مشروع «تبطين الترع» القومي.. كيف بدأت الحكاية وماذا يستهدف؟
الأربعاء، 19 مايو 2021 07:00 م
يعد مشروع "تبطين الترع" واحد من المشروعات القومية التي تُنفذ في الوقت الجاري، ويمثل أحد أهداف الدولة لتعظيم الاستفادة من المياه وتوفير الاحتياجات المطلوبة لكل القطاعات بشكلٍ عام وللقطاع الزراعي بشكلٍ خاص.
وتبلغ أطوال الترع في مصر33 ألف كيلو تقريبًا، تمتد من الإسكندرية حتى أسوان، تم إنشاؤها في عهد محمد علي، أي منذ 200 عام تقريبًا، بالتالي كلها ترع طينية لا يوجد بها تبطين وتتعرض المياه فيها للفقد.
ويُقدرالفاقد منها نحو 19 مليار متر مكعب، هذا الفقد سبب رئيسي لمعاناة الأراضى الزراعية في مصر من نقص المياه، ولكن أغلب الترع في شبه جزيرة سيناء مبطنة بالكامل، لأنها من الأراضي الجديدة.
ويبلغ إجمالي أطوال الترع التي يستهدفها المشروع (20) ألف كم على مستوى المحافظات على مرحلتين، وتبلغ أطوال ترع المرحلة الأولى (7000) كم تنتهى منتصف عام 2022، وتبلغ أطوال الترع التى تم تبطينها خلال عام 2020 (511.2) كم، ويبلغ إجمالى أطوال الترع التى تم الانتهاء من طرحها (4026) كم.
وتبلغ تكلفة المشروع 68 مليار جنيه على مستوى محافظات الجمهورية، سوف يستمر تنفيذ المشروع حتى عام 2024.
وانتهت الحكومة من تأهيل ترع بأطوال تصل إلى 1698 كيلو متر فى 20 محافظة من محافظات الجمهورية حتى يناير 2021 بتكلفة 3 مليار جنيه
وتصل تاهيل الترع بأطوال تصل الى 7790 كيلو متر، ضمن أعمال المرحلة الأولى التى ستنتهى بحلول منتصف عام 2022 بتكلفة إجمالية تقدر بمبلغ 18 مليار جنيه .
والمستهدف خلال العام المالي 20/2021 تأهيل وتبطين ترع بأطوال تزيد عن 3 آلاف كم، في 18 محافظة (أسوان، قنا، سوهاج، أسيوط، المنيا، بنى سويف، الجيزة، الفيوم، القليوبية، المنوفية، الشرقية، الغربية، الإسماعيلية، الدقهلية، البحيرة، دمياط، الإسكندرية، كفرالشيخ).
ومن المستهدف تنفيذ المشروع في حوالي 50 قرية من قرى المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، باعتمادات تبلغ نحو 500 مليون جنيه في 6 محافظات هى أسيوط، والأقصر، والبحيرة، والمنيا، وسوهاج، وقنا، مشيرًا إلى أن تقارير متابعة الموقف التنفيذي للمشروع تكشف عن الانتهاء من تأهيل وتبطين 188 كم خلال شهري يوليو وأغسطس 2020.
كيف يتم تبطين الترع ؟
تبدأ عملية تبطين الترع بالتطهير والتنظيف من القمامة وأعمال الحفر ثم مرحلة التدبيش، وهي المرحلة التي يتم فيها وضع مجموعة من طوب الدبش على حواف الترعة يليه وضع لوائح أسمنتية، وأخيرا تأتي مرحلة صب الخرسانة من غير حديد ومادة مانع لنفاذية الماء وعازل بين الفواصل.
والتبطين يعنى عمل تكسية فى قاع الترع والجوانب، حيث تأخذ الجوانب الميل المصمم عليه الترع أو القنوات بالشكل المضبوط فيما يعرف بالدبش الغشيم أو المنحوت، أما التأهيل فهو عبارة عن استخدام الدبش الغشيم والخرسانة العادية، حيث يتم تغليفه بها بالكامل وهذا يؤدى إلى تعديل شكل الترع لتأخذ الشكل الهندسى الذى تم التصميم عليه، وذلك لمنع تسريب المياه فمن المعروف أن التربة الطينية تسمح بنفاذ كمية كبيرة جداً من المياه وهو ما يؤدى إلى الهدر، وبالتالى فإن التبطين يحافظ على كمية المياه الموجودة كما يقلل تكلفة نزع الحشائش ويضمن وصول المياه إلى نهايات الترع بأسرع وقت ممكن.
وهناك أكثر من نوع فى التبطين فمنها ما يتم بطبقة من الأحجار سمك 30 سم وفوقه طبقة من الخرسانة العادية سمك 10 سم وهناك نوع آخر خرسانة مسلحة وخرسانة عادية يعلوه طبقة من الرمال المثبتة، ويتم تحديد نوع التبطين طبقا لطبيعة التربة المارة بها الترعة.
وحققت الدولة إنجازاً ملموساً فى تنفيذ المشروع القومى لتأهيل وتبطين الترع، خلال الفترة القصيرة الماضية، إذ شهدت المحافظات طفرة كبيرة فى أعمال التبطين، خاصة تلك التى بدأت فى تنفيذ المشروع أولاً، وبدأت تبطين مئات الكيلومترات، حتى صار المشروع واقعاً بعد أن كان حلماً لسنوات عديدة.
وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى فى شهر أبريل الماضى توجيهاته ببدء المشروع القومى لتأهيل وتبطين الترع، ومنذ ذلك الحين تشهد محافظات مصر العمل على قدم وساق فى تنفيذ هذا المشروع الهام الذى يساهم فى الترشيد وتقليل الفاقد من المياه التى يتم هدرها فى الشبكة المائية، بما يحقق وفراً فى مياه الرى بحوالى (5) مليار متر مكعب سنويًا، خاصة وأن التوجيهات تضمنت سرعة الانتهاء من المشروع خلال عامين فقط بدلاً من عشر سنوات.
المميزات التى يحققها مشروع تبطين الترع
يوجد العديد من المميزات التى يحققها مشروع تبطين الترع، حيث يستهدف هذا المشروع توفير نسبة كبيرة من المياه المهدرة داخل الترع وخاصة المتهالكة بنسبة كبيرة تصل إلى (520) مليار متر مكعب، نظرًا لأنه يمنع تسريب المياه والرشح فى الترع الرملية وبذلك يتم توفير المياه، وكما هو معروف فإن «توفير المياه» يمثل أحد محاور الإستراتيجية القومية للموارد المائية فى ظل تبنى سياسات فاعلة وإدارة رشيدة للموارد المائية بالدولة من مفهوم شمولى وتكاملى والسعى الجاد لتنميتها وترشيد استخدامها والحفاظ عليها، ويستهدف المشروع أيضاً تحسين حالة الرى وزيادة إنتاجية ودخل المزارعين.
مشروع التبطين يمنع نمو «الحشائش» فى الترع الطينية والتى كانت إزالتها تكلف الدولة أموالاً باهظة، وهكذا يساهم المشروع فى توفير الإمكانيات المالية التى كانت تهدر فى تنظيف الحشائش والمخلفات داخل الترع، كما يساهم هذا المشروع
يساهم التوسع فى التحول للرى الحديث – فى تغيير وجه مصر فى مجال الزراعة وتوفير المواد الغذائية بوجه عام، ويسهم فى تخلص المياه من المخلفات لتصل إلى الشبكات بشكل سلس وبدون انسدادات وعراقيل لتسهيل عملية الرى والتنقيط وتوفير المياه وتقليل نسبة التبخير.
وبتأهيل الترع سيتم استعادة مساحة كبيرة على جانبيها والتى كان بعضها يشهد تعديات لتعود إلى أصلها وتعود بالنفع على الدولة سواء مقابل حق انتفاع أو بالمساعدة على توصيل المياه إلى نهايات الترع بشكل أسرع دون عوائق والمساهمة فى ضمان توزيع المياه بمنتهى العدالة وزيادة الإنتاجية الزراعية.
فضلاً عن ذلك هناك فائدة صحية واجتماعية للمشروع، لأن المشروع يحقق حمايةً لأهالى المناطق المحيطة بالترع التى سيتم تبطينها حيث كانت القمامة والمخلفات التى توجد بالترع سبباً أساسياً فى وجود الحشرات وانتشار الأمراض، كما أن سوء الصرف فى بعض الترع القديمة التى تأثرت بالجرف وغيره كان يتسبب فى غمر الأراضى المنخفضة حولها بالمياه فلا تصلح فيها الزراعة وبالتالى فإن تبطين الترع وتحسين الصرف سيساهم فى تلافى تكرار حدوث هذه المشكلة، بالإضافة إلى أن هذا المشروع يُعتبر من المشروعات كثيفة العمالة مما يساعد فى تحقيق أهداف الدولة فى مكافحة البطالة.
يُعد” تبطين الترع” أحد الطرق الناجعة لضمان وصول المياه لنهاياتها دون عوائق وتقليل البخر وتحقيق عدالة التوزيع بين الأراضي الزراعية. مما يسهم في حل جزء من شكاوى المزارعين بشأن نقص المياه. حيث يستهدف المشروع توصيل المياه إلى نهايات الترع بالكمية والنوعية والتوقيت المناسب .
يهدف هذا المشروع القومي إلى خفض ما إجماليه 15 إلى 19 مليار متر مكعب من المياه التى يتم هدرها فى الشبكة المائية على طول مجرى النيل، من الموارد المائية سواء من نهر النيل أو من الأمطار أو المياه الجوفية أو المعالجة. كما سيساعد على رفع كفاءة الري في الحقول من 50% إلى 75 % من الري بالغمر في الحقول. كما سيعمل على زيادة إنتاجيه ما لا يقل عن 250 ألف فدان من الأراضي الطينية .
سيسهم المشروع في تقليل المخلفات وإلقاء النفايات، التي تكلف الدولة أموالا طائلة لتطهير الترع والمصارف وإزالة الحشائش من جانبي الترع والمصارف. وسيسهم المشروع بطريقه مباشرة بتحسين البيئه في الأرياف، كما سيؤثربشكل ايجابي على الصحة العامة بما يوفر أيضا فى ميزانيات العلاج
يأتي تنفيذ المرحلة الاولى بقيمة تقديرية 2.8 مليار جنيه فى زمام حوالى 398 ألف فدان. وتتوزع مصادر التمويل الموضوعة حاليًا بواقع %60 من الاعتمادات المحلية و%25 قروضًا خارجية و%15 فى شكل منح من مؤسسات التمويل الدولية، التى تدعم عددا من برامج أنظمة الرى الحديث، وطرق ترشيد المياه فى الدول النامية .
تستهدف الدولة الوصول لأكثر من 20 ألف كم في هذا المشروع. الخطة القديمة قبل توجيهات الرئيس السيسي كانت تستهدف تبطين 2000 كيلومتر سنويًا بما يعنى الانتهاء من المشروع خلال 10 سنوات أى فى نهاية عام 2030 .
المرحلة الأولى من ذلك المشروع تصل إلى 7 آلاف كم، ويتم العمل حالياً في أكثر من 3500 كم بواقع 50%. حيث يتم العمل الان في الترع ذات القطاعات الصغيرة المتعبة وقاعها أقل من 6 أمتار ب 14 محافظة منهم على سبيل المثال لا الحصر: الغربية، المنوفية، كفر الشيخ، سوهاج، بني سويف، الاسماعيلية .
الأمن المائي جزء لا يتجزأ من الامن القومي، لذا تعمل الدولة بجدية على الحفاظ على الموارد المائية و ترشيدها ليس فقط في الترع والمصارف بل فى جميع القطاعات الأساسية المستهلكة للمياه مثل قطاعات الزراعة، والإسكان، والصناعة. كما تستهدف زيادة مصادر الموارد المائية من خلال تحلية مياه البحر بمقدار 1.5 مليار متر مكعب حتى عام 2030 واستخدامه فى قطاع مياه الشرب. كما تستهدف مضاعفة هذه الكمية عام 2037 .
وتشهد محافظات مصر العمل على قدم وساق فى أضخم مشروع قومى لتبطين الترع بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، وبإشراف الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، وذلك ضمن المشروع القومى لتأهيل وتبطين الترع الذى يهدف إلى الترشيد وتقليل الفاقد من المياه التى يتم هدرها فى الشبكة المائية
يهدف المشروع القومى "لتبطين الترع"، إلى المحافظة على كميات المياه المهدرة وتوفير مقننات المياه للزراعات المختلفة، بالوفرة المناسبة فى الأوقات التى تحتاجها الزراعات دون هدر، مما سيوفر ما بين 5 و7% من كميات المياه المستخدمة فى الزراعة، وكذلك إمكانية التحول إلى الرى الحديث بالرش والتنقيط بكافة الأراضى الزراعية القديمة، مما يوفر حوالى 25% على الأقل من كميات المياه المستخدمة فى الرى بطريق الغمر ، و تهدف المشروعات إلى الاستغلال الأمثل للموارد المائية وتعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة فى ظل محدودية المياه، خاصة مع الزيادة المضطربة فى السكان، وخطة الدولة نحو التوسع الزراعى الجديد .
كما يهدف المشروع القومى لتبطين الترع أيضا، إلى الحد من النفقات المتزايدة التى تنفق فى صيانة الترع ونزع الحشائش وغيرها، مما سيوفر من 20 إلى 25 % من هذه النفقات بجانب تحسين سريان المياه بهذه الترع، مشيرًا إلى أنه تم وضع خطة محكمة ومدروسة لمشروع تبطين الترع منذ بداية شهر مارس 2020، وذلك عن طريق تحديد المساحات اللازمة لحفر الترع، وتعطيش القطاع ثم تسوية وتعديل وتنظيف الأرض، ثم تبطينها بأحجار الدبش ثم تسوية السطح بوضع خرسانة سمك 15 أو 20 سم فوق الأحجار، بحيث تصبح الترعة "ملساء" تحتفظ بالمياه داخلها دون تسريب من التربة، و تم حفر 160 كم من إجمالى القيمة المستهدفة 700 إلى 800 كم، داخل محافظة الإسماعيلية ضمن المشروع القومى لتبطين الترع.