اليوم مدفع رمضان ينطلق من جديد من قلعة صلاح الدين الأيوبى بعد توقف 30 عاما
الثلاثاء، 13 أبريل 2021 02:00 م
هناك بعض الطقوس المرتبطة بشهر رمضان التي يشتهر بها أهل مصر منها فوانيس رمضان والمسحراتي ومدفع رمضان الذي كان ينطلق كل يوم من قلعة صلاح الدين الايوبي ليعلم أهل المحروسة بموعد الافطار، واليوم بعد توقف ما يقرب من 30 عامًا ينطلق من جديد مدفع رمضان من ساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة كما كان قديماً، وذلك بعد قيام وزارة السياحة والآثار بترميمه ليعود انطلاقه من جديد مع أول أيام الشهر الكريم، معلنا للصائمين عن موعد الإفطار.
مدفع1
وعلى الرغم من مرور ٣٠ عاماً من توقفه إلا أن مدفع الإفطار ظل في قلوب وأذهان المصريين، حيث أصبح من التقاليد الراسخة ومظهر من مظاهر الشهر الكريم وكلمات«مدفع الإفطار إضرب.. مدفع الإمساك إضرب» وصوت المدفع ينطلق دائما كانت حاضرة كل يوم من أيام شهر رمضان، ويعتبر هذا التقليد مصري أصيل منذ 560 عاما.
مدفع 2
وهناك العديد من القصص والروايات وعن انطلاق المدفع للمرة الأولى في رمضان، من بينها أنه عند غروب أول يوم من رمضان عام 865 هـ أراد السلطان المملوكي «خشقدم» أن يجرب مدفعًا جديدًا وصل إليه. وقد صادف إطلاق المدفع وقت المغرب بالضبط، فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين أن موعد الإفطار قد حان.
بعد ذلك خرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم تشكر السلطان على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بالإفطار ثم أضاف بعد ذلك مدفعي السحور والإمساك.
مدفع 3
وهناك رواية أخرى، تفيد بأن ظهور المدفع جاء عن طريق الصدفة، فلم تكن هناك نية مبيتة لاستخدامه لهذا الغرض على الإطلاق، حيث كان بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل يقومون بتنظيف أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أحد أيام رمضان، فظن الناس أن الحكومة اتبعت تقليدًا جديدًا للإعلان عن موعد الإفطار، وصاروا يتحدثون بذلك، وقد علمت الحاجة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بما حدث، فأعجبتها الفكرة، وأصدرت فرمانًا يفيد باستخدام هذا المدفع عند الإفطار والإمساك وفي الأعياد الرسمية.
ومدفع رمضان تم تغييره أكثر من مرة وانتقل إلى أكثر من مكان، ويعرض حاليا بساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، ومواصفاته هى مدفع ماركة كروب إنتاج عام ١٨٧١م عبارة عن ماسورة من الحديد ترتكز على قاعدة حديدية بعجلتين كبيرتين من الخشب بإطارات من الحديد، وكان يقوم بتشغيله اثنين من الجنود أحدهم لوضع البارود فى الفوهة والأخر لاطلاق القذيفة.
وأوضحت إيمان زيدان مساعد وزير السياحة والآثار لتطوير المتاحف والمواقع الأثرية أن أعمال ترميم المدفع جاءت في إطار خطة الوزارة لرفع كفاءة الخدمات السياحية بالمتاحف والمواقع الأثرية ومنها قلعة صلاح الدين الأيوبي، لافتة إلى أن المدفع سوف يضرب من جديد لحظة غروب الشمس وعند موعد الإفطار وذلك كل يوم طوال شهر رمضان، بما يضمن الحفاظ على التراث الأثري للقلعة وفي نفس الوقت مواكبة استخدام التكنولوجيا الحديثة وذلك عن طريق إطلاق شعاع ليزر بجوار المدفع ليصل لمسافة بعيدة.