتا بارتي».


عودتها للسلطة

أستغلت «غاندي» الأخطاء السياسية التي إرتكبها التكتل الحاكم لتتمكن من العودة إلى السلطة، ويعد من أهم هذه الأخطاء رفض المعارضة دخولها البرلمان على الرغم من فوزها بإحدى الدوائر الإنتخابية، حيث قام بالتصويت على إعتقالها لمدة أسبوع، كما يضاف إلى ذلك إصدار وزير الداخلية لأوامر بإعتقالها لمدة يوم، الأمر الذي لم يتم تنفيذه بعد حصولها على حكم قضائي بالإفراج عنها.

ليترتب على ذلك إزدياد التعاطف الشعبي معها، يضاف إليه الفوضى السياسية التي دخلت فيها البلاد وأدت لحل البرلمان، نتيجة للإنقسامات الداخلية بالتكتل الحاكم.

وفاتها

أدى فوز حزبها بإنتخابات عام 1980، وإنتخاب إبنها «سنجاي» إلى إحتجاج بعض قادة السيخ المتشددين الذين كانت لهم تحفظات على بعض سياسات «غاندي»، الأمر الذي أتبعه دخولهم بإعتصام بأحد معابدهم المقدسة، مما قوبل بأوامر وجهت للجيش بإقتحام المعبد وفض الإعتصام، ليقوم أحد ضباط حرستها الشخصية ذو الإنتماء السيخي بإطلاق النار عليها في 31 أكتوبر 1984.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق