خطف الأمريكيين في «العراق» يثير الكثير من المخاوف الأمنية..بدأت بإختطاف 18 عاملا تركيا من موقع بناء في حي شيعي..الزى العسكرى والسلاح وسيلة خطف الأجانب..و«داعش» يهدف إلى المال بطلب فدية

الثلاثاء، 19 يناير 2016 05:48 م
خطف الأمريكيين في «العراق» يثير الكثير من المخاوف الأمنية..بدأت بإختطاف 18 عاملا تركيا من موقع بناء في حي شيعي..الزى العسكرى والسلاح وسيلة خطف الأجانب..و«داعش» يهدف إلى المال بطلب فدية

عملية خطف ثلاثة أمريكيين من شقة في بغداد يوم السبت الماضي، هي مجرد حلقة في سلسلة من عمليات الخطف البارزة التي تقوض الثقة في قدرة الحكومة العراقية على السيطرة على الميليشيات الشيعية التي زادت قوة ونفوذا في الوقت الذي تقاتل فيه القوات الأمنية جماعة الدولة الإسلامية.

وقال شهود عيان ان رجالا في الزي العسكري نفذوا عملية الخطف في وضح النهار يوم السبت، على مبعدة مائة متر فقط من مركز للشرطة.

وقال محمد جبار (35 عاما) الذي يدير متجرا صغيرا في الشارع الذي يقع فيه المبنى حيث كان الأمريكيون الثلاثة يلبون دعوة مترجمهم العراقي "جاء مسلحون يرتدون زيا عسكريا في خمس أو ست سيارات ذات دفع رباعي ودخلوا المبنى ومن ثم غادروه على الفور تقريبا، بعد بضع ساعات سمعنا ان ثلاثة أجانب خطفوا على يد هؤلاء المسلحين."

خطف الأمريكيون الثلاثة في منطقة الدورة، وهي حي سكني فيه خليط من الشيعة والسنة. لكن مسؤولا في المخابرات العراقية قال للأسوشيتد برس انهم نقلوا الى مدينة الصدر، وهي حي شيعي واسع ذو كثافة سكانية عالية شرقي بغداد وهناك "انقطعت كافة الإتصالات."

وتحدث المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول التحدث للصحفيين.

مشهد مماثل وقع في سبتمبر الماضى، عندما قام رجال ملثمون يرتدون الزي العسكري بخطف 18 عاملا تركيا من موقع بناء في حي شيعي، وأظهر شريط مصور للرهائن الرجال واقفين أمام لافتة تقول "فرق الموت" و"يا حسين" وهو شعار ديني شيعي، وأفرج عن العمال الأتراك في وقت لاحق من الشهر.

وفي ديسمبر الماضي، أغار مسلحون «يقودون سيارات دفع رباعي» على مخيم لصيد الصقور جنوب العراق الذي تقطنه أغلبية شيعية، وخطفوا 26 قطريا كانوا في رحلة صيد هناك.

وقالت وزارة الداخلية العراقية في ذلك الوقت إن عملية الاختطاف كانت "لتحقيق أهداف سياسية وإعلامية"، دون الخوض في تفاصيل.

وذكرت السلطات العراقية في بيان أن الأميركيين الثلاثة اختطفوا من "شقة مشبوهة" دون الخوض في تفاصيل أيضا.

وأكدت السفارة الأميركية أمس الأحد أن "عددا من الأمريكيين فقدوا في العراق"، وذلك بعد أن ذكرت وسائل إعلام محلية أن ثلاثة أمريكيين اختطفوا في بغداد.

ورفض مسؤولون أمريكيون تقديم مزيد من التفاصيل، ولم يذكروا سبب تواجد الأمريكيين المختطفين في العراق.

ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن عملية الخطف.

وشهد العراق عمليات اختطاف من قبل تنظيم الدولة الإسلامية وميليشيات شيعية، وكذلك عصابات إجرامية تطالب بدفع فدية أو موظفين ساخطين يسعون لحل نزاعات في أماكن عملهم.

ويأتي اختطاف الأمريكيين الثلاثة بعد أسبوع من تدهور الوضع الأمني داخل وحول العاصمة العراقية بعد أشهر من الهدوء النسبي.

وقتل صحفيان عراقيان الأسبوع الماضي قرب نقطة تفتيش تابعة للشرطة في محافظة ديالى شمالي بغداد.

وبينما يلقى سياسيون عراقيون باللائمة في عمليات الخطف على "عصابات إجرامية" دائما، قال ناثانيل رابكين، مدير تحرير نشرة "إنسايد ايراكي بوليتيكس" المتخصصة في الشؤون العراقية، إن حجم وتعقيد عمليات الخطف التي تعرض لها أجانب في العراق مؤخرا تشير إلى أن المسؤولين عنها يعملون داخل البلاد وهم يتمتعون ببعض درجات الإفلات من العقاب.

وأضاف "تم اختطاف 26 قطريا في الصحراء، هذا ليس مثل اختطاف أربعة أو خمسة. هذه عملية كبيرة للغاية، يجب أن تكون جماعة منظمة هي التي فعلت ذلك."

وقال رابكين إن الجماعات الوحيدة التي تعمل في العراق ولديها تلك القدرات هي الميليشيات الشيعية القوية في البلاد.

ولعبت الميليشيات الشيعية دورا رئيسيا في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، إذ ملأت الفراغ الذي خلفه انهيار قوات الأمن العراقية في صيف 2014 وأثبتت أنها من بين أكثر القوى المناهضة لتنظيم الدولة فعالية على الأرض في العراق.

وباتت الميليشيات الموالية للحكومة تحظى حاليا باعتراف رسمي وسميت لجان الحشد الشعبي. لكن كثيرين يرجعون جذورها إلى الجماعات المسلحة التي قاتلت القوات الأمريكية بعد غزو 2003 وخطف وقتل السنة في ذروة إراقة الدماء الطائفية عامي 2006 و2007. وتتهمها الجماعات الحقوقية بخطف المدنيين السنة وقتلهم في بعض الحالات منذ أعادت تسليح نفسها في 2014، وهي تهم ينفيها قادة الميليشيات.

وعلى الرغم من أن الميليشيات تقاتل إلى جانب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة، فلا يزال كثيرون مناهضين بشدة للولايات المتحدة. وعندما أعلنت البنتاغون زيادة في أعداد القوات الأمريكية الخاصة في العراق الشهر الماضي، تعهد متحدث باسم أحد هذه الميليشيات بمهاجمتها.

وقال جعفر حسيني، المتحدث باسم كتائب حزب الله العراقية "ستصبح أي قوات أمريكية من هذا القبيل هدفا رئيسيا لجماعتنا. قاتلناها من قبل ونحن على استعداد لاستئناف القتال."

وقال رابكين "أعتقد أن ثمة إحساسا متناميا بأن "رئيس الوزراء (حيدر العبادي) ليس حاكما ولا أي أحد آخر في العراق في حقيقة الأمر يحكم أو في موقع يمكنه من لجم جماح هذه الميليشيات."

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة