الشركات بدأت تقديم عروض خيالية بعد توقف حركة بيع الوحدات

للعام الثاني على التوالي.. «الساحل» بلا أباطرته

الأحد، 09 مايو 2021 01:00 ص
للعام الثاني على التوالي.. «الساحل» بلا أباطرته
مصطفى الجمل

وكأن الطبيعة الكونية لم يعجبها تلك المشاهد التي ملأت منتجعات الساحل الشمالي خلال على الأقل الخمس سنوات الماضية، فأرسلت فيروس كورونا ليغلق تلك المنتجعات إلى أجل غير مسمى، ضاربة موسم الصيف للعام الثاني على التوالي.

الأمر يعود لمنتصف الأسبوع الماضي، عندما أعلنت القرى والمنتجعات السياحية بالساحل الشمالي، غلق الشواطئ وحمامات السباحة الخاصة بها، إلى أجل غير مسمى، بناء على تعليمات الحكومة المصرية، فى ظل الإجراءات التي تتخذها الدولة، لمنع التجمعات والإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا والحد من انتشاره، وأرسلت بعض المنتجعات والقرى السياحية، رسائل sms لعملائها وروادها وملاك الوحدات المصيفية والسياحية، لتعلمهم بالتعليمات الواردة من الجهات المختصة، بإغلاق الشواطئ وحمامات السباحة والبحيرات بشكل كلى، لحين صدور إشعار آخر، وذلك حفاظاً على سلامة الجميع.

رحلات الحج للشريط الساحلي، كانت تبدأ في مثل تلك الأيام أو قبلها بقليل، وشهد العامان اللذان سبقا انتشار جائحة كورونا، العديد من الكوارث في بعض قرى ومنتجعات هذا الشريط، بداية من حفلات غريبة على المجتمع المصري بمختلف طبقاته مروراً بجرائم اغتصاب كشفت فيما بعد وأصبحت قضايا رأي عام، ختاماً بصفقات مريبة كانت تعقد ليلاً على هامش الحفلات التي كانت تقام في ما يسمى بأماكن الـVIP بالساحل الشمالي.

لن نعود إلى الوراء، وقطعاً لن نتمسك كالسلفيين بالربط بين انتشار الجائحة وما كان يقع ببعض أماكن الساحل الشمالي، ولكنها قد تكون نقطة يجب التوقف عندها من قبل المقيمين للحفلات سالفة الذكر والتي كانت تسيء لمصر قبل أي شيء.

أما عن الخسائر، فعلى الرغم أن هذا الشريط يعمل في موسم واحد مدته لا تزيد عن أربعة شهور، وأتت كورونا لتحرم أصحاب الفنادق والشاليهات من هذا الموسم، إلا أن الخسائر لا يمكن وصفها بالكبيرة، فغالب هذا الشريط عبارة عن شاليهات يتم تأجيرها للمصيفين كل حسب مساحته وموقعه، فالأمر هنا لا يكبد صاحب الشاليه مرتبات ولا أجور عاملين ولا أسعار خامات ولا أي شيء من ذلك، ووجود الفنادق على هذا الشريط قد يكون قليلاً جداً، أما متعهدي الحفلات، فهم أيضاً لا ينتقلون للساحل قبل أن يطمأنوا إلى أن جمهورهم ينتظرهم على شوق ونار، فيبدأون في تأجير أو شراء معداتهم ونقلها لهذا الشريط، وطالما أن الأمر معروف مسبقاً فلا خسائر أيضاً لهذا القطاع من غلق الساحل بغض النظر عن الخسائر الواقعة عليهم بشكل عام بسبب انخفاض أعداد الحفلات والتجمعات، وإن كان المشهد يقول بأنهم عوضوا تلك الخسائر في الموجة الثانية التي شهدت تسيباً واستهتاراً من قبل الجميع مواطنين وأصحاب فنادق ومتعهدي حفلات.

الخسارة الأكبر لغلق هذا الشريط الساحلي تكبدها حقيقة العاملون في هذا القطاع، والذين ظلوا جلساء منازلهم طيلة العامين، وبدأوا مرحلة البحث عن مصدر رزق آخر يأكلون منه وينفقون على أسرهم، ولاسيما أن غالبيتهم العظمى من الأقاليم.

غلق شواطئ الساحل الشمالي، أثر بشكل كبير على أسعار الوحدات بالقرى السياحية، فبدأت الشركات في تقديم عروض لم يكن يسمع بها أحد سواء في خفضها لأسعار الوحدات، أو مجموع التسهيلات المقدمة سواء في التقسيط أو التعاقد بدون مقدم، ورفع عدد السنوات المخصصة للتقسيط، حتى وصلت في بعض الأحيان إلى تقديم شركات عروض تقسيط حتى 9 سنوات.

بعد العودة من الغلق حال توقف انتشار جائحة كورونا، ستتجه الأنظار كلها وتبدأ رحلات الحج للعلمين الجديدة، التي يتوقع لها الجميع أن تسحب البساط من باقي قرى الساحل، ولاسيما بعد ما نفذته الدولة من مشروعات هناك جعلت منها مدينة ساحرة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة