احتفالا باليوم الإفريقي.. ماذا قدمت مصر للقارة السمراء بعد 30 يونيه؟
الأربعاء، 26 مايو 2021 05:35 م
منذ ثورة 30 يونيو شهدت مصر عهدا جديدا من أجل بناء سياسة خارجية ناجحة تحقق لمصر العودة مرة أخرى إلى دورها الريادي في منطقة الشرق الأوسط، وتصحيح مسار الدبلوماسية المصرية من العزلة إلى التأثير ورفع الرئيس شعار «ندية وشراكة وقرار وطنى مستقل، اتضحت ملامح ومحددات السياسة الخارجية المصرية»، لعل أبرزها يكمن في إقامة علاقات متوازنة مع جميع دول العالم، ضمن إطار قائم على الندية وتحقيق المصالح المشتركة وتوظيف العلاقات الطيبة مع الدول لخدمة التنمية فى مصر،ونجحت القاهرة في ترويض المشكلات الخارجية.
حرصت مصر خلال السبع سنوات الأخيرة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في البلاد ة عودة العمل العربى المشترك كأساس لحل مشكلات المنطقة العربية، ونظرًا لأن الأمن القومي العربي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأمن القومي المصري، فى ظل تأكيد مصر دائمًا على أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمنها القومي، وجنت مصر ثمار السياسة الخارجية الجديدة لمصر، إذ حصلت على مقعد غير دائم فى مجلس الأمن، وترأست لجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن، كما ترأست القمة العربية، ونجحت في الجمع بين عضوية مجلس السلم والأمن الأفريقي ورئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية المعنية بتغير المناخ، فضلا عن اختيار مصر لرئاسة الاتحاد الإفريقي خلال عام 2019، رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، إذ جاءت رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى تتويجا جديدا للجهود المصرية وتوثيق لعلاقاتها بالدول الإفريقية بشكل خاص ودول العالم بشكل عام، وانعكس ذلك بشكل قوي في فتح آفاق لعلاقات جديدة ومتوازنة مع دول القارة.
ولعل حرص مصر على التواجد الفعال مع دول القارة الأفريقية، يأتي استكمالاً لجهود القاهرة ودورها المحوري خلال رئاستها للإتحاد الأفريقي علي مدار عام كامل 2019، وخلال تلك الفترة سجلت مصر عدة نجاحات، ومثلت القارة في عدة محافل دولية بارزة حملت فيها همومها وأبرزت تحدياتها، قبل أن تنتهي اليوم مدتها وتنتقل الرئاسة إلى جنوب أفريقيا العام الماضي ، وسجلت مصر إنجازات خلال عام من رئاسة الإتحاد الأفريقي كبيرة، وكان لها بالغ الأثر علي الصعيد السياسي والإقتصادي و الأمني بما يحقق أمال وشعوب أبناء القارة السمراء ، فمنذ تسلم مصر رئاسة الاتحاد للمرة الاولي منذ تأسيسه عقب توجه الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا 9 فبراير 2019 ، في زيارة تاريخية شهدت تسلم مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، تحديداً في ١٠ فبراير 2019 ولمدة عام، كان ذلك بمثابة تتويجاً لجهود مصر بقيادة الرئيس السيسى خلال السنوات الأخيرة لتعزيز العلاقات مع القارة الأفريقية سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف، وتجسيداً لاستعادة الدور المحوري المصري كإحدى الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية الأم في ستينات القرن الماضي .
جهود مصر ونجاحاتها خلال رئاسة الإتحاد الإفريقي قوبلت بالتقدير من الدول الأفريقية الذي انعكس بالمقابل في منح مصر والرئيس الثقة في إدارة والإشراف على الجهود القارية الدؤوبة لتلبية أحلام وطموحات الشعوب الأفريقية في غد أفضل وقيادة دفة العمل الأفريقي المشترك في ظل ظروف دولية وإقليمية دقيقة تزيد من حدتها تنوع التحديات التي تواجه القارة ، ولعل من أبرز نجاحات القاهرة خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي 6 زيارات أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسي لدول إفريقيا خلال 2019 شملت دول (إثيوبيا - تونس - غينيا - السنغال - كوت ديفوار - جمهورية النيجر)، تنوعت أهدافها ما بين بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي ومناقشة القضايا التي تؤرق القارة، سواء صراعات وأزمات تعوق التنمية، فضلًا عن تطوير العلاقات بين مصر وتلك الدول على الأصعدة كافة
وتوالت نجاحات مصر خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي في مجالات مختلفة وسعت لتحقيق آفاق جديدة في بعض القضايا السياسية والاقتصادية، وتركزت أولويات رئاسة مصر للاتحاد على مجالات "التنمية الاقتصادية ، التنمية الاجتماعية، مد جسور التواصل الثقافي والحضاري بين الشعوب الإفريقية ،تحقيق التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي ، الإصلاح المؤسسي والمالي للاتحاد ، السلم والأمن عبر تعزيز الآليات الإفريقية لإعادة الإعمار والتنمية لمرحلة ما بعد النزاعات ، دعم جهودالاتحاد في استكمال منظومة السلم والأمن الإفريقية ، دفع الجهود المبذولة لمنع النزاعات والوقاية منها والوساطة في النزاعات" .
ويحسب لمصر خلال عام من رئاسة الاتحاد الإفريقي أنها عملت علي اطلاق المرحلة التشغيلية لمنطقة التجارة الحرة الإفريقية ، وتدشين صندوق ضمان مخاطر الاستثمار فى إفريقيا، المنتدى الاقتصادى لإفريقيا نوفمبر 2019 ، وتوصيل الكهرباء لـ600 مليون إفريقى، فضلاً عن اجندة التنمية 2063 ، مبادرة إسكات البنادق 2020 ، توقع مصرعلى اتفاقية استضافة مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار بعد النزاعات، مبادرة علاج مليون إفريقى من فيرس سى ، تقديم 20 معونة إنسانية ، تنظيم مُبهر لأكبر بطولتين في القارة الافريقية ، تنظيم مؤتمر نواب العموم بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا "20 : 23 فبراير 2019"
وخلال فترة رئاسة مصر، مثل السيسي القارة في عدة محافل دولية بارزة بدعوات من زعماء العالم، آخرها قمة الاستثمار البريطانية الأفريقية، في 20 يناير 2019 بلندن بالعاصمة البريطانية لندن، تناولت القمة التمويل المستدام والبنية التحتية، فرص النمو الأفريقي ، القمة الثالثة لمجموعة العشرين وأفريقيا، في العاصمة الألمانية برلين، نوفمبر 2019، لتفعيل التجارة الحرة القارية ، لتصبح القارة أحد محركي الاقتصاد العالمي، عبر جذب الاستثمارات ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات ، قمة سوتشي الروسية الأفريقية ، وفي أكتوبر 2019، ترأس الرئيس السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قمة سوتشي بروسيا ، وتم الإعلان عن إطلاق فعاليات المنتدى الاقتصادي الأفريقي الروسي لأول مرة، ودخلت اتفاقية التجارة الحرة في أفريقيا حيز التنفيذ ما يجعل مثل هذه النجاحات طريقا لفتح آفاق واسعة للتعاون بين الدول الأفريقية وجمهورية روسيا الاتحادية ، قمة تيكاد 7 باليابان أغسطس 2019 ، حيث شارك السيسي كرئيسا للاتحاد الأفريقي، في قمة تيكاد 7 بطوكيو، دعا لأهمية إنشاء منطقة للتجارة الحرة في أفريقيا والمضي في أجندة أفريقيا 2063، هما ركنان أساسيان بهدف تحقيق التكامل الإقليمي والاقتصادي المنشود.
وتتوالى جهود مصر في تمثيل أفريقيا في كافة المحافل الدولية خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي ومنها القمة 45 لمجموعة السبع وأفريقيا في برلين، وخلالها شدد الرئيس على ضرورة الارتقاء بمستوى شعوب الدول النامية بصفة عامة والأفريقية على وجه الخصوص وتحقيق التنمية المستدامة ، وأيضاً قمة مجموعة العشرين في يونيو 2019، وناقشت عددا من القضايا المالية والاقتصادية والاجتماعية، بينها الطاقة والبيئة والمناخ والاقتصاد الرقمي والتجارة والرعاية الصحية والتعليم والعمل ، قمة الحزام والطريق ، في أبريل 2019، في بكين، من أجل إحياء طرق التجارة القديمة عن طريق إنشاء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين من أجل بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية لربط قارات آسيا بأوروبا وأفريقيا، حيث دعا الرئيس إلى مزيد من التعاون في البنية التحتية والتنمية الاقتصادية.
وبعد أيام قليلة من تولي مصر رئاسة الاتحاد، في فبراير 2019 ، شارك السيسي، في مؤتمر ميونخ للأمن، بألمانيا، حيث تحدث فيه عن رؤية مصر لتعزيز العمل الأفريقي ودفع التكامل الاقتصادي الإقليمي على مستوى القارة، وسبل تيسير التجارة البينية في إطار أجندة القارة 2063 للتنمية الشاملة والمستدامة، بجانب جهود إعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، ليصبح بذلك أول رئيس دولة غير أوروبية يشارك بكلمة في الجلسة الرئيسية لمؤتمر ميونخ منذ تأسيسه .