مواقف ثابتة لم تتغير.. فلسطين "هم" مصر الأول
السبت، 15 مايو 2021 07:30 م
"القضية الفلسطينية من ثوابت السياسة المصرية" .. بهذه الكلمات دائماً ما كان يبدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي حديثه عن فلسطين في كل محفل دولى، حتى وإن كان الحدث لا يتعلق بالنقاش حول القضية الفلسطينية، فخلال زيارات الرئيس الخارجية منذ توليه مهام البلاد في 2014، وهو يعلن دائماً موقف مصر الصريح تجاه فلسطين وشعبها ويتعهد ببذل الجهود المصرية لاستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وفق مرجعيات الشرعية الدولية .
ومن خلال مؤتمرات عدة حضرها الرئيس السيسي منها القمة العربية، والجمعية العمومية للأمم المتحدة، ومؤتمر ميونج للأمن، حتى منتدى شباب العالم الذي عقدت على مدار سنوات بالقاهرة، استمر فى دعوته لوجود تسوية عادلة شاملة للصراع العربي الإسرائيلي تضمن للشعب الفلسطيني حقوقه من أجل تحقيق السلام، ودائما ما يشدد على أن مصر ستظل داعمة لأي جهد مخلص يضمن التوصل لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية،على نحو يحفظ الحقوق الأصيلة للشعب الفلسطيني.
تطورات كبيرة شهدتها القضية الفلسطينية، منذ بداية الأزمة عام 1948 وعلى مدار 72 عامًا، وخلال تلك الفترة والدولة المصرية لديها مواقف ثابتة، لم تتغير، فهى تضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها، وقدمت الدماء والشهداء للدفاع عنها، حيث دخل العرب وفي مقدمتهم مصر حرب 48 فى مواجهة إسرائيل، وبذلت مصر العديد من الجهود لوقف إطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطينى الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها.
وإيذاء ما يحدث الأن بحي "الشيخ جراح" والمسجد الأقصى وعدد من المُدن الفلسطينية من تطورات أسرعت مصر في التحرك على الصعيدين السياسي والدبلوماسي وبذل الجهود لوقف التصعيد على الأراضي الفلسطينية، فكانت مصر من أولى الدول التي استدعت رسمياً السفيرالاسرائيلي لإبلاغه إحتجاج مصر إيذاء الإنتهاكات التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطنيين، وطالبت بسرعة وقفها، وإرسال وفد أمني من أجل وقف النار، فضلاً عن إتصالات مكثفة بين مصر والدول العربية للضغط الدولى، والتنسيق مع تونس بصفتها عضو غير دائم بمجلس الأمن لسرعة عقد جلسة للخروج من الأزمة، كل ذلك بجانب إتصالات مكثفة مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي من أجل إنهاء الأزمة .
ظلت مصر تؤكد فى كافة المحافل الدولية أن المنطقة لن تنعم بالاستقرار دون إيجاد حل للقضية الفلسطينية، وإعلان دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، وما زالت مصر تحرص على أن تكون القضية الفلسطينية أحد أهم مرتكزات سياستها الخارجية، وتنادي ضرورة التوصل لتسوية تعيد كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، فضلًا عن الجهود الإنسانية التي قدمتها مصر من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين والمساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطيني .
مصر في عهد السيسي أكدت مراراً وتكراراً على استمرار الجانب المصري في تقديم كافة أشكال الدعم للقيادة والشعب الفلسطيني الشقيق ، وأكدت على أهمية توحيد الجهود العربية والدولية للتحرك بفعالية لإعادة تنشيط الآليات الضالعة في مفاوضات السلام بين الطرفين، وتجاوز تحديات الفترة الماضية، وذلك بالتوازي مع جهود مسار المصالحة الوطنية وبناء قواعد الثقة بين الأطراف الفلسطينية، تعزيزاً للمسار الأساسي المتمثل في تحقيق السلام المنشود.
فمن يتتبع رؤية الدولة المصرية تجاه القضية الفلسطينية يجد ثبات الموقف المصري من القضية وحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما ساندت مصر مبادرات السلام الحقيقية لقيام الدولة الفلسطينية، فضلا عن رعايتها أعمال الحوار الوطني الفلسطيني، بمشاركة مختلف الفصائل برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي،أخرها فبراير الماضي التي كانت بهدف مناقشة في عدة قضايا محورية أبرزها تلك المتعلقة بالانتخابات الفلسطينية العامة.
كل هذا بجانب تأكيد مصر الدائم على استمرارها في تقديم كافة أشكال الدعم للقيادة والشعب الفلسطيني الشقيق، وبذل الجهود الدؤوبة في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بالتنسيق الوثيق مع الأشقاء الفلسطينيين، وذلك بهدف بلورة رؤية استراتيجية لإيجاد منافذ للتحرك الإيجابي لخلق المناخ المواتي لاستقرار الأوضاع على الأرض، وهو ما سيساعد على مواجهة التحديات والاضطلاع بالاستحقاق الرئيسي المتمثل في تحقيق السلام المنشود، والعمل على توحيد الجهود في إطار أفق سياسي ومسعى متكامل يتعدى الحلول القاصرة والمؤقتة.
قدمت مصر أيضا الدعم المالي والإنساني للتخفيف من معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات،وحرصت على إرسال مساعدات طبية وغذائية وإنسانية إلى قطاع غزة، عبر معبر رفح البري،خاصة منذ بداية جائحة كورونا، وشملت أطنان من المنظفات وسوائل التعقيم والتطهير، وملابس للحماية الشخصية و غطاء وجه، وذلك في إطار مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، ومازالت مصر تحرص على أن تكون القضية الفلسطينية أحد أهم مرتكزات سياستها الخارجية، وضرورة التوصل لتسوية تعيد كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.