وبدأت مراسم الاحتفالية بكلمة جورج صفوت، المتحدث الرسمى باسم هيئة قناة السويس، أعقبها كلمة المهندس مصطفى القناوى، مدير إدارة الكراكات، والذى أكد خلال المؤتمر الصحفى أن أسطول هيئة قناة السويس يشهد اليوم انضمام أحدث كراكات الشرق الأوسط، والتى تعد إضافة حقيقية للاحتفاظ على الريادة المصرية فى إدارة أهم شريان حيوى عالميًا، مشيرًا إلى أنه تم التعاقد على بناء الكراكة فى أغسطس 2018 واستغرق بناؤها 33 شهرًا بمواصفات عالمية وسيتم بدء مراحل اختبار الكراكة فى مايو المقبل من خلال عدة معايير فى عدة مناطق مختلفة بالمجرى الملاحى وسينتهى الاختبار فى يونيو المقبل.
وبحسب مدير إدارة الكراكات بهيئة قناة السويس، فإنه سوف يتم استيراد محاكي لتدريب المرشدين على التعامل مع الكراكة، وتجهيز خطوط طرد أرضية وإعداد أطقم المهندسين والفنيين للعمل على الكراكة، مشيرًا إلى أن عمل كراكات قناة السويس لم يقتصر على العمل بالمجرى الملاحي لقناة السويس بل شارك في مشروع قناة السويس الجديدة وتطوير الموانئ المصرية، بالإضافة إلى أعمال تطهير نهر النيل، وكذلك دورها البارز في تعويم سفينة الحاويات البنمية التي أشاد بها العالم.
من جانبه، وجه الفريق مهاب مميش، مستشار رئيس الجمهورية للموانئ المصرية، خلال حفل التدشين الشكر للفريق أسامة ربيع، وللعاملين في قناة السويس، بإطلاق اسمه على الكراكة الأكبر فى الشرق الأوسط، مبديًا سعادته بانضمام الكراكة إلى أسطول كراكات هيئة قناة السويس، مشيدًا بجهود رجال قناة السويس في تعويم السفينة البنمية التى كانت جانحة في قناة السويس في أكبر عملية إنقاذ على مر التاريخ، مؤكدًا أن ما حدث اختبار لقدرات رجال هيئة قناة السويس الذين استطاعوا عبور الأزمة وإعادة تشغيل المجرى الملاحي للقناة، في وقت قياسي.
وقال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، خلال حفل التدشين، إن قناة السويس شاهدة على مر التاريخ بانتصارات الشعب المصري، واليوم نحتفل بوصول الكراكة مهاب مميش أحدث الكراكات في الشرق الأوسط تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بتحديث أسطول الهيئة، حيث تم التعاقد على كراكتين هما الكراكة مهاب مميش والكراكة حسين طنطاوي التي تصل أغسطس المقبل.
وأضاف رئيس هيئة قناة السويس، أن الكراكة مميش تم بناؤها على أحدث المواصفات العالمية، مشيرًا إلى أن هيئة قناة السويس تنبهت منذ وقت مبكر على ضرورة تطوير الخدمات البحرية والتى تتركز على عدة محاور أهمها تطوير المجرى الملاحى والأشكال البحرى لسقوط كافة الادعاءات حول وجود قنوات بديلة تنافس قناة السويس، وأثبت ذلك قيام 422 سفينة بالانتظار لأيام داخل المجرى الملاحى منتظرة العبور لعدم وجود ممر ملاحى بديل آمن غير قناة السويس واستطاع مرشدى الهيئة عبور جميع السفن خلال 4 أيام فقط من إعادة الملاحة ستظل قناة السويس.
وخلال الاحتفالية قدم الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، درع الهيئة إلى الفريق مهاب مميش، مستشار رئيس الهيئة، تكريمًا على الدور البارز الذى قدمه فى الحفاظ على أهم مرفق ملاحى. وأنهت هيئة قناة السويس أمس، عمليات تعويم الكراكة مهاب مميش وإنزالها من سفينة الشحن الصينية فى منطقة البحيرات القريبة من قرية أبو سلطان بمدينة فايد فى الإسماعيلية، وتم سحبها إلى منطقة الورش الكراكات بجوار مبنى الإرشاد.
ودفعت هيئة قناة السويس بالقاطرات بركة 1 ومساعد 2 ومساعد 3 ومصاحب 2 إلى منطقة البحيرات للمساعدة فى عمليات الإنزال بإشراف مهندسى الكراكات وهيئة قناة السويس وترسانة IHC الهولندية.
وكانت قد وصلت الكراكة مميش صباح السبت إلى منطقة البحيرات على متن سفينة الشحن الصينية (XIANG-RUI Kou). وقال الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، أن مجموعة عمل مشتركة ضمت مهندسى إدارة الكراكات بالهيئة وترسانة IHC الهولندية صعدت على متن السفينة لوضع خطة الإنزال وعمل الترتيبات اللازمة لفصل الكراكة عن السفينة وإجراء حسابات الاتزان وتعويم الكراكة.
وأشار ربيع، إلى أن هيئة قناة السويس اتخذت كافة الإجراءات اللازمة لعبور السفينة بسلامة وأمان من خلال تعيين مجموعة من كبار مرشدى الهيئة، وتوفير المساعدات الملاحية اللازمة علاوة على المتابعة اللحظية من مكتب الحركة الرئيسى ومحطات مراقبة الملاحة.
وبدأت الكراكة مهاب مميش رحلتها فى البحر الأسبوع الماضى فى طريقها إلى الإسماعيلية، وعلى متنها فريق عمل متكامل من مهندسى وفنيى هيئة قناة السويس، للمتابعة مع خبراء وفنيو الشركة المنفذة للكراكة ومتابعة قراءات الماكينات والمعدات، والوقوف على الملاحظات المطلوبة.
وأكد الفريق أسامة، ربيع أن إجراءات فصل الكراكة مميش عن السفينة بعد وصولها بحيرات الإسماعيلية تمت تحت إشراف ومتابعة من هيئة قناة السويس وبالتنسيق الكامل مع طاقم السفينة وخبراء ترسانة IHC الهولندية، على أن تتولى قاطرات الهيئة بعد ذلك تحريك وقطر الكراكة بالمجرى الملاحى.
وتتمتع الكراكة مهاب مميش بمواصفات فنية قوية، وتعد ماصة طاردة تلائم العمل فى القناة، يبلغ طولها 147.4مترًا، وعرضها 23 مترًا، وغاطس 5.50 متر، بعمق تكريك 35 مترًا، وقدرة كلية 29290 كيلو وات، ويصل أقصى عمق حفر للكراكة مهاب مميش، 35 مترًا، وهى مزودة بأحدث أنظمة التحكم والسلامة والأمان طبقًا لأحدث معايير هيئات الإشراف الدولية.
وأكد رئيس هيئة قناة السويس، على أن أسطول الكراكات يعد الركيزة الأساسية التى تعتمد عليها استراتيجية تطوير المجرى الملاحى لقناة السويس، والضمانة المثلى للحفاظ على عمق القناة البالغ 24 مترًا والذى يسمح بعبور السفن العملاقة ذات الغواطس الكبيرة وذلك من خلال أعمال الصيانة الدورية والتكريك، مشيرًا إلى اتساع نطاق عمل أسطول الكراكات التابعة لقناة السويس خلال الآونة الأخيرة، ليمتد للمشاركة فى أعمال تطوير الموانئ المصرية وتطهير البحيرات.
وتعمل شركة IHC الهولندية على تدشين كراكة أخرى لصالح قناة السويس، وهى الكراكة «حسين طنطاوي»، وهى تطابق المواصفات الفنية للكراكة مهاب مميش، ويبلغ إجمالى تكلفة الكراكتين حوالى 300 مليون يورو، ومن المقرر وصول الكراكة الأخرى «حسين طنطاوي» أغسطس المقبل، وتعدان الكراكة مهاب مميش و«حسين طنطاوي»، الأكبر بالشرق الأوسط حيث يصل طولهما 147.5 متر، ويعملان فى أعماق 35 مترًا.