تحدى كبير يخوضه الفنان أحمد عز مع تجسيد شخصية "سيف العربى" بأحداث مسلسل "هجمة مرتدة" الذى يقوم ببطولته هو والفنانة هند صبرى، إلا أنه أثبت منذ اللحظة الأولى لظهوره ضمن أحداث العمل أنه سيترك بصمة كبيرة تضاف لرصيده الملىء بأعمال وأدوار مميزة بفضل ما يتمتع به من موهبة كبيرة.
وذلك بعدما بدا مستغلاً كل أدواته فى تجسيد الدور كلما ظهر على الشاشة، سواء بما يمتاز به من خفة الدم حينما تسمح له المشاهد، أو تقديم الدراما كما يجب أن تكون حينما يستلزم الأمر مع مشاهد عديدة تحتاج لممثل من العيار الثقيل ليتمكن من تقديم المعادلة الصعبة، مع دور حافل بالعديد من التحديات فى المشهد الواحد.
فأحمد عز ومع شهرته بتقديم الافيهات فى أحلك الظروف لم يتخلى عن سمته المميزة ليضيف لمسته الخاصة على الدور مثلما حصل مع مشهد جاد للغاية مع مقابلته للضابط "أكرم" نضال الشافعى على الحدود السورية العراقية ليرد عليه فور سؤاله عما فعل بالمهام الموكلة اليه : "أكيد هو انت باعت عفاف يا فاندم".
وفى حواره مع زميله بالمهمة فى العراق قبل استشهاده ورغم جدية الحوار إلا أنه يقول له "ما تخافش الشهادة ما بتلمش"، وبنفس الكادر والمشاهد يتحول عز بسرعة شديدة من خفة الدم ببساطة إلى قمة التمثيل والدراما مثلما تجلى بنهاية الحلقة الثالثة من المسلسل التى عرضت أمس، ففى نفس الكادر الذى كان يمازح زميله تفاجأ بتفجير لتتحول ملامحه إلى جدية كأنه شخص آخر ويجرى على الفور من أجل إنقاذه.
كل ذلك بالإضافة إلى التحدى الرئيسى لـ عز مع شخصية الجاسوس وعالم المخابرات، حيث تعد من أصعب الشخصيات الذى قد يقدمها أى ممثل، لأنه دوماً ما يكون مطالب أمام الكاميرا بتقديم حرفية شديدة تصل للمشاهد برسائل أنه وطنى رغم تمثيله بالعكس اثناء محاولته أخذ كل معلومة مهمة قد تعود بالنفع على وطنه.
تلك المشاهد وغيرها مما يحفل به المسلسل أثبتت أن عز كسب رهان طالما كان مرتبط باسم الراحل محمود عبد العزيز حينما قدم واحد من اروع أدواره إن لم يكن الأفضل بشخصية رأفت الهجان، حيث قدم وقتها تلك المعادلة الصعبة ما بين خفة الدم التلقائية إلى تراجيديا ودراما بأحلك المواقف وفى مشاهد خالدة لا يزال يتذكرها جمهور المسلسل.