دفن بها 5 آلاف صحابي.. قصة مدينة البهنسا قبلة الزائرين بالمنيا
الثلاثاء، 13 أبريل 2021 02:00 م
"إن البهنسا هي بقيع مصر وواحدة من المناطق التي تشهد على عراقة الحضارة المصرية على مر العصور"..هذا ما أكده سلامة زهران مدير تفتيش الآثار بالبهنسا.
تعد البهنسا واحدة من أهم المناطق الأثرية مصر، وبها الكثير من الآثار الإسلامية والقبطية والرومانية، وتوجد بها مختلف أنواع الأماكن التي تعد قبلة للزائرين المسلمين والمسيحيين على حد سواء، فضلا عن طلاب العلم والبعثات الدراسية والسياحية من داخل وخارج مصر.
وكان يطلق على هذه المنطقة"اكسير نخوس “، وبها آثار ثابتة تدل على مختلف الحقب التاريخية بداية من العصر الفرعونى وانتهاء بالعصر الإسلامي أهمها على الإطلاق مسجد الحسن الصالح بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن ابى طالب، والعملات الذهبية التي ترجع لعصر الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله وغيرها من التحف المنقولة والآثار الثابتة وكل ذلك له أبلغ الأثر فى تعريف العالم بأسرار الحضارة المصرية القديمة والحضارة الإسلامية " وفقا لزرهان.
وكانت ذات مكانة هامة في العصر الإسلامي ودل على ذلك العديد من الآثار العمرانية القائمة والدارسة التي كانت تزخر بها البهنسا من جوامع وقباب ووكالات وحمامات وازدهار الفنون بها ومن أهمها النسيج والخزف والفخار والمسكوكات فكانت من أهم مراكز هذه الصناعات.
وقال "تعتبر البهنسا متحفا تاريخيا مفتوحا، وذلك من عصور مصرية قديمة فرعونية ويونانية ورومانية، وكانت قبل الإسلام تسمى بمج أو بمجة وهى كلمة قبطية وفى أواخر العصر الإسلامي عرفت بالبهنسا الغربية تمييزا لها عن قرية صندفا التى عرفت بالبهنسا الشرقية فهما متقابلتان على شاطىء بحر يوسف، وكانت صندفا من أهم شون الغلال أيام على باشا مبارك".
ولفت إلى أن الواقدي قد ذكر بأنه حضر البهنسا 10 آلاف عين رأت النبي محمد و70 ممن حضروا غزوة بدر مع الرسول، وقد ودفن بأرض البهنسا نحو 5000 صحابي، حيث أن عمرو بن العاص بعد فتح الوجه البحري في مصر أرسل للخليفة عمر بن الخطاب يستأذن فتح الصعيد فحثه على فتح مدينتي إهناسيا والبهنسا، فأرسل ابن العاص قيس بن الحارس المرادي الذي ذهب لفتح البهنسا وحاصرها وعسكر بقرية القيس التي سميت باسمه، ولما علم الروم بذلك جمعوا كل فلول حاميتهم وعلموا أنه لو سقطت البهنسا لسقط الصعيد كله.
وأشار إلى اشتداد المعركة والحصار، فأرسل إلى خالد بن الوليد يطلب منه أن يسير معهم هو والمهاجرين والأنصار، لكنه أرسل ابي عبد الله الزبير بن العوام ومعه 300 فارس ثم أرسل خلفه المقداد بن الأسود وضرار بن الأزور ودفع لهما 200 فارس، ثم عبد الله بن عمر ومعه 200 فارس وعقبة بن عامر الجهني ومعه 200 فارس.
وتابع "كان الروم والقبط يلقون ويرمون بالحجارة والسهام من أعلى الأسوار والأبواب، وأقبل ضرار بن الأزور وهو ملطخ بالدماء فقالوا له مابك يا ضرار قال لقد قتلت 160 رجلا من الأداء وكفيتكم من خرج من باب الجبل وقتل من المسلمين 280 رجلا في المكان المعروف بالمراغة وأقاموا على حصار المدينة 4 شهور وقام عبد الرازق الأنصاري بفتح باب الحصن وقتل ودفن وعرف باسم فتح الباب ، وتم الفتح بعد سقوط عدد كبير من الصحابة والتابعين، وقد استقرت بها قبيلة غفار التي تنتمى إلى أبو ذر الغفاري وتكون منها الجيش المسلم واختارت البهنسا واستقرت بها قبيلة بنى الزبير من أبناء الزبير بن العوام".