بعد استشهاده في" الاختيار2".. والدة عمر القاضي: ابنى وقف ببطولة وصمد فى مواجهة التفكيريين
الثلاثاء، 11 مايو 2021 03:00 ص
جسد مسلسل "الاختيار 2" ملحمة وطنية كبري شهدت علي أحداث الارهاب ضد المصريين الاعتداءات المستمرة علي ضباط الشرطة والجيش ووثق بطولات الشهداء وتضحيتهم بحياتهم لاخر نفس مقابل الدفاع عن البلاد. وشهدت الحلقة الأخيرة توثيق ملحمة جديدة لاستشهاد البطل عمر القاضي والذي استشهد في عمر صغير حيث التحق بكلية الشرطة سنة 2013، وتخرج فيها سنة 2017.
تعرض القاضي لموقف صعب في بداية حياته بعد أن توفى والده وهو طالب بكلية الشرطة، وكانت والدته تضع آمال كبيرة عليه، وعقب تخرجه عمل بالأمن المركزى، وعرف القاضى بين زملائه بالجدية والحزم والتدين وحبه لعمله ومساعدته المستمرة للآخرين. في "5 يونيو 2019 "، هاجمت عناصر إرهابية مسلحة الكمين ويحمل اسم البطل 14 ، حيث سطر رجال الشرطة ملحمة بطولية حقيقية، ضربوا فيها أروع الأمثال في التضحية والفداء، حتى سقط البطل عمر القاضي شهيدًا مع تكبيرات العيد، بعد مقتل 5 من العناصر التفكرية.
نجح زملائه في الثأر له سريعا وقاموا بعدها بتتبع خط سير التكفيريين والقضاء على 14 عنصرا إرهابيا داخل إحدى العشش المهجورة، وعثر بحوزتهم على 14 بندقية متعددة الطلقات و3 عبوات شديدة الانفجار وحزامين.
وتداول رواد السوشيال ميديا وقتها تسجيلات صوتية منسوبة للشهيد البطل قبل استشهاده أثناء المعركة مطالبا القوات بدك الكمين، لضمان القضاء على العناصر الإرهابية المنتشرة حوله الكمين.
كانت تدوينات القاضي تشهد علي رجولته وسعيه للاستشهاد فداء الوطن ، أبرزها: "لكل أجل كتاب، عيدوا انتم وأنا هستناكم هنا"، "ربما الموت يقترب منى وأنا لا أشعر به لطفك يا الله فى سكرة موتى أن تكون خاتمتى حسنة ثم الجنة".
قالت والدة الشهيد البطل "عمر القاضي": "ابنى وقف ببطولة وصمد فى مواجهة التفكيريين، وكان أول من أصيب بالكمين وآخر من استشهد، ابنى كان طول عمره مميز، عشان كده استشهد فى يوم مميز بيوم العيد، ولادنا رجالة مش بيخافوا".. وذكرت والدة الشهيد قائلة:" عرفت أربى وأكبر"، فالشهيد وشقيقه الذى يعمل ضابط شرطة أيضا، كنت حريصة أن يكون الاثنين ملتزمين دينيا وخلقا، حيث كان الجميع يشيد بـ "عمر"، وتدينه وعلاقته الطبية مع الآخرين.
تحملت مسئولة تربية "عمر"، خاصة بعدما رحل عنا والده، وهو طالب فى الفرقة الثانية بكلية الشرطة، واجتهد وتخرج، وكان حريص على تحقيق حلم والده، أن يكون ضابط شرطة مشهود له بالكفاءة والخلق.
وتستكمل في حديث سابق لها، فرحنا جميعا لدى تخرج "عمر" وعمله بالأمن المركزي، وكان خوفى عليه لا يتوقف، خاصة بعد اصابته فى إصبعه، وكتفه فى بعض المأموريات ، لكنه كان "راجل بمعنى الكلمة" وبطلا منذ نعومة أظافره حتى استشهاده.
وعن يوم الاستشهاد تقول الأم، يومها كان قلبى حاسس بشىء ما " قلب الأم بقى" حاولت الاتصال به عدة مرات منذ الخامسة فجراً دون التمكن من الوصول اليه، وكان قلبى يحدثنى بشىء ما، لكنى تماسكت، وتصاعدت تكبيرات عيد الفطر المبارك، وذهبت لأداء صلاة العيد، وفوجئت بابنى الثانى يقول لى أنه سيذهب لعمته "يعيد عليها"، وشعرت أن هناك أمراً ما لا يريد يخبرنى به، سألته: فرد "مافيش حاجة يا ست الكل"، مع أن قلب الام لا يكذب أبدا.
تكمل الأم سرد اللحظات الأصعب فى حياتها على الإطلاق، تعودت اتصفح الانترنت من هاتفى المحمول للاطمئنان على حال البلاد والأولاد، لكنى اكتشفت أن الإنترنت غير موجود، ولم أدر أن ابن عم ابنى قطع سلك الإنترنت حتى لا أعرف هذا الخبر ، لكن لم تمر سوى سويعات قليلة وعرفت بالأمر كله، وشعرت وقتها ان الحزن فالق كبدي.