100 عام على مذبحة تولسا.. حشود من البيض قتلوا المئات من السكان السود بأكلاهوما وأحرقوا المبانى بعد مزاعم كاذبة عن اغتصاب رجل من أصل أفريقى لامرأة بيضاء.. الشرطة والحرس اعتقلوا المعتدى عليهم بدلا من حمايتهم
تحيى الولايات المتحدة ذكرى مرور مائة عام على واحدة من أسوأ الحوادث العرقية ضد السود فى تاريخها، وهى مذبحة تولسا التى قتل فيها مئات من السود بعد هجوم حشد من المسلحين البيض.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز، إن مقاطعة جرينوود فى تولسا بولاية أوكلاهوما كانت فى عام 1921 مجتمعا أسود مزدهر، وهو ما كان أمرا نادرا فى ظل سياسة الفصل العنصرى وتنامى جماعة المتطرفين البيض كو كلوكس كلان.
لكن بحلول صباح يوم الثانى من يونيو هذا العام، كانت المقاطعة مدمرة وأحرقها حشد من البيض بمساعدة من الحرس الوطنى، فى واحدة من أسوأ أعمال العنف العنصرى فى التاريخ الأمريكى، وبلغ عدد الوفيات نحو 300، مع مئات أخرى من المصابين، وترك أكثر من 8 آلاف شخص منازلهم.
وعند وقوع المذبحة، كان حى جرينوود يقطنه نحو 10 آلاف شخص، منهم أحفاد العبيد، وآخرين جاءوا لأنهم اعتقدوا أن أوكلاهوما تقدم فرصة على ما يبدو للهروب من الواقع العنصرى الأكثر قسوة للحياة فى الجنوب.
واستطاع السود فى تولسا الذين تركزوا فى جرينوود أن يبنى مقاطعة مزدهرة فى مجال الأعمال عرفت باسم "بلاك وول ستريت" بعدما انتقل إليها أحد ملاك الأراضى الأثرياء من السود وبدأ فى فتح المتاجر للسكان السود، وبدأت المذبحة عندما ترددت مزاعم خاطئة بأن رجل أسود اغتصب امراة بيضاء.
وكان الرجل يدعى ديك رولاند، واتهم بمهاجمة سارة بيج عاملة مصعد فى 30 مايو 1920، ولم يعرف أحدا ما حدث، لكن الاقتراح الشائع كان أن رولاند ربما كان سيسقط ولمنع ذلك أمسك بذراع سارة، فصرخت، ولأنه يعرف الخطر الذى كان يحيط به، هرب من المبنى.
تم اعتقاله فى اليوم التالى وسجنه فى قاعدة محكمة تولسا، حيث سمح العمدة لحشد من البيض باختطاف رجل أسود فى العام السابق، نشرت صحيفة تولسا تريبيون مقالات تحريضية، فخشى السود من أن يتم إعدام رولاند بدون محاكمة، ولم يكن لديهم سبب للاعتقاد بأن السلطات ستحميه.
واحتشد مئات من سكان تولسا البيض يطالبون العمدة بتسليم رولاند، فظهر مئات من السود المسلحين عند قاعة المحكمة وأخبروا السلطات أنهم موجودون للدفاع عنها، فتوافد المزيد من البيض بأسلحتهم حتى وصل العدد لأكثر من ألفين.
ووفقا لتقرير لجنة التحقيق فى المذبحة، الصادر عام 2001، حاول رجل أبيض سحب سلاح رجل أسود، فأطلق النار وانتشر الغوغاء البيض فى شوارع وسط المدينة يطلقون النار على كل السود، وواصلوا هجومهم فى جرينوود وفتحوا النار من أسلحة آلية، مما أدى إلى ترك منازلهم ومتاجرهم التى تعرضت للهب وتم إحراق النيران بالمبانى، وحاول السود الدفاع عن أنفسهم، لكنهم كانوا أقل قوة.
ومنع الحشد من البيض رجال الإطفاء من الوصول إلى الحى المحترق، بينما قامت الشرطة والحرس الوطنى باعتقال السود بدلا من المشاغبين البيض، وفى بعض الأحيان أنضم بعض الحرس للمتورطين فى أعمال الشغب.
بعد المذبحة، سعى المسئولون لمحوها من السجل التاريخى للمدينة، فتم دفن الضحايا فى مقابر غير مميزة، واختفت سجلات الشرطة، وتم رفع المقالات التحريضية من صحيفة تولسا تريبيون قبل نقل الصحف إلى ميكروفيلم.
ظل الأمر طى الكتمان حتى أواخر الستينيات عندما بدأ صحفى، أصبح فيما بعد مشرعا ديمقراطيا بالولاية، فى التحقيق فى تاريخ المذبحة، ومر ربع قرن آخر قبل يحصل الصحفى على الانتباه الوطنى عندما جاء الصحفيون من مختلف أنحاء أمريكا للتحقيق فى تفجير إرهابى فى مدينة اوكلاهوما.