منذ بداية التصعيد الإسرائيلي الأخيرة على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، وتتخذ القيادة السياسية المصرية جهوداً مضنية لصالح الأشقاء الفلسطينيين، وإتمام التهدئة عبر الوساطة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية لوقف إطلاق النار.
وتزايدت جهود القاهرة بالتزامن مع تزايد الصراع الدموى الذي حصد أرواح العشرات من الأبرياء الفلسطينيين بينهم أطفال ونساء، وهو ما دفع جهات الرأي الدولية والعالمية للإشادة بتلك الجهود، تقول وكالة "بلومبرج" الأمريكية إن دور مصر محورياً للتهدئة، في حين قالت أخرى إن الجهود المصرية تحظى بزخم على الساحة الدولية.
صحيفة "الجارديان" البريطانية، تقول في تقرير لها، إن الدلائل تظهر أن وقف إطلاق النار قد يكون وشيكا، حيث تكتسب الجهود المصرية زخمًا بين الفصائل في غزة، فيما، أبدى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون دعمه للوساطة المصرية.
وقال ماكرون إنه كان يجرى مناقشات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردنى، الملك عبد الله "لنكون قادرين معًا على رؤية كيفية تقديم اقتراح ملموس". وقال إنه "من الضروري للغاية" إنهاء الأعمال العدائية، واتفق هو والرئيس السيسي على أنه "من الضروري للغاية" إنهاء الأعمال العدائية، وفقًا لمكتب ماكرون، الذى أكد أن الرئيس جدد دعمه لجهود الوساطة المصرية.
كما انخرط وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان مع نظرائه الأمريكيين والإسرائيليين والفلسطينيين والأردنيين والمصريين.
وتابعت الجارديان: فرنسا دعت إلى إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بشأن العنف، في الوقت الذي تتصاعد فيه الضغوط الدولية من أجل وقف إطلاق النار، مضيفة أن الولايات المتحدة لم تطالب حتى الآن بإنهاء الاشتباكات، وحصرت جهودها العامة في الحث على تقليص الهجمات.
وعرقلت واشنطن مرارا مساع أمام مجلس الأمن الدولي لصياغة بيانات مشتركة تدعو إلى إنهاء القتال. وجاء الرفض الأمريكي الأخير في اجتماع لمجلس الأمن في وقت متأخر من يوم الثلاثاء انتهى مرة أخرى دون بيان، مع استمرار الضربات الجوية وإطلاق الصواريخ حتى الليل.
وقالت إن وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ المسئولين في جنوب البلاد أن القتال يمكن أن ينتهي "في غضون عدة أيام".
أما وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، كشفت عن أن إدارة بايدن طالبت رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وكبار المسئولين فى إسرائيل بوقف قصف قطاع غزة، مشيرة إلى أن ذلك اتصالات بين ادارة بايدن وبين القيادات الإسرائيلية، وفق مصادر.
وأكدت أن تلك الاتصالات تمت الثلاثاء، وأن إدارة بايدن تقوم بذلك انطلاقا من رغبة حقيقية من رئيس الولايات المتحدة جو بايدن للضغط على إسرائيل لكى توقف القتال بعد ارتفاع محلصة القتلى جراء عمليات القصف الإسرائيلية لقطاع غزةت موضحة أن بايدن تبنى لهجة صارمة مع رئيس الوزراء الإسرائيلى وأخبره بزيادة الضغوط الدولية على واشنطن لوضع نهاية للعنف.
في الوقت ذاته، تواصل الأردن الضغط بشكل مكثف من أجل وقف العنف، وانضمت إلى الجهود الفرنسية في الأمم المتحدة لتقديم مشروع قرار يحمي الإغاثة الإنسانية العاجلة، وسيتعين على الولايات المتحدة استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع القرار، وهو أمر اعتبرت الصحيفة أن إدارة جو بايدن ستتردد في فعله.
وواصلت الطائرات الإسرائيلية الأربعاء قصف ما يقول مسئولون إنه شبكة أنفاق واسعة تحت وسط غزة تستخدمها بعض الفصائل لنقل المقاتلين والأسلحة. كما تم استهداف حي الرمال وأفاد السكان عن تدمير العديد من المنازل.
من جهتها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى دعوا بأغلبية ساحقة إلى وقف فورى لإطلاق النار بين إسرائيل وفلسطين فى اجتماع طارئ، الثلاثاء، وفقا لما ذكره جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية بالاتحاد.
وقال بوريل إن جميع الدول الأعضاء باستثناء المجر أيدت بيانا جاء فيه إن عدد الضحايا المدنيين في غزة، "بما في ذلك عدد كبير من النساء والأطفال"، "غير مقبول". وقال إن الاتحاد الأوروبي، كجزء من اللجنة الرباعية مع الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة التي تسعى لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، سوف تدفع لاستئناف عملية دبلوماسية جادة.
قال بوريل: "الأولوية هي الوقف الفوري لجميع أعمال العنف وتنفيذ وقف إطلاق النار".