فارس الكلمة يترجل.. وداعا الكاتب الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد
الجمعة، 16 أبريل 2021 12:00 ص
رحل الكاتب الصحفى الكبير مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام السابق، بعد مسيرة عامرة بالمعارك الصحفية التى خاضها وساهم بقلمه فى الدفاع عن قضايا وطنه و فى مواجهة الفكر المتطرف، الذى تبنته جماعات الإسلام السياسى، يعتبر الراحل أول صحفى يكتب سلسلة تحقيقات عن القادة الإسرائيليين، وأول من أذاع نبأ معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية، وأول من كتب بصورة مكثفة عن ضرورة توسيع الحوار مع الإسرائيليين فى شهر نوفمبر التالى لحرب 73 مباشرة، كما أنه أول مصرى يدخل سيناء بتصريح من الأمم المتحدة قبل جلاء القوات الإسرائيلية بشهرين، حيث كتب سلسلة مقالات عن سيناء قبل انسحاب الإسرائيليين.
اشتهر الكاتب الصحفى الراحل مكرم محمد أحمد بالخبطات الصحفية منذ أن كان محررا، حمل الصحافة على كتفيه، وله باع طويل فى العمل الصحفى، ولد الكاتب الراحل بمحافظة المنوفية عام 1935 وحصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة من جامعة القاهرة عام 1957، بدأ عمله الصحفى محررا بالأخبار ثم عمل مديرا لمكتب الأهرام فى دمشق بسوريا حتى عين رئيسا لقسم التحقيقات بالأهرام، وفى عام 1980 عين رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة دار الهلال، وشغل منصب نقيب الصحفيين فى الفترة من عام 1989 وحتى عام 1993، ثم نجح فى انتخابات نقابة الصحفيين فى 2007 ليتولى المنصب مرة أخرى.
الكاتب الصحفى الكبير الراحل مكرم محمد أحمد، تم انتخابه 5 دورات نقيبا للصحفيين الأولى كانت فى عام 1989، وآخرها كانت فى عام 2011 وله إنجازاته الكبرى فى دورات الصحفيين وحرية العمل النقابى.
فى إبريل 2017 تولى الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد رئاسة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والذى حرص منذ رئاسته للمجلس على القضاء على حالة الفوضى العارمة التى شهدها الإعلام والعمل على إرساء مناخ إعلامى قوامه الالتزام بمعايير المهنة ومراعاة القيم الأخلاقية، واتخذ عددا من القرارات الهامة التى من شأنها ضبط أداء الإعلام فى مصر، وتصدى لعدد كبير من المخالفات المهنية بالفضائيات واتخذ قرارات بوقف برامجها، كما شن حملة ضد أجهزة البث غير المرخصة، بالتنسيق مع الجهات المختصة خاصة الإدارة العامة لشرطة المصنفات الفنية، تنفيذًا للقانون بمنع تواجد أجهزة خارج مدينة الإنتاج إلا بتصريح من المجلس، لمنع البث من خارج مدينة الإنتاج الإعلامي دون تصريح من المجلس.
نجى الكاتب الصحفى الراحل مكرم محمد أحمد من الموت 4 مرات، حيث تسببت معاركه مع الإرهاب فى أكبر محاولة اغتيال لقيادة صحفية عام 1987 على يد أعضاء تنظيم "الناجون من النار"، أصيب ومعه 3 مواطنين، وذلك أثناء توليه رئاسة مجلس إدارة و تحرير مجلة الهلال ودار المصور، وجاءت محاولة الاغتيال الثانية، أثناء تغطيته لحرب اليمن الأولى عندما ارسلت مصر قواتها لليمن، حيث تسببت رغباته الصحفية فى محاولة استهدافه بطيارة هوكر هنتر، التى طاردته على إحدى الجبهات.
كما نجى من محاولة اغتيال ثالثة، والتى كانت فى غزة، ففى عام 1967 قرر الكاتب الصحفى الراحل مكرم محمد أحمد الذهاب لغزة لتغطية الضرب الإسرائيلى وتم استهدافه أيضًا من داخل غزة من أطراف مختلفة،حتى ساعده بعض الشخصيات الفلسطينية فى الخفاء وتمكن من الرجوع لمصر بعد الهروب عن طريق البحر، أما محاولة الاغتيال الرابعة كانت فى الجزائر خلال حرب الجزائر والمغرب.
وأثناء حكم جماعة الإخوان الإرهابية، فضح الكاتب الصحفى الراحل مكرم محمد أحمد مؤامراتهم وما يدبرونه ضد مصر وشعبها، ووقف ضد الجماعة الإخوان الإرهابية، حتى جعلته آراءه الوطنية في مرمى الهجوم من جماعة الإخوان المسلمين، وهاجمه الرئيس المعزول محمد مرسي فى مؤتمر عقده 26 يونيو 2013 وكان يتحدى فيه دعوات الشعب المصرى لثورة 30 يونيو و قال مرسي: "هناك البعض يتحدث باسم الثوار لكنه لم يكن من الثوار مثل مكرم محمد أحمد، منذ متى مكرم كان من الثوار؟".