الدكتور على جمعة يوضح مكانة القدس في الإسلام.. فماذا قال؟
الخميس، 20 مايو 2021 08:00 م
قال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، إنه بعد ما فتح عمر بن الخطاب، رضى الله عنه القدس الشريف أمن أهلها وقرر لهم عهدا يكفل لهم العدل والحياة الكريمة والأمان على أنفسهم وجاء في هذا العهد بسم الل8ه الرحمن الرحيم.
تابع وهذا ما أعطى عبد الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أهل إيلياء من الأمان، واعطاهم أمانا لأنفسهم واموالهم وكنائسهم وصلبناهم، وسقيما وبرئها وسائر ملتهبا أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقض منها ولا من خيرها ولا من صلبهم ولا شيء من أموالهم ، ولا يكرهون على دينهم ، ولا يضار أحد منهم ولا يسكن بالياء " القدس " معهم أحد من اليهود .
وتابع المفتى على أهل ايلياء أن يعطوا الجزية، وهو القانون الذى ارتضه الأمم جميعا وقتها كما يعطى أهل المدائن، عليهم ان يخرجوا منها الروم واللصوص، فمن خرج منهم فهوآمن على نفسة ومالة حتى يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهوآمن وعلية مثل ما علاه أهل لإيلياء من الجزية، ومن أحب اهل إيليا ء أن يسير بنفسة ومالة مع الروم ويخلى بيعهم كان فيها من أهل الأرض ، فمن شاء منهم قعد مثل على أهل إيلياء من الجزية ومن شاء سار مع الروم ومن رجع إلى أهلة فانة لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصدوا حصادهم . وشهد على ذلك خالد بن الواليد وعمر بن العاص وعبد الرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبى سفيان وكتب وحضر سنه خمس عشرة " الانس الجليل في تاريخ القدس والخليل لمجبر الدين العليمي "
وأضاف خلال صفحته الرسمية على صفحته الرسمية فيس بوك أننا هكذا نرى في فتح الإسلام للقدس والعهدة العمرية التي أعطاها لنصارى القدس علو مكانة القدس وأهميتها ، وتجلى ذلك عندما لم يدخلها المسلمون إلا بعد الصلح وارتضوا بشروط أهل القدس ورهبانها في ضرورة حضور أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بنفسة ليتولى أمنها " البداية والنهاية " وبهدأ الخلق يظهر تسامح الإسلام ليؤكد قداسة المدينة في الإسلام وتعلق قلوب المسلمين بها ، على عكس الامم السابقة التي احتلت مدينة القدس المباركة ، فمنذ نشأة المدينة تم تدميرها وسفك دم أهلها كلما دخلها غاز أو محتل ، وذكر سفر يشوع أن يشوع بن نون احتل أريحا فدكها دكا وقتل من وجدة فيها ولا فرق بين طفل ورجل عجوز
وعندما دخل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه المدينة نقب عن صخرة بيت المقدس وقام بتنظيف مكانها من القمامة التي كانت عليها منذ أيام هيلانة, وقد روي عنه أنه قال لكعب الأحبار: أين ترى أن أصلي؟ فقال: إن أخذت عني, صليت خلف الصخرة, وكانت القدس كلها بين يديك, فقال عمر: ضاهيت اليهودية.. لا، ولكن أصلي حيث صلى رسول الله ﷺ, فتقدم إلى القبلة فصلى ثم جاء فبسط رداءه, فكنس الكناسة في ردائه, وكنس الناس.
وأشار إلى أنه عندما تجول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المدينة, وكانت لا تزال تئن من الخراب الذي أحدثه الغزو الفارسي, رأى بعينه الثاقبة أن يبدأ بالتنظيم الإداري والقضائي; ففرض للمسلمين الفروض, وأعطى العطايا, ثم وضع التاريخ الهجري ودون الدواوين, وعين لكل منطقة أميرا وعين قاضيا, وأسس الحسبة في المدينة, كما هدم البناء المحدث في وسط السوق وحظر علي الناس الازدحام في الطرق وحضهم علي التجارة قائلا: لا تلهكم الرياسة وحبها, ولا يغلبنكم الغرباء علي التجارة, فإنها ثلث الإمارة
وبينما كان عمر يتفقد المدينة ويبحث شئونها وما أصاب سكانها من حيف وضيم في أثناء الفتح, أتاه رجل من النصارى له ذمة مع المسلمين في كرم عنب, فشكا إليه همه, فركب معه, ولما رأى أن فريقا من المسلمين أكلوا ما في الكرم لشدة ما أصابهم من جوع أعطاه ثمن ما أكلوه, كما أمر رجاله بالعدل, قائلا لهم: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا» [تاريخ القدس لعارف العارف.
لقد كان فتح المسلمين بيت المقدس رجوعا به إلى أصله الأول, حيث نزلت القبائل العربية فيه, واستقرت به, فانتشرت اللغة العربية سريعا, وشعر الناس بالأمان والاستقرار والتعايش السلمي في ظل راية الإسلام وسماحة المسلمين، وكان ذلك عوضا لبيت المقدس عما عاش فيه من آلام من لدن نشأته.