أعلن الجيش التشادي مقتل الرئيس إدريس ديبي ايتنو متأثرا بإصابته خلال معارك على الجبهة ضد المتمردين في شمال البلاد، وذلك غداة إظهار نتائج الانتخابات الرئاسية الأولية فوزه بولاية سادسة وحصوله على 79.3% من الأصوات.
وقال المتحدث الجنرال عزم برماندوا أغونا، في بيان تُلي عبر تلفزيون تشاد، إن "رئيس الجمهورية لفظ أنفاسه الأخيرة مدافعا عن وحدة وسلامة الأراضي في ساحة المعركة".
وأضاف: "نعلن ببالغ الأسى للشعب التشادي نبأ وفاة ماريشال تشاد". كما أعلن الجيش التشادي الاستعداد لإجراء "انتخابات رئاسية شفافة" وإغلاق الحدود البرية.
وقبل ساعات من مقتله أظهرت النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة فى تشاد أن إدريس ديبى، فاز بولاية سادسة فى الانتخابات التى جرت فى الـ 11 من أبريل الجاري وبلغت فيها نسبة المشاركة 64.81 %، أى ما يعادل أربعة ملايين و618 ألفا و733 صوتًا بحسب صحيفة الوحدة التشادية.
وحل رئيس الوزراء السابق ألبير باهيمي باداكيه في المرتبة الثانية مع 10,32%. وأتت المرأة الأولى التي تترشح إلى الانتخابات الرئاسية في تاريخ تشاد في المرتبة لثالثة بحصولها على 3,16% من الأصوات.
وأضافت صحيفة الوحدة أن الاستحقاق الرئاسى جرى فى البلاد تزامنا مع تصعيد جديد بين الحكومة والجماعات المسلحة، حيث قامت "جبهة التغيير والوفاق" المتمردة المتمركزة على الحدود الشمالية بشق طريقها جنوبا بعد مهاجمة نقطة حدودية يوم الانتخابات ودعوتها إلى إنهاء رئاسة ديبى.
من هو إدريس ديبى؟
تربع إدريس ديبي منذ 31 سنة على قمة السلطة، حيث وصل إلى سدة الحكم في جمهورية تشاد عام 1990 ( من 1990 حتى الآن انتخب سنوات 1996 و2001 و2006 و2011 و2016 و2021)، ويعد أحد أطول الزعماء حكما فى أفريقيا وحليف للقوى الغربية فى القتال ضد المتشددين الإسلاميين فى غرب ووسط القارة.
وكان الراحل سياسي - عسكري ولد في 18 يونيو من العام 1952، وينتمي إلى قبيلة "الزغاوة" الممتدة بين تشاد والسودان، وهو ابن لراعٍ التحق باكراً في سلك الجيش، وجرى تأهيله العسكري على أيدي ضباط فرنسيين.
منحته الجمعية الوطنية التشادية يوم 11 أغسطس من العام الماضي رتبة مارشال، وبهذه المناسبة صدر مرسوم رئاسي يحدد تفاصيل الثياب في المناسبات المتعددة التي سيرتديها، كما واجه حركات تمرد متكررة في الصحراء الشمالية، ويتعامل أيضا مع استياء شعبي متزايد على إدارته للثروة النفطية.
أصبح قائداً لهليكوبتر عسكرية عند نهاية السبعينات، والتحق بالمدرسة الحربية بباريس في العام 1985، ولعب دوراً في محاربة قوات الرئيس الليبي السابق العقيد معمر القذافي بداية الثمانينات، تم تعينه قائداً للمنطقة العسكرية الشمالية.وفي عام 2018 وافق البرلمان التشادى على دستور جديد يسمح له بالبقاء في السلطة حتى 2033.
وكان أجرى خبراء من مؤسسة حماية القيم الوطنية التي يرأسها عالم الإجتماع الروسي مكسيم شوغالي، دراسات استقصائية حول الأوضاع السياسية في العديد من الدول القارة الأفريقية وكان من بينها جمهورية تشاد، الدولة المصنفة حسب التصنيف الدولي كواحدة من أفقر البلدان في العالم والتي يبلغ عدد سكانها 16.8 مليون نسمة.
وبناءً على نتائج استطلاع الرأي العام في تشاد قال مكسيم شوغالي إن الرئيس الحالي للبلاد إدريس ديبي، لديه كل الفرص للفوز في الجولة الأولى من سباق الرئاسيات.
وبحسب المؤسسة فإن شعب جمهورية تشاد يعتبر أن الرئيس الحالي شخصية موثوقة، قادرة حقًا على الدفاع عن مصالح بلد لا تزال فيه السياسة الاستعمارية الفرنسية قوية، وهذا هو السبب الرئيسي لعدم استقرار الوضع السياسي الداخلي في البلاد، كما هو الحال في معظم البلدان الإفريقية الناطقة باللغة الفرنسية والتي تنتمي إلى فرنسا، حيث تمتلك هذه الأخيرة الحق الأساسي في استخراج الموارد الطبيعية من مستعمراتها السابقة، ولايحق للأفارقة بيع هذه الثروات إلى بلدان اخرى، ولا يمكن أن يتم هذا إلا بإذن من فرنسا.