دول أمريكا اللاتينية بين الإغلاق والفتح بسبب كورونا.. البرازيل تخفف الإجراءات
الثلاثاء، 20 أبريل 2021 05:00 م
تقف دول أمريكا اللاتينية مشتته بين تجربة الإغلاق الكامل أو الفتح وتقليل القيود فى ظل انتشار فيروس كورونا المستجد السريع فحرصت اوروجواي وكولومبيا على الاستمرار فى الاغلاق وتشديد الإجراءات بينما تسعي البرازيل وفنزويلا إلى إعادة الحياة لطبيعتها وتقليل الإجراءات
وتحرص كولومبيا على تطبيق أقوي الإجراءات في. أمريكا لمنع تفاقم الإصابات وتحسين مستويات الخدمة فى المستشفيات ، فأعلن الرئيس إيفان دوكى عن الإجراءات التى ستتخذها المدن والأقسام اعتمادا على نسبة إشغال المستشفيات لأسرة العناية المركزة، دخلت هذه الاعتبارات حيز التنفيذ فى 5 أبريل، استجابة للزيادة فى الحالات الإيجابية بعد عيد الفصح، وفرضت السلطات 18 أبريل، قيودًا على التنقل ليلًا، فى حين ستلتقى البلديات الأخرى بمناطق عامة.
وأعلنت حظر التجول فى ميديلين، حيث دخلت عاصمة أنتيوكيا فى حظر تجول مستمر منذ ليلة الخميس الماضى 15 أبريل، وبلغت نسبة إشغال أسرة العناية المركزة فى مدينة بارانكويلا 86%، ولهذا السبب دخلت العاصمة وجميع بلديات مقاطعة أتلانتيكو فى حظر تجول مستمر اعتبارا من الساعة السادسة مساءً (6:00 مساءً) يوم الجمعة 16 أبريل.
ونفس الأمر فى أوروجواي حيث تقدم مجلس الشيوخ بإصلاح قانون العقوبات لمعاقبة الأشخاص الذين لا يمتثلون للوائح الصحية وتنتهك الحجر الصحى المفروض فى البلاد، بالسجن لمدة تصل إلى عامين، وذلك فى خضم أزمة صحية عميقة، وهو أسوأ وقت مر بأوروجواى منذ بداية وباء كورونا.
ويتم الترويج للمشروع التشريعى مع زيادة حادة فى حالات الإصابة بفيروس كورونا، والتى وصلت هذا الأسبوع إلى أكثر من 160 ألف مع ما يقرب من 2000 حالة وفاة، بينما بلغ متوسط عدد الوفيات فى البلاد فى آخر 14 يومًا 50 حالة وفاة يوميًا، وبلغت ذروتها 79 حالة وفاة يوم الخميس الماضى، ويبلغ إجمالى إشغال أسرة العناية المركزة حاليًا 73%.
المبادرة، التى تمت الموافقة عليها فى اللجان والتى ستتم مناقشتها غدا الثلاثاء، تبرر الحد الأقصى للعقوبة "عندما يتم إعلان الحدث حالة طوارئ صحية".
أحد المروجين الرئيسيين لهذا الإجراء هو المدعى العام، خورخى دياز، الذى أثار فى بداية الوباء الحاجة إلى تعديل جريمة الإضرار بالتدابير الصحية. والهدف هو تحويلها إلى "جريمة خطرة" لتمكين السلطة القضائية من توجيه اتهامات جنائية لكل من يخالف الحجر الصحى فى إطار الطوارئ الصحية.
أما الارجنتين تعاني من انقسام داخلى حول إجراءات كورونا، حيث أن الرئيس الأرجنتينى ألبرتو فيرنانديز قرر تشديد القيود وإغلاق المدارس بداية من اليوم الاثنين، إلا أن المحكمة الأرجنتينية أصدرت قرار يقضى بفتحه.
فيما أعلن الرئيس تقييد الحركة من الساعة الثامنة مساءا وحتى السادسة صباحا، كما علق جميع الأنشطة الترفيهية والاجتماعية والرياضية، فضلا عن إغلاق المطاعم فى الليل والاعتماد على التوصيل للمنازل.
وقضت محكمة فى مدينة بوينس آيرس، بإعادة الدراسة فى المدارس فى العاصمة الأرجنتينية، والذى جاء بموجب مرسوم رئاسى لوقف عدوى كورونا، عندما تقترب البلاد من 60 ألف حالة وفاة.
وأشارت صحيفة "باخينا 12" الأرجنتينية، إلى أن الحكم جاء ردًا على استئنافين من منظمات الآباء وبدعم من رئيس البلدية المعارض للحكومة الوطنية، هوراسيو رودريجيز لاريتا، الذى رفع القضية أمام المحكمة العليا الجمعة الماضية، على الرغم من أن هذه المحكمة لم يتم النظر فيها بعد.
استجابة لحكم المحكمة، أعلنت نقابات المعلمين والأساتذة إضرابًا يبدأ يوم الاثنين، عندما كان من المقرر أن تبدأ الفصول الدراسية عن بعد.
وكان السبت الماضى شهد احتجاجات للمعارضة للمطالبة بعدم مقاطعة الدروس وجهًا لوجه، بينما كانت هناك دعوات لـ "العناق" فى مدارس بوينس آيرس الخاصة يوم الاثنين.
وقال وزير العدل مارتن سوريا على تويتر ""المدعى العام والقضاة وحكومة المدينة يجب أن يكونوا مسؤولين عن العواقب الصحية لهذا الإجراء"، مضيفا "يعتزم إجراء صحى للحكومة الوطنية أن يتم تعليقه من قبل عدالة بوينس آيرس، وهى سلطة قضائية محلية، ومن الواضح أنها غير مؤهلة لحل القضايا الفيدرالية. هذا القرار القانونى لديه تفسير واحد فقط وهو سياسي".
أعلن الرئيس ألبرتو فرنانديز الأسبوع الماضى تعليق الدروس وجهًا لوجه من اليوم الاثنين ولمدة أسبوعين فى منطقة العاصمة بوينيس آيريس والمنطقة المحيطة، حيث يعيش 45 مليون أرجنتينى، من بين تدابير صحية آخرى منها حظر التجول.
ونمت العدوى بشكل كبير فى الأسابيع الأخيرة بينما غرف العناية المركزة 74.3% من سعتها، وسجلت البلاد أمس الأحد 19119 إصابة جديدة فى الـ 24 ساعة الماضية لتصل إلى إجمالى 2.69 مليون حالة و59228 حالة وفاة بسبب كوفيد -19.
وفي البرازيل أعادت ولاية ساو باولو، الأكثر اكتظاظًا بالسكان وتأثرًا بفيروس كورونا فى البرازيل، فتح كنائسها ومحلاتها التجارية بعد أكثر من شهر من القيود، على الرغم من الوباء الذى لا يزال يتسارع. فى المنطقة وفى جميع أنحاء البلاد.
وتعتبر إعادة الافتتاح هذه هى بداية خفض التصعيد الذى سيستمر الأسبوع المقبل والذى يهدف إلى دعم النشاط الاقتصادى والاجتماعى، الذى توقف جزئيًا منذ 6 مارس الماضى فى ولاية هى القلب الصناعى للبرازيل وتمثل 30% من الناتج المحلى الإجمالى.
وفقًا لخطة إعادة الافتتاح التى تتصورها السلطات، والتى تخضع لتقييم دائم للوضع، سيستمر حظر التجول الليلى بين الساعة 8 مساءً و5 صباحًا وستظل المطاعم ومصففى الشعر والصالات الرياضية مغلقة على الأقل حتى 24 أبريل المقبل.
تم اتخاذ قرار تخفيف القيود على الرغم من حقيقة أن الوباء لا يفسح المجال وأن كل البرازيل تمر بأسوأ مراحلها منذ اكتشاف الحالة الأولى فى البلاد، فى 26 فبراير من العام الماضى وبالتحديد فى مدينة ساو باولو.
تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن البرازيل، الدولة الأكثر تضررًا فى العالم إلى جانب الولايات المتحدة والمكسيك والهند، تراكمت بالفعل ما يقرب من 372 ألف حالة وفاة وحوالى 14 مليون إصابة بفيروس كوفيد -19.
لكن الوضع ساء فى الأسابيع الأخيرة، بما فى ذلك بسبب تداول أنواع جديدة وشديدة من فيروس كورونا فى جميع أنحاء الأراضى الوطنية، الأمر الذى جعل المستشفيات على شفا الانهيار، وسط نقص متزايد فى الأدوية واللقاحات.
فى الواقع، يتوقع المختصون أنه فى الأسابيع المقبلة، ستتجاوز البرازيل 400 ألف حالة وفاة منذ بداية الوباء، وبالتالى ستتضاعف فى الأشهر الأولى من عام 2021، حيث تم تسجيل 194949 حالة وفاة فى عام 2020 بأكمله بعد تأكيد أول حالة وفاة فى 12 مارس الماضي. العام، أيضًا فى ساو باولو.
اعترفت سلطات ساو باولو بأن التراجع، الذى يعتبره العديد من المتخصصين الصحيين متسرعًا، يرجع جزئيًا إلى الضغط الذى تفرضه مجموعات التجار وكذلك إلى البطالة المتزايدة، والتى تبلغ حوالى 14% فى البرازيل.
فى الأسبوع نفسه، حذرت الرابطة البرازيلية لمراكز التسوق (Abrasce)، التى تضم أصحاب 601 مركزًا للتسوق الموجودة فى البلاد، من خطط التسريح الجماعى للعمال فى حالة استمرار القيود المفروضة على عملياتهم، والتى كانت حتى الآن أكثر صرامة فى ولاية ساو باولو.
وفقًا لأبراس، إذا لم يتم إيقاف عمليات الإغلاق، فإن حوالى 60 ألف سيفقدون وظائفهم خلال "الأسابيع القليلة المقبلة" فى هذا القطاع ومع انتشار أكبر فى ولاية ساو باولو، حيث يعمل ما يقرب من 30% من مراكز التسوق فى البلاد..
وتتبع فنزويلا حالة من المرونة لمدة أسبوع، حيث أعلن الرئيس نيكولاس مادورو، أن فنزويلا ستختبر أسبوعا جديدًا من المرونة. اتخذ نيكولاس مادورو القرار الأحد الماضى بعد أن خضع لحجر صحى أكثر تشددًا وصرامة لمدة أسبوعين. تم اتخاذ هذا القرار لاستعادة نشاط اجتماعى واقتصادى معين فى خضم جائحة كورونا.