تعددت النماذج التى قهرت إعاقتها، وظروفها الصعبة، وفعلت المستحيل، بمحافظة كفر الشيخ، وتظل أسرة أسماء مصطفى قاهرة التوحد، لتصبح بطلة كاراتيه وشيف المستقبل، لتجيد إعداد الكثير من الأطعمة والمأكولات والحلويات وهى ابنة الــ 9 سنوات، نموذجاً فريداً تحدى الظروف، والرضى بالقضاء والقدر، والسعى نحو غد أفضل، فلم تستسلم لاضطرابها، وبمساعدة أسرتها خرجت من بلورتها الزجاجية وانعزالها، لتقول للمجتمع نحن بالحب نستطيع.
اسماء بالمطبخ تعد الاطعمة
قالت نجلاء إبراهيم نصر، معلم أول لغة عربية، والدة أسماء مصطفى، ولدت طفلتها طبيعية لكن حتى عمر السنتين، لم تكن تبتسم لأحد، لا تنتبه لأحد، ولم تنطق بحرف واحد، وفى عمر الثلاث سنوات ازداد الأمر سوءا، وازدادت عصبيتها وصراخها، وبكاء متواصل وعدم النوم ليلا، ولم تتكلم حتى عمر الخامسة، وكانت تسير على أطراف أصابعها بحركاتها النمطية والتكرارية، لا تنتبه لأى شىء، لا تعرف اسمها ولا تعرف شيئا عن العالم من حولها، لا تدرك الخطر، وتخاف من كل شىء.
اسماء بطلة الكراتيه
وأضافت والدة أسماء، بعد مراجعة أكثر من طبيب أكد الجميع أنه أوتيزم، فبحثت عن معنى أوتيزم، بعدما وجدت حالة ابنتها تزداد سوءا مع أخذ الأدوية، ولكن أدركت فيما بعد أن هذه الأدوية هى فقط مهدئات، وأنه ليس علاج لحالتها، فبدأت رحلة الألف ميل عندما بحثت بالإنترنت عن معنى أوتيزم، لتجد منشورات وعدة مقالات وكتب عن التوحد، فهرولت بين الصفحات تبحث عن العلاج، لتجد سطرين اضطراب نمائى لا علاج دوائى له.
اسماء تجيد طهي الاطعمة
وقالت نجلاء نصر، أصبت بحالة من الانكسار والضعف والاكتئاب والحزن اللامتناهى، كانت تنظر لابنتها وتقول كيف تتواصل معها، وكيف تتفاهم معها وقلبها ينفطر عن ابنتها التى تعيش فى عالم منعزلة عن العالم.
اسماء تطهي الاطعمة
وأضافت والدة أسماء، أحيانا كنت أرسم بسمة على وجه ابنتى الذى لا يبتسم أبدا كأنه بحر راكد الماء لا حركة فيه ولا حياة ولا أمواج، متسائلة هل ستظل ابنتى تصرخ ليلا ونهار؟، وهل ستظل لا تعلم من هى ومن نحن؟، هل ستظل لا تدرك المخاطر؟ وستظل تخلع ملابسها وترميها؟، تساؤلات عدة تدور فى خاطرها لا تجد لها إجابة.
بسبوسه من عمل وصناعة اسماء مصطفى
وقالت والدة أسماء، خلال تلك الرحلة الشاقة عبر أيام وشهور وسنوات تمر ثقيلة، بدأت تتنقل من مركز لآخر بحثا عن تطور لحالة ابنتها، فقابلت من بخل بعلمه عنها، وثالث مد لهم يد العون ودعمهم وساعدهم، فتعلمت من أجل ابنتها، ودرست التخاطب وصعوبات التعلم، وحضرت كورسات عن تنمية المهارات، وحضرت ورش عمل عن التكامل الحسى، وكورسات عن علم تحليل السلوك التطبيقى aba،وبفضل من الله وتوفيقه أصبحت أخصائية ابنتها.
جانب من ادائها
وأضافت نجلاء نصر، بفضل الله، تبدلت حالة ابنتها وهى الآن بالصف الثالث الابتدائى متفوقة ومحبوبة من معلماتها وصديقاتها، ولاعبة كاراتيه، وحصلت على المركز الأول فى بطولة براعم الاتحاد المصرى فرع كفر الشيخ، مقدمة الشكر لكل من ساعد ابنتها فى تبدل حالتها.
وقالت والدة أسماء، تبدلت حالة أسرتنا فبعد أن قاست خلال سنوات 7 من عدم التواصل مع ابنتها أصبحا أكثر تلاحما وتفاهماً وتعلمت ابنتها خلال مرافقتها فى كل ما تقوم به من أعمال، فتحولت تلك الطفلة الصغيرة خلال أقل من عامين لشيف يجيد طهى الأطعمة المتعددة، لتشارك ابنتها فى مسابقة الشيف الصغير، وتفوز بتلك المسابقة.
وأضافت والدة أسماء، من الله على ابنتها بحفظ عدد من السور من كتاب الله، وكرمتها وزارة الأوقاف تحت رعاية الدكتور مصطفى أبو العمايم، وأجادت ابنتها الإنشاد الدينى تمدح رسولنا الكريم، وتعددت مواهب ابنتها التى تحدت إصابتها بالتوحد، فأجادت الرسم مبدعة فى تنسيق الألوان باحتراف.
اسماء مصطفى طفلة تتحول لافضل شيف
وقال مصطفى يسر العزب، معلم أول علوم، والد أسماء مصطفى، أن ابنته استطاعت أن تحارب اضطرابها وتحاول، وأحيانا نسقط ثم نقف ونبدأ من جديد، فأسماء بطلة قصتها، واستحقت عن جدارة لقب المبدعة الصغيرة قاهرة التوحد، فبالصبر والحب والتقبل نحن نستطيع، وكأنها تقول نحن مختلفون مبدعون فتقبلونا وادعمونا كما نحن، مؤكدة أنها يريد أن تنتشر قصة ابنتها لهدف واحد، ألا تيأس الأسر عندما يصاب أحد من أفراد أسرتهم بمرض، فالمحاولات والرضا بالقضاء والقدر، والمحاولات المستمرة وعدم اليأس تتبدل الأحوال، فإصابة ابنته عبر تلك السنوات كان دافعا منها ومنهم على تحدى المستحيل لتتحول للنقيض تماماً.
حلويات من صناعة اسماء مصطفى