في تفاصيل «الهجوم على مأمورية الواحات» يوم الجمعة 20 أكتوبر 2017، وراح ضحيتها 16 شهيدا وأصيب آخرون من رجال الشرطة، اعترف المتهم الرئيسى عبد الرحيم محمد عبد الله المسمارى، في القضية رقم 160 عسكرية، برحلة الهروب من قوات الأمن بصحراء الواحات بعد المعركة التى دارت مع الأمن.
يقول الإرهابي المسماري: «بعد ما استقرينا فى منطقة جبيلة وغطينا السيارات بغطاء لون الرمال، الطيران مكشفناش، فقررنا نطول فى المكان ده، قعدنا يوم كنا مرهقين جدا من العملية والسفر والتنقل كل شوية، وفضل وضعنا كما هو، وشوية أخوة يرابطوا لمراقبة المكان، و«حسن» مع الضابط «الحايس» بياكلوا مع بعض، والأفراد الأخرى بتبدل مع بعض وردية الرباط، وقبل المغرب لقينا عربية جيب عدت من جنبنا بالظبط، أول مرة ماشفتناش خدت الطريق معاكس ومشيت بسرعة، وبليل لقينا «الأباتشى» جت فى المكان، عرفنا إنها تبع الأمن فتحركنا من المكان بعد ما الطيارة مشيت لمكان قريب على مسافة 10 كيلو مترات تقريبا فى ساعتين».
ويواصل الإرهابى المسمارى، قصة الهروب: «بعد شوية لقينا طيارة عرفنا إن القصاصين تبع الأمن، واتحركنا مشينا لمدة 5 أيام فى الاتجاه الجنوبى الغربى، متجهين ناحية قرية «الباويطى»، واستقرينا فى منطقة صحراوية قريبة منها علشان نعمل صيانة للعربيات بتاعتنا، لمدة يومين 25 و26 أكتوبر 2017، واتحركنا بعد ما صلحنا العربية للقرية علشان نشوف وسائل دعم، خاصة البنزين والماء، ومشينا لمدة يوم وصلنا بالقرب من مدينة «الباويطى» على بعد 40 كيلو، واستقرينا فى المنطقة يومين وفى اليوم الثالث حاولنا نمحى أثر العربيات بتاعتنا، علشان القصاصين ومشينا فى مدق عربيات علشان نخفى أثرنا لحد ما طلع علينا يوم 31 أكتوبر 2017 قعدين فى منطقة جبلية ربطنا فوق التبة الجبلية العليا».
وتابع المسمارى: «تانى يوم الصبح الساعة 9 ونص، لاحظ أحد الإخوة أثناء رباطه قدوم 4 عربيات جيب، وناس نزلت من العربيات وبتبص على الأثر، فعرفنا إن الناس دى بدو ومعهم أمن وبيبحثوا علينا، فانسحبنا من المكان مباشرة عكس اتجاه قدوم العربيات، ومشينا مسافة 3 كيلو وسمعنا صوت طيارة استطلاع بدون طيار ومشينا 3 كيلو كمان، وفجأة كل العربيات انفجرت بسبب العبوات اللى موجودة، وطلعنا نجرى كلنا من القصف 9 أشخاص بالشيخ حاتم، أصيب واحد بس مننا، فنسينا الضابط «الحايس» وخدنا سلاح بس كلاشنكوف»، وأنا كان معايا الذخيرة وقنبلة “f1”، واللى كان ماسك «الآر بى جى»، وكان القصف ده الساعة 11 ونص صباحا، وعلى غروب الشمس بعد ما اتحركنا كنا بنجرى فى طابور ورا بعض فى الجبال، لحد ما دخل علينا المغرب كان آخر ناس فى الصف هما الشيخ حاتم وأخ تانى أحمد المصرى، وقفوا يريحوا ورا تبة كبيرة فعادت طيارة ورمت صاروخ فمات الاثنين».
وأضاف الإرهابى: «بعد موت الشيخ حاتم وأحمد المصرى، بقينا 7 بس فضلنا نجرى ورا بعض فى صف ناحية الجنوب، وعلى الساعة 9 بليل حصل قصف علينا مات مننا 6، وأنا الوحيد اللى نجيت فالحركة كانت بالنسبة ليا أسهل، فتمكنت من الوصول لمنطقة زراعية، وكلمت حد فى ليبيا عشان يخرجونى من هنا، فسألونى عن اسمى ومين قتل فى واقعة يوم 20 أكتوبر 2017 من الإخوة، فقولت لهم على كل حاجة، لحد ما اطمئنوا وعرفتهم إنى موجود فى الجامع بمنطقة «المناحم» وهستناهم بكرة فى المسجد على صلاة العشاء، واتفقوا معاية إنهم هيبعتوا لى واحد اسمه الحركى «خالد»، والمفروض كنت هتواصل معاه عشان ينقلنى من المكان ده، وتليفونى كان 0% لحد ما فصل، فروحت نمت فى حتة أرض زراعية، واصحى بليل فروحت أودى تليفونى يشحن فى محل مواد غذائية، وروحت الجامع علشان أخش الحمام، وطلعت قعدت جنب الجامع عدى عليا الراجل صاحب المحل، وقالى إنه بيشحنلى التليفون، وبعد كده رجع تانى مسكنى من إيدى اليمين وقاللى عاوزك، أنت تبع مين وجاى لمين، قولت له يا عم سيبنى لقيت الناس مسكتنى وواحد طلع مسدس وهددنى بيه، وبلغوا الشرطة واحتجزونى لحد ما الشرطة جت وخدتنى».
وكشف الإرهابى عبدالرحيم المسمارى، خلال استجوابه من النيابة العامة، عن مواقف حدثت خلال رحلة الجماعة الإرهابية، من بينها تخلى عضوين عنهم بعد يوم واحد فقط من دخولهم صحراء مصر، نظرا لعدم تحملهم الطبيعة الصحراوية تاركين الجماعة وفارين بالهروب من جحيم الإرهاب.
كما أكد المسمارى أن والد الإرهابى «بوكة» حضر لرؤية نجله فى الصحراء للاطمئنان عليه، إلا أنه وبعد رؤيتنا مسلحين أصابه الخوف والرعب من نجله.
وأشار المسمارى إلى أن مسؤول الدعم اللوجستى «إبراهيم بعرة» أصر على تناول العشاء مع الجماعة بالصحراء، وهو ما وافق عليه الشيخ حاتم وقام بتنظيم وليمة لأفراد الجماعة ومسؤول الدعم اللوجسيتى، موضحا أن الشيخ حاتم خلال معركة الواحات كان ينادى فى الجنود «مسبتوش الجيش وهربتوا ليه اهرب يا بنى منك ليه».
وأفصح المسمارى عن سبب خطف النقيب «محمد الحايس» وهو لمساومة الأمن على الإفراج عن أهل الإرهابى «بوكة» بعد القبض عليهم، مؤكدا أن الإرهابى «الشيخ حاتم» خرج من المعسكر بمنطقة الواحات 3 مرات ليلا، وأحضر عدة مؤن ومياه وبنزين، كما كان يحمل حقيبة كبيرة مليئة بالأموال المصرية لا يعرف عددها إلا هو فقط، مستطردا: «شنطة الفلوس دى كانت معاه من وإحنا فى ليبيا، معرفش مين إدهاله بس كانت كتير جدا».