القصة الكاملة لتجنيد الفتاة المصرية بالجيش الإسرائيلى..تركت الإسكندرية فى سن 15 عاماً..هجوم سلفيين متشددين على منزلها أجبرهم على الرحيل..إلتحقت بالجيش الإسرائيلى لتأدية الخدمة العسكرية
الثلاثاء، 19 يناير 2016 01:30 م
يأتى إعلان المتحدث الرسمى للجيش الاسرائيلى، أفيخاى أردعى، عن تجنيد فتاة مصرية تدعي «دينا عبد الله» في صفوفه الجيش، استكمالاً لمسلسل الإستفزازات لمصر والدول العربية التى لطالما بدأها بسلسلة طويلة من الانتقادات للعرب والفلسطينين.
استقطاب المصريين للهجرة إلى اسرائيل
كما أن هجرة العديد من المصريين إلى دولة اسرائيل لم يعد أمر بغريب على المصريين، حيث أعلن المركز المصري لبحوث الرأي العام «بصيرة»، أن 319 ألف مصري هاجروا إلى إسرائيل في الفترة من عام 2000 إلى 2012.
كما تعمد الموقع الرسمى للجيش الإسرائيلى أن يؤلف قصة فحواها أن المجتمع المصرى مختل ومتطرف تتحكم فيه القوى الارهابية واظهار المجتمع الاسرائيلى على أنه المنقذ الوحيد والملجأ لكل من يضيق به الحال فى مصر من الكوادر والعقول المفكرة ليجد اسرائيل تفتح له ذراعيها لتكفله.
«دينا عبد الله»، تلك الفتاة التى أثارت جدلاً واسعاً، حول اسمها وديانتها وموطنها الأصلى، حيث تدين «دينا عبد الله» باليهودية وهى من أصل مصرى، ثم هاجرت مثل جميع اليهود من الأسكندرية إلى «أرض المعاد» تلك العقيدة التى لطالما آمن بها يهود العالم.
وادعت أن السبب الرئيسى فى رحيلها عن مصر هو الاضطهاد الدينى، الذى تعرضت له هى وأسرتها على يد عدد من «السلفيين» هناك.
أرض المعاد
ووصف موقع الجيش الإسرائيلى قصة دينا بأنها تشبه قصص «السندريلا» والتى وجدت ضالتها بعد هجرتها لإسرائيل، بعد أن عاشت طفولتها معذبة داخل مصر وسط مجتمع مسلم مارس ضدها الاضطهاد الدينى كونها يهودية الديانة.
وفى الحقيقة لم تدخر الفتاة اليهودية وسعاً فى مزاولة مهنتها و إثارة الرأى العام ضد مصر تلك الدولة العاجزة عن حماية الأقليات بها، مثلما يتخيل المجتمع اليهودى.
دموع فى عيون وقحة
روت قصتها المؤثرة وسط دموع وقحة، لما لاقته من معاملة سيئة خلال فترة حياتها فى مصر، حيث تركت الإسكندرية، وهى فى سن 15 عاما، وهى الآن تبلغ من العمر 25 عاما، منتقدة العادات والتقاليد فى مصر، ومؤكدة على اجبارها على ارتداء ملابس معينة أثناء طفولتها، كما تم اجبارها على حفظ الآيات القرآنية فى المدرسة، فى الوقت الذى أخفى فيه والدها حقيقة ديانته، فكانت تحسبه من المسيحيين العلمانيين.
وأشارت دينا، إلى أنها تشتت بين الأديان، وكانت تحاول دائما إيجاد نفسها فى أى من تلك الديانات، مضيفة: «كان لدينا مسجد قريب من المدرسة، والفتيات كانوا يذهبن فى كثير من الأحيان للصلاة، وكنت حينها طفلة وذهبت معهم إلى المسجد وصليت معهم، وعندما عدت للبيت وحكيت لأمى ما فعلت غضبت منى بشدة، وتحدثت معى بعصبية وحذرتنى من أن أفعل ذلك مرة أخرى».
وأضافت اليهودية ذات الأصول المصرية، أنها خاضت تجربة أخرى مختلفة عن تجربة الصلاة فى المسجد، حيث ذهبت ذات يوم إلى الكنيسة وحاولت الصلاة هناك إلا أن أسرتها حذرتها مرة أخرى من اعتناق أى دين دون تقديم أى تفسير لذلك.
وحددت «دينا عوفديا» نقطة التحول فى حياتها، عندما شاهدت هجوم عدد من السلفيين المتشددين على بيتها، وإجبارهم على الرحيل من المنطقة التى كانوا يعيشون بها.
قرار الرحيل
وأضافت دينا: «بعد هذه الحادثة الأليمة بيوم واحد تجمعت أسرتى بالكامل فى منزل جدى، وقررنا الرحيل عن مصر ومغادرتها بصورة نهائية والذهاب إلى إسرائيل، وكنا جميعا متحمسين لهذه الفكرة، ولكنى بدأت فى البكاء وخاب أملى كثيرا جدا لأنى كنت أرفض الذهاب لإسرائيل، وكنت أود العيش فى مصر».
وأوضحت دينا، أن سبب رفضها فى البداية السفر لإسرائيل، هو أنه خلال دراستها بالمدرسة الابتدائية تعلمت كراهية اليهود والإسرائيليين من خلال آيات «القرآن الكريم»، مضيفة أن بعض الآيات تدعوا بشكل صريح لقتل اليهود.
وأضافت «عوفديا»: « أتذكر أيضا عندما بدأت الانتفاضة الفلسطينية الثانية شاهدت عبر قنوات التليفزيون مناظر مروعة يقوم بها الجيش الإسرائيلى ضد المدنيين العزل، وهو يقوم بقتلهم»، مشيرة إلى أن مقتل الطفل الفلسطينى «محمد الدرة» ووالده أثرت فى شخصيتها للغاية، وجعلتها ترفض الذهاب إلى هناك.
وتابعت الفتاة اليهودية : «يوم قرار رحيلنا عن مصر كان يوما مشوباً بالحزن، حيث رفضت مغادرة المنزل، ولكن والدى وجدى أكدوا لى أن المجتمع هنا يكره كلُ من له علاقة باليهودية، وعلينا الرحيل حتى لا يفتكوا بنا، وأدركت أنه ليس لدى اختيار آخر، واكتشفت حينها أن حقيقتى أننى يهودية، وعليا الرحيل لإسرائيل، وقبل رحيلى من المنزل كنت أود أن أسلم على صديقى الذى كان يسكن بالمنزل المجاور لنا، والذى كنت أتبادل معه الحديث دائما عبر النافذة، ولكن فى ذلك اليوم عندما رآنى من الشباك أغلق الستائر ورفض التحدث معى، وحينها أدركت أنه لا مكان لى فى هذه البلد، وأنه علينا مغادرة المنزل بطريقة أو بأخرى».
وبالفعل سافروا إلى أسطنبول، ومن ثم إلى تل أبيب، ثم تعلمت العبرية وانضمت للمدرسة الدينية هناك، وبعد انتهاء دينا من المدرسة الثانوية، التحقت بالجيش الإسرائيلى، وبدأت دينا خدمتها العسكرية ثم انتقلت لفترة وجيزة لخدمة الشرطة العسكرية، وحينها تعرف عليها المتحدث الرسمى باسم الجيش الرائد أفيخاى أدرعى، وعرض عليها أن تسرد قصتها فى حوار مطول مع موقع الجيش الإسرائيلى، ووعدها بأن ينشر قصة كفاحها هذه على موقعه الرسمى، وعلى صفحته بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر» وفى المنابر الإعلامية.