في الذكرى الـ48 لملحمة العاشر من رمضان.. لماذا اختفت الجريمة وقت الحرب؟

الخميس، 22 أبريل 2021 02:00 م
في الذكرى الـ48 لملحمة العاشر من رمضان.. لماذا اختفت الجريمة وقت الحرب؟
الأسرى الإسرائيليين وقت حرب السادس من أكتوبر

تهل علينا غدا الجمعة، ذكرى انتصار حرب العاشر من رمضان، أو أكتوبر المجيد، والتي استطاع خلالها الجيش المصري، تحطيم أسطورة الجيش الذي لايقهر، وتمكن من تدمير خط بارليف وعبور قناة السويس، وتلقين العدو ضربة ودرسا قاسيا على أيدي الجنود المصريين، وتبدأ الاحتفالات غدا الجمعة، وتستمر حتى نهاية الشهر.

وفي السطور التالية، يستعرض «صوت الأمة» حال الجريمة خلال وقت الحرب، وهل استغل أربابها ماتمر به البلاد لزيادة نشاطهم أم لا؟.

بالنظر إلى معدلات الجريمة في الأوقات العادية، ووقت الحرب، نجد أن الظروف الصعبة دائما ماتجمع الناس والشعوب بكل توجهاتها في اتجاه تحقيق الهدف الجمعي لهم، دون النظر إلى أي مغريات أخرى، وهو ماحدث بالفعل في حرب السادس من أكتوبر عام 1973م، حيث اختفت الجريمة من الشوارع المصرية ليتأكد حقيقة المثل المصري الشعبي «معادن الناس تظهر وقت الشدة».

وذكرت سجلات الأمن العام والأجهزة الأمنية في فترة حرب السادس من أكتوبر أن مؤشرات تراجعت خلال وقت الحرب، بل أنها كادت أن تصل إلى الصفر في الجرائم الجنائية، خاصة في الثلاث أيام الأولى للحرب، كما أنه بالرجوع إلى الإحصائيات الرسمية فإنه خلال حرب أكتوبر تميزت بأنها تميزت بعدة سمات أبرزها أن الجنايات الكبرى في الفترة التي بدأت من ‏6‏ وحتى يوم ‏21 ‏ أكتوبر قد انخفضت عن مثيلتها في العام السابق من ‏95‏ جناية عام ‏1972 ‏ إلى ‏71‏ جناية في أيام الحرب وبنسبة كبيرة هي ‏26%، وطبقاَ للتسجيلات فقد تراجعت أرقام جنايات السرقة الكبرى‏ من ‏11‏ جناية في الفترة نفسها من العام السابق إلى ‏7 ‏جنايات وبنسبة ‏ 40% - حسب سجلات الأمن العام .

فيما انخفضت جرائم السرقة الصغيرة انخفاضا يزيد عن ‏ 35 %‏ في ذات المدة، وفيما يتعلق بجرائم النشل اليومية فقد سجلت انخفاضا يزيد على ‏ 45 %‏ عما كانت عليه قبل الحرب‏، وخلال اليوم الثاني للقتال وهو يوم ‏7‏ أكتوبر خلت مدينة القاهرة من جرائم النشل، وبالنسبة لجرائم القتل فانخفضت أرقام جرائم القتل والشروع فيه خلال هذه الفترة بنسبة ‏25%‏ عن معدلها في العام الذي سبق الحرب‏.

بينما ذكرت السجلات الأمن العام في ذلك التوقيت تسجيل ‏63‏ محضر جناية قتل وشروع فيه مقابل ‏82‏ جناية في عام ‏1972، ومن خلال بيانات وزارة الداخلية حينها فإن الجرائم السياسية والجنائية قد اختفت مع الطلقة الأولى لحرب أكتوبر، حيث أن وزارة الداخلية وقتها لم تتلق أية اخطارات أو بلاغات تمثل مصدر خطورة.

ولعل السبب في ذلك هو انضمام أرباب الجرائم إلى حركات المقاومة ومساندة باقي أبناء الشعب المصري في كسح العدوان والتخلص من أثار نكسة 1967، التي آلمت الشعب المصري بأكمله، كما أن الخارجون عن القانون قاموا بتشكيل مجموعات لمقاومة العدو، تسببت في تكبيده خسائر فادحة كونهم اعتمدوا على أسلوب حرب الشوارع الذي تسبب في سقوط العديد من جنود العدو.

كما لعبت الحالة النفسية، والعوامل الاجتماعية لدى المواطنين دورا هاما في تراجع معدلات الجريمة خلال وقت الحرب، بالإضافة إلى الشعور بالحس الوطني وتغييب المصلحة الشخصية وتجميد الخلافات، وتكاتف أبناء الوطن كافة لمواجهة العدو، وغيرها من الأسباب المتعلقة بالدفاع عن الأرض والشرف ونتج عنها حماية الجميع للوطن بمختلف طوائفهم.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق