خطة طوارئ حكومية لمنع حدوث سيناريو الهند الكارثى
السبت، 08 مايو 2021 10:00 م
غلق المحال والمولات والكافيهات والسينما والمسارح 9 مساء حتى 21 مايو
غلق الشواطئ والمتنزهات والحدائق وحظر إقامة أي فعاليات أو احتفالات
عدم السماح بإقامة صلاة العيد فى الساحات الكبرى والاكتفاء بإقامتها بالمساجد الكبرى
تكثيف حملات التوعية الصحية بالأسواق العامة ومحطات القطارات والقرى
توفير احتياطي استراتيجى من الأكسجين الطبي بالمستشفيات
متابعة دورية لنسبة إشغال الأسرة والرعاية وأجهزة التنفس الصناعي
رفع درجة - الاستعداد القصوي بمنافذ الحجر بالمطارات والمنافذ
توفير أكبر - كمية من اللقاحات المضادة لفيروس "كورونا" والتوسع في مراكز تلقي اللقاح
وضعت الحكومة خطة طوارئ لمنع حدوث سيناريو الهند الكارثى في مصر، والسيطرة بأكبر قدر على أصابات فيروس كورونا، وشملت الخطة الحكومية، جانبين، الأول طويل الأمد، والثانى مرتبط بالتعامل مع اجازة عيد الفطر المبارك، التي ستبدأ الأربعاء القادم، وحتى 16 مايو.
وتضمنت الخطة، حملات التوعية الصحية التي تم تقديمها لأكثر من مليون مواطن بعشر محافظات خلال الاسبوعين الماضيين، والمرور على الأسواق العامة، ومحطات القطارات، والمواصلات العامة، ودور العبادة، وصالونات الحلاقة، والمقاهي، والمحال التجارية، وأماكن التجمعات، بالإضافة إلى المرور على القرى بالتنسيق مع العمد والمشايخ، لتقديم التوعية الصحية للمواطنين بالإجراءات الوقائية والاحترازية لفيروس كورونا المستجد، وتشجيعهم علي زيارة مراكز اللقاح، واتباع الاجراءات الوقائية حتي بعد تلقي اللقاح، فضلاً عن تشجيع مرضي الغسيل الكلوي في العيادات الخارجية ودور المسنين لتلقي اللقاح، وكذا تعريف المواطنين بخدمات الصحة العامة المقدمة من قبل الوزارة، منوهة إلي أنه من المنتظر إطلاق قوافل طبية لإعطاء المواطنين اللقاح امام مكاتب البريد.
واتخذت وزارة التعليم عدة قرارات مهمة خلال الفترة الماضية، حفاظًا على صحة الطلاب بعد تحذيرات وزارة الصحة من الموجة الثالثة لفيروس كورونا، منها إنهاء العام الدراسي بشكل آمن وعادل يحقق تكافؤ الفرص بين الطلاب، حيث أعلنت الوزارة انتهاء السنة الدراسية بعد أن أدى طلاب النقل من الصف الأول الابتدائي حتى الثاني الثانوي امتحان شهر أبريل الماضى، حرصا على صحة وسلامة الطلاب.
فيما قررت وزارة الأوقاف منع إقامة صلاة التهجد في المساجد التابعة لها، تنفيذًا للإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار فيروس كورونا، والاكتفاء بصلاة التراويح وتطبيق التباعد أثناء الصلاة.
وقررت وزارة التنمية المحلية توجيه كافة المحافظات بغلق جميع الحدائق العامة والمتنزهات والشواطئ وأماكن تجمعات المواطنين ومنع إقامة أى تجمعات أو احتفالات أو فعاليات جماهيرية خلال الاعياد والاحتفالات، والتعامل بكل حسم مع المخالفين من أصحاب المقاهي والمولات التجارية التي تخالف قرارات الحكومة الخاصة بتطبيق الاجراءات الاحترازية، حيث أرسلت القرى السياحية رسائل لملاك الشاليهات أنه تقرر إغلاق الشواطئ خلال الاجازات الرسمية والأعياد خاصة عيد الفطر المبارك.
ومن ضمن الخطة الحكومية، التأكد من نسبة الإشغال الحالي في أسرة الداخلي بالمستشفيات والرعاية وأجهزة التنفس الصناعي، وموقف توافر الاكسجين، حيث تم تشكيل لجان داخلية بمديريات الشئون الصحية لمتابعة تأمين تانكات الأكسجين، ووضع ومتابعة وتدشين خطط السلامة المهنية بمستشفيات الفرز والعزل والحميات والصدر داخل المحافظة، بجانب اللجان المشتركة التي تم تشكيلها من قبل المحافظة بالتنسيق مع مديريات الشئون الصحية والجهات المختصة.
وتم رفع درجة الاستعداد القصوي بمنافذ الحجر الصحي فى كل من مطار شرم الدولي، وميناء شرم البحري، وميناء نويبع البحري، ومنفذ طابا البري، وتوفير القوي البشرية المدربة للتعامل بهذه المنافذ، استعداداً لعودة السياحة فى محافظة جنوب سيناء، إلى جانب توفير المستلزمات الطبية والأجهزة اللازمة والتأكد من كفايتها، مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة لمجابهة فيروس كورونا، واتباع التعليمات الخاصة بالدخول من المنافذ، ومنها عدم دخول أي شخص الا بتحليل "PCR"، وفي حالة عدم وجود تحليل يتم اجراء التحليل بالمطار، على أن ينتقل السائح الى الفندق لحين إبلاغه بالنتيجة خلال 12 ساعة، وفى حالة السفر يتم اتباع الإجراءات طبقا لقوانين الدولة المسافر لها السائح.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء أن الدولة المصرية تعمل في كل الاتجاهات، من أجل توفير أكبر كمية من اللقاحات المضادة لفيروس "كورونا"، لافتاً إلى أن هناك دفعات كبيرة يتم تلقيها تباعاً في شهر مايو الجاري، كما يتم التوسع في مراكز تلقي اللقاح، من خلال الجهات المعنية بوزارة الصحة.
من جانبها قالت الدكتور هالة زايد، وزيرة الصحة إنه سيتم توريد 1.7 مليون جرعة في خلال الأسبوع الجارى يلحقها 1.7 مليون جرعة أخرى بنهاية شهر مايو الجارى، إلى جانب لقاح "سينو فارم"، فإنه من المنتظر توريد مليون جرعة على شحنتين خلال الشهر الجارى أيضاَ، فضلاً عن لقاح "سينوفاك"، الذى سيتم توريد 500 ألف جرعة منه خلال هذا الأسبوع، والمقرر أن تبدأ إجراءات التصنيع خلال الفترة القريبة القادمة، وذلك مع بدء توريد ألف و400 لتر مادة خام تكفي لتصنيع 2 مليون جرعة.
وفيما يتعلق بالتعامل مع إجازة العيد، أعلن الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء الإجراءات الحكومية، التي بدأت في تنفيذها من الخميس الماضى، ولمدة أسبوعين وتحديداً حتى 21 مايو، ومنها غلق المحال والمولات والكافيهات والسينما والمسارح في التاسعة مساء، مع السماح باستمرار خدمة الديليفرى، وغلق الشواطئ والمتنزهات والحدائق، بالإضافة إلى حظر إقامة أي فعاليات أو احتفالات.
وحددت الحكومة آلية صلاة العيد، حيث قررت عدم السماح بإقامة صلاة العيد فى الساحات الكبرى والاكتفاء بقرار لجنة إدارة أزمة فيروس كورونا بمجلس الوزراء، على إقامة صلاة العيد فى المساجد الكبرى التى تقام بها صلاة الجمعة وبذات الضوابط التى تقام بها صلاة الجمعة، مع عدم السماح بإقامتها بأى ساحات أو خلافه غير المساجد التى تقام بها صلاة الجمعة، محذرة الأئمة والعاملين فى المساجد، من السماح أو المشاركة فى صلاة التهجد بالمساجد، مؤكدة أنها ستنهى خدمة أى إمام أو عامل تثبت مشاركته أو السماح بصلاة التهجد داخل المسجد، وناشدت المصلين بصلاة التهجد فى المنازل قائلة: "صلوا التهجد فى بيوتكم".
وعادت إصابات فيروس كورونا المستجد للتزايد مرة أخرى، بعد أن كانت منخفضة خلال الشهور الماضية، وشهد المنحنى الوبائي لمصر زيادة تدريجية وتصاعدا مستمرا في أعداد إصابات كورونا منذ مارس الماضي حتى الآن، ما فتح باب الحديث عن دخول مصر في الموجة الثالثة كما حدث في الكثير من دول العالم خاصة الهند التي شهدت ارتفاعاً كبيراً في حالات الإصابة بكورونا، وهي التي حذر الكثيرون منها خلال الفترة الماضية خاصة مع اقتراب عيد الفطر وكثرة التجمعات خلال شهر رمضان والتي تكون بيئة خصبة لانتشار الأمراض.
ورغم تحذيرات الحكومة للمواطنين من خطورة هذه الفترة ومن الموجة الثالثة لفيروس كورونا، وإلزامهم باتخاذ الاجراءات الاحترازية، خاصة بعدما أكدت الأرقام ارتفاع نسبة المصابين بالفيروس مقارنة بالموجة الثانية، إلا أن إحساس المواطنين الزائف بالأمان والاستهانة باتخاذ الإجراءات اللازمة للحافظ على صحتهم أدى إلى ارتفاع حالات الإصابة بكورونا وارتفاع حالات الوفيات أيضا، فهل تقوم الحكومة بالإغلاق مرة أخري للحد من انتشار الإصابات؟.
وكشفت وزيرة الصحة أن معدل الإصابات بكورونا الأسبوعي، سجل ارتفاعا ملحوظًا، خاصة في بعض المحافظات التي ارتفعت نسب الإصابات فيها بصورة جنونية، ولفتت إلى أن هذا تسبب في اتخاذ الحكومة إجراءات استثنائية في بعض المحافظات، مثل محافظة سوهاج، التي تمثلت في تحويل عدد من المستشفيات إلى مستشفيات عزل وفرز بكامل طاقتها، هذا إلى جانب زيادة عدد الأسرة الداخلية والرعاية وأجهزة التنفس بتلك المستشفيات، وكذلك مخارج الأكسجين.
وقال الدكتور كريم مصباح، عضو مجلس نقابة الأطباء، أن هناك حالة من الانتشار السريع لإصابات كورونا داخل مصر، لكن لا يمكننا أن نحكم على ذروة الموجة الثالثة إلا بعد انتهائها، مشيراً إلى أن هناك حالة كبيرة من التصاعد في الإصابات، مضيفًا أنه لا يوجد تغييرات ملحوظة على الفيروس إلا زيادة انتشاره، ولذلك لا يمكن تحديد إذا كانت هذه هي السلالة الهندية أم لا.
وأضاف مصباح في تصريح خاص لـ "صوت الأمة"، أن الفترة القادمة هي فترة صعبة وحاسمة خاصة خلال الـ10 أيام القادمة، ولابد من الرجوع لتطبيق الإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامات وغسل اليدين والحرص على التباعد، ومن يلاحظ ظهور أعراض عليه يقوم بعزل نفسه، خاصة أننا بدأنا نرى حالات للحوامل والأطفال كثيرَا، مضيفَا أن حالة رد الفعل الشعبي لا تتماشى نهائي مع الأزمة الحالية وانتشار الوباء، موضحاً أن فرص الإصابة بالفيروس متساوية عند الجميع، من هم مناعتهم قوية ومن هم مناعتهم ضعيفة، لأنه فيروس ينتقل عن طريق الجهاز التنفسي، مضيفا أن الفيروس لا يشتغل علي الالتهاب الرئوي والانتشار عن طريق الجهاز التنفسي مثل الفيروسات التنفسية، ولكنه يشتغل في الأساس علي تخثر الدم أو الجلطات وهذا يؤدي إلى وفيات مفاجـأة وكثيرة دون وجود أي أعراض، أو أعراض خفيفة.
وأشار مصباح، إلى أننا نحتاج إلى الضغط لتوفير أعداد أكبر من اللقاحات، لأننا حتى الآن لم نقم إلا بتطعيم 150 ألف شخص وهذا عدد قليل جدا، وبهذا المعدل سننتهي من التطعيم خلال 10 سنوات، مضيفا أن البلاد التي قامت بتلقيح أعداد كبيرة من شعوبها مثل ألمانيا وانجلترا والإمارات نجحت في محاصرة المرض وتقليل عدد الوفيات، وعلى العكس هناك بلاد تراخت في التطعيم باللقاحات فدخلت في مرحلة صعبة.
من جانبه قال الدكتور أمجد حداد مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، أن أعداد الإصابات بكورونا في مصر في ازدياد كبير، ما يظهر أن الموجة الثالثة أكثر قوة وخطورة، كما أننا اعتدنا أن ترتفع في المناسبات، وهذا ما ظهر خلال العام الماضي حينما زادت حالات كورونا في شهر رمضان وعقب الأعياد، مضيفا أنه رغم وجود الكثير من الإصابات، لكن الناس لم تلتزم ولا تزال تتواجد في تجمعات مع عدم ارتداء الكمامة".
وأضاف مدير مركز الحساسية والمناعة لـ"صوت الأمة"، أن ارتفاع الاصابات بالمحافظات جاء نتيجة عودة الكثير من المصريين من بلدان تنتشر فيها كورونا لقضاء شهر رمضان والعيد بمصر، دون أن يمكثوا في الحجر الصحي، وبعضهم مصاب بالفيروس، علاوة علي عدم التزام المواطنين بشكل كاف بالإجراءات الاحترازية والوقائية، مضيفا أن هذا العام أسوأ كثيرًا من ناحية تطبيق الإجراءات الاحترازية والتجمعات في رمضان 2021 أكثر بكثير مقارنة برمضان الماضي.
وأوضح حداد، أن سيناريو الهند ليس بعيدا عن مصر، خاصة وأن الهند قبل الدخول في هذا السيناريو السيئ كانت تحتفل بمناسبة دينية لهم، ونحن الآن نمر بعدد من المناسبات الدينية، وهناك ملاحظات عديدة أهمها تراخي المواطنين في اتباع الإجراءات الاحترازية حتى البسيطة منها وهي ارتداء الكمامات والحرص على التباعد الاجتماعي وعدم التواجد في أماكن مزدحمة، مشيراً إلى إمكانية أن تلجأ الحكومة للإغلاق خلال الفترة القادمة مع انتشار الاصابات والدخول في ذروة المرحلة الثالثة من الانتشار الوبائي، ولكن ستكون هذه اخر الخيارات اذا لم يلتزم المواطنين ويحافظوا علي الاجراءات الاحترازية، مضيفا أنه يجب علي المواطنين أن يسارعوا في التسجيل للحصول على لقاح كورونا للوقاية من الإصابة بالفيروس وللحد من انتشار الوباء وحصاره.
فيما أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري للشؤون الصحية والوقائية، أن الحكومة تقوم باجراءات كبيرة لتجنب دخول سلالة فيروس كورونا القادمة من الهند، عن طريق متابعة رحلات الذهاب والعودة في المطارات والموانئ من الهند وإليها، مضيفا إنه لم يتم رصد حتى الآن أي حالات تدل على وجود الفيروس المتحور الهندي في مصر، الذي وصل إلى عدد يتراوح بين 17 و19 دولة حول العالم.
وأضاف، إن هناك توقف لحركة الطيران المباشرة للركاب بين مصر والهند منذ الموجة الأولى لفيروس كورونا المستجد وهناك رحلة جوية واحدة تُسيرها شركة مصر للطيران كل 10 أيام، من القاهرة إلى نيودلهي خاصة بالبضائع المصرية التي تُصدر للهند، أن التعامل يكون عن طريق السفن البحرية والتي تصل إلى الموانئ المصرية، ويجري تشديد الرقابة على كافة السفن.
وأوضح أن مصر دخلت الموجة الثالثة من انتشار فيروس كورونا المستجد، وهناك زيادة في عدد حالات الإصابات والوفيات مقارنة بالأسابيع الماضية، إلا أن الدولة توفر أكبر قدر ممكن من التطعيمات ضد الفيروس، وفي انتظار ملايين الجرعات خلال شهرَي مايو الحإلى ويونيو القادم من الصين وروسيا، مضيفا أن الفترة القادمة هي فترة صعبة وحاسمة، ولا بد من الرجوع لتطبيق الإجراءات الاحترازية.