سباق إلى المعبر (ملف خاص)

السبت، 29 مايو 2021 06:00 م
سباق إلى المعبر (ملف خاص)
طلال رسلان

يد الخير المصرية تصل قطاع غزة  

أضخم قافلة مساعدات للقطاع تنفيذا لتوجيهات الرئيس السيسى

150 شاحنة مساعدات غذائية وطبية ومواد إغاثية من صندوق تحيا مصر بتكلفة 150 مليون جنيه لدعم غزة وحساب بنكي لجمع التبرعات

أكبر قافلة إغاثية في تاريخ الأزهر الشريف.. و"التعليم العالي" تقرر إعفاء الطلاب الفلسطينيين الوافدين للدراسة بالجامعات المصرية من المصروفات

فتح مستشفيات شمال سيناء على مصراعيها لعلاج الفلسطينيين و65 طنًا من الأدوية والمستلزمات الطبية بـ14 مليون جنيه لدعم المصابين فى قطاع غزة وقوافل الأطباء المصريين لا تتوقف

ملحمة إنسانية قامت بها المؤسسات المصرية، فور إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عن مبادرة تقديم 500 مليون دولار مخصصة لصالح إعمار قطاع غزة بعد نجاح الدبلوماسية في وقف إطلاق النار على خلفية الأحداث الأخيرة مع قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة الإعمار.

أسرعت المؤسسات المصرية في أخذ نصيبها من الملحمة الإنسانية لإنقاذ غزة وتقديم الدعم للشعب الفلسطيني، بعد أحداث القصف الأخيرة التي طالت عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين، فخرج الإعلان تلو الآخر لدعم خطوات الدولة المصرية من ناحية، وتقديم مبادرات لمساعدة الشعب الفلسطيني من ناحية أخرى.

على رأس مؤسسات الدولة التي ضربت مثالا رائعا في الإخوة والإنسانية كان "صندوق تحيا مصر"، فتنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بدعم الأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة، قدمت مصر أضخم قافلة مساعدات للقطاع عبارة عن 130 شاحنة محملة بعدد 2500 طن مواد غذائية، وأدوية، وألبان اطفال، وملابس، ومفروشات، وأجهزة كهربائية، وغيرها من المواد المتنوعة المقدمة من خلال صندوق تحيا مصر.

"أولها على معبر رفح وآخرها في القاهرة".. كان ذلك هو التعليق الأبرز على الصور المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لطابور عربات النقل التابعة لصندوق تحيا مصر، والتي كانت محملة بالمساعدات للشعب الفلسطيني.

قبل أن يضيف محمد مختار المتحدث باسم صندوق "تحيا مصر"، في تصريح صحفي، إن الصندوق ينفذ بهذه القافلة أول نشاط خارج الحدود المصرية، في إطار ترجمته الرؤية المصرية في دعم كل ما يتعلق بالتنمية خارج وداخل مصر، مشيرا إلى أن مبادرة الرئيس السيسي لإعمار غزة، فتحت الباب للعديد من الشركات المصرية للمشاركة في المبادرة من خلال صندوق تحيا مصر، لافتاً إلى أن الصندوق على تواصل مع كل أجهزة الدولة المصرية، وساهم الأزهر الشريف في قوافل المساعدات، وهناك مشاعر إيجابية للغاية من الجانب الفلسطيني تجاه القوافل المصرية.

فيما كشف هشام خليفة، مدير برنامج الدعم الاجتماعي بصندوق "تحيا مصر"، تفاصيل القافلة التي انطلقت إلى قطاع غزة، والتي جاءت انطلاقا من توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى لدعم الأشقاء الفلسطينيين، قائلا: "التكلفة الإجمالية للقافلة تتجاوز 150 مليون جنيه".

وعن حملة "نتشارك من أجل الإنسانية"، قال مدير برنامج الدعم الاجتماعي بصندوق "تحيا مصر": "هدفها أن نشجع كل أطراف العمل المجتمعي على التنافس لبذل المزيد من الجهد بهدف تحقيق الأرقام القياسية بالعمل الخيرى والتكافلى فى مختلف دول العالم"، مشيرا إلى أن الصندوق فعل حساب باسم (037037 - إعادة إعمار غزة) بكل البنوك المصرية، لتلقى المساهمات والتبرعات، كما يتم استقبال التبرعات أيضا "أونلاين" خلال الموقع الالكتروني الخاص بصندوق "تحيا مصر".

بالطبع كانت مؤسسة حياة كريمة من أولى المؤسسات التي شاركت في دعم الشعب الفلسطيني، بعدما أكدت استعدادها التام للمشاركة في تقديم كافة الإمكانيات لمبادرة إعادة إعمار غزة سواء بالجهود المادية أوالمعنوية والخبرات المتحققة من خلال خبرتها وجهودها التنموية في المبادرة الرئاسية حياة كريمة.

وأكدت "حياة كريمة" أن أعمار المنطقة مسؤولية مشتركة حيث تأتي تأكيدا لدعم مصر للقضية الفلسطينية العادلة والمشروعة والحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

فيما أعربت مؤسسة حياة كريمة عن فخرها واعتزازها بموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يأتي مؤكدا على مبدأ أن العمل هو الوسيلة التي تبنى بها الأمم وتعمر بها المدن، وعليه تنضم مؤسسة حياة كريمة لمبادرة الرئيس لتقديم كافة سبل الدعم المادي والمعنوي لصالح عملية الإعمار في قطاع غزة.

وأعلنت مؤسسة حياة كريمة دعمها كافة الجهات المصرية والإقليمية والدولية المعنية في المضي قدما في إعادة إعمار غزة جنبا إلى جنب لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي كما تدعو المؤسسة منظمات المجتمع المدني للمشاركة في دعم هذه المبادرة الإنسانية والتضامن من أجل توفير الاحتياجات الأساسية للعائلات الفلسطينية التي تضررت جراء هذا العدوان.

وعلى طريق استمرار دعم المؤسسات المصرية لمبادرة إعمار غزة ومساعدة الشعب الفلسطيني، وبتوجيهات عاجلة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، انطلقت أكبر قافلة إغاثية من الأزهر الشريف إلى قطاع غزة، تضامنًا مع الأشقاء في فلسطين وقطاع غزة جرَّاء العدوان الذي تعرض له القطاع.

وفي تفاصيل القافلة الإغاثية، شارك قيادات الأزهر وعلى رأسهم وكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني، ورئيس جامعة الأزهر الدكتور محمد المحرصاوي، والأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد، ونواب جامعة الأزهر، وقيادات قطاع المعاهد الأزهرية في إطلاق القافلة اليوم من مشيخة الأزهر متوجهة إلى قطاع غزة، في إطار دور مؤسسة الأزهر التاريخي والدائم في دعم قضايا الأمة العربية والإسلامية، والتضامن مع الشعوب ونشر روح الإخاء والتلاحم بين أبناء الأمة، فجاءت توجيهات فضيلة الإمام الأكبر بأن تكون هذه القافلة أكبر قافلة إغاثية في تاريخ الأزهر، حيث حملت القافلة 150 طنًّا من المواد الإغاثية والطبية والغذائية الضرورية إلى غزة.

وتضم القافلة مجموعة من علماء الأزهر والمختصين بإدارة القوافل بمشيخة الأزهر، يحملون رسالة تقدير ومودة من شيخ الأزهر وعلماء الأزهر وطلابه ومنتسبيه إلى أشقائنا في دولة فلسطين الشقيقة، استمرارًا لهذا الدور التاريخي الذي يقوم به الأزهر تجاه القضية الفلسطينية والتضامن مع أشقائنا ومشاركتهم روح النصر على العدو الغاشم، متمنين نصرة الشعب الفلسطيني وزوال هذا الاحتلال الغاشم.

خلال ذلك، أعلن وزير التعليم العالي الدكتور خالد عبد الغفار، وقيادات وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات، قرارات تيسيرًا على الطلبة الفلسطينيين ودعمًا للمسيرة التعليمية والأكاديمية الفلسطينية، حيث أقر المجلس الأعلى للجامعات إعفاء الطلاب الفلسطينيين الوافدين القادمين من قطاع غزة للدراسة بالجامعات الحكومية المصرية، من القسط الثاني للمصروفات الجامعية للعام الجامعي الحالي، وكذلك دعم مؤسسات التعليم العالي بقطاع غزة بكافة احتياجاتها من أعضاء هيئة التدريس والتجهيزات اللازمة، وتقديم كافة أشكال الدعم التعليمي والبحثي للجانب الفلسطيني، وتقديم كافة التيسيرات والدعم للطلاب الفلسطينيين الدارسين بالجامعات المصرية.

وثمّن المجلس الأعلى للجامعات الدور الكبير للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وكافة المؤسسات المعنية في مصر على دورهم التاريخي في وقف العدوان على الشعب الفلسطيني، وتأكيد الدور التاريخي للشعب المصري في مساندة القضية الفلسطينية، وأعلن المجلس تقديم كافة أشكال الدعم التعليمى والبحثى للجانب الفلسطينى، وتقديم كافة التيسيرات والدعم للطلاب الفلسطينيين الدارسين بالجامعات المصرية، وقرر المجلس إعفاء الطلاب الفلسطينيين الوافدين القادمين من قطاع غزة للدراسة بالجامعات الحكومية المصرية من القسط الثانى للمصروفات الجامعية للعام الجامعى الحالى، ودعم مؤسسات التعليم العالى بقطاع غزة بكافة احتياجاتها من أعضاء هيئة التدريس والتجهيزات اللازمة.

في قطاع الصحة، أعلنت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، عن إرسال 65 طنًا من الأدوية والمستلزمات الطبية بقيمة 14 مليون جنيه إلى فلسطين لدعم المصابين فى قطاع غزة، بالتزامن مع تطورات الوضع الراهن هناك، وفقًا لتوجيهات الرئيس السيسى.

 وأوضحت الوزيرة أن شحنة المساعدات الطبية تشمل مستلزمات جراحية، ومستلزمات جراحات الحروق والتجميل، ومكافحة العدوى، بالإضافة إلى مستلزمات التشغيل للأقسام الداخلية والطوارئ، مستلزمات الأشعة والكسور، وآلات جراحية للعمليات الكبرى والصغرى، بالإضافة إلى ماسكات أكسجين، وأجهزة تنفس صناعى، وأجهزة تخدير، واسطوانات أكسجين، وسرنجات ومضخات للمحاليل.

 وأضافت أن شحنة المساعدات شملت أيضًا كافة أنواع الأدوية، منها أدوية تخدير، مضادات حيوية، مسكنات، أدوية ومراهم للحروق، وأدوية ضغط وسكر وكلى وغيرها للأمراض المزمنة والأمراض الصدرية، و"ألبيومين" وكافة أنواع المحاليل.

في غضون ذلك، وجهت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، قطاع الرعاية الطبية بالوزارة، بإرسال الدفعة الثانية من الأطباء لمحافظة شمال سيناء ضمن استعدادات وزارة الصحة لاستقبال المصابين من دولة فلسطين الشقيقة، ويبدأ عمل الدفعة الثانية من الأطباء بداية من 21 مايو الجارى حتى 31 مايو نهاية الشهر الجارى، وذلك بجانب الفرق الطبية من القطاعات الأخرى.

وأوضح الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الإعلامي لوزارة الصحة، أنه تم تعزيز أكياس الدم بإقليم القناة بـ330 كيس دم و1827 وحدة بلازما، كما يبلغ المخزون الاستراتيجى للدم بالمركز الرئيسى لخدمات نقل الدم القومية 2132 كيس دم، مشيرًا إلى التنسيق بين بنوك الدم الإقليمية بمحافظتى شمال سيناء والإسماعيلية، وبين خدمات نقل الدم القومية بالقاهرة لإمداد المستشفيات بمخزون من جميع فصائل الدم المختلفة بشكل دورى حسب الاحتياج.

وتابع أنه تم تجهيز مستشفيات "بئر العبد النموذجى، العريش العام، والشيخ زويد المركزي" بمحافظة شمال سيناء لاستقبال المصابين من دولة فلسطين عبر معبر رفح البرى، وذلك بطاقة استيعابية تبلغ 288 سريرا داخليا، و81 سرير رعاية مركزة، و233 طبيبا، بالإضافة إلى 44 جهاز تنفس صناعى، مشيرًا إلى إرسال تعزيزات طبية إلى تلك المستشفيات تشمل أدوية ومستلزمات طبية للتدخلات الجراحية تكفى لمدة 3 شهور، مضيفًا أنه تم دعم تلك المستشفيات بـ 37 فريق طبى فى تخصصات (الطوارئ، الرعاية المركزة، التخدير، جراحات القلب والمخ والأعصاب والعظام والأوعية الدموية).

وإلى جانب الإشادة بجهود الرئيس السيسي ودعم مبادرة إعادة إعمار غزة، كانت هناك تحركات برلمانية على المستوى الدبلوماسي بإعلان الدعم للجانب الفلسطيني والتحركات لوقف العدوان الإسرائيلي، كما لم يغب الجانب الإنساني أيضا عن مواقف نواب البرلمان، حيث أعلن عدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ عن تقديم طلب رسمي لخصم شهر من مكافأة العضوية لصالح إعمار قطاع غزة.

لم تكن الأحزاب المصرية بعيدة عن سباق الدعم للشعب الفلسطيني في الأزمة الأخيرة، حيث نظمت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وأحزاب مستقبل وطن وحماة الوطن والشعب الجمهوري قافلة مساعدات إلى قطاع غزة، دعمًا للاتجاه الذي بدأته الدولة المصرية بتوجيه الرئيس عبد الفتاح السيسى، وضم وفد الأحزاب 30 نائبًا من مجلسي النواب والشيوخ للتحرك مع قافلة المساعدات لمعبر رفح.

 

ومن أمام معبر رفح البري تحدث ممثلو الأحزاب المصرية بإشادات لمبادرة الرئيس السيسي لإعادة إعمار غزة، انطلاقا من أن الدولة المصرية شريك أصيل فى أى مشاورات أو اتفاقات لحماية الحق التاريخي للفلسطينيين، ومصر لعبت دور الوسيط بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي.

 

وتحرك الأحزاب المصرية بالتزامن مع إعلان مبادرة الرئيس، يدعم الموقف المصري الواضح تجاه القضية الفلسطينية، فمصر تقوم بدور أصيل وتدافع عن مصالح الشعوب الشقيقة، بما يبرز أهمية التنسيق مع الأطراف الدولية وخاصة الولايات المتحدة، بعد إشادة الرئيس الأمريكى جو بايدن بدور مصر في التوصل لوقف إطلاق نار فى غزة.

 

من جانبه، أكد عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين النائب محمد عزمى، أن الوفد المصرى المرافق لقافلة المساعدات للفلسطينيين دليل على أن هناك تحرك سياسى يتواكب مع تحركات الدولة المصرية، ورسالة واضحة أن هناك أفعال لا أقوال، لافتا إلى أن مصر تقف دومًا إلى جانب الشعب الفلسطينى ضد العدوان الإسرائيلي.

Capture
 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق