الحب من أكثر العلاقات الإنسانية تعقيدًا، حيث يحرص الطرفين على تقديم كل ما لديهم لشريك حياته، كما يتولد في كثير من الأحيان مشاعر خوف لدى أحدهما من الانفصال، أو ضياع مشاعر الحب تجاه الطرف الآخر، الأمر الذي دفع رودا السوشيال ميديا لطرح سؤال يبدو كوميديًا للوهلة الأولى، ولكنه يطرح قضية مهمة، وهو "هل الحب بيستمر بعد الجواز، ولا بيضيع زي فرد الشرابات؟".
طرحنا السؤال على سارة علاء الدين محمد وهي داعمة نفسية متخصصة فى التعافي من إساءات العلاقات والصدمات والمخاوف ومستشارة علاقات أسرية، وقالت لـ "اليوم السابع" إن هناك بعض النصائح لنجاح العلاقة العاطفية، تلك التي تعتمد في البداية على تحديد ماهية المشاعر التي نشعر بها تجاه الطرف الآخر.
اوأوضحت قائلة: "في البداية الناس بتقول على أي مشاعر أو إعجاب إنه حب، وبالتالي بيتقال على حاجات لا ترتقي لمشاعر الحب، عشان كدا ناس كتير بتحس إن الحب بعد فترة انتهي وضاع"، وأضافت أن هناك ما يمكننا أن نطلق عليه "مثلث الحب الصحي" الذي يتكون من ثلاثة أضلاع.
وشرحت: " قائلة إن الضلع الأول في هذا المثلث يتمثل في الشغف أو الإعجاب، والثاني هو الأُلفة التي تمكننا من التعامل مع شريك حياتنا بحميمية وتناغم والتقرب من بعضنا البعض سواء بالعقل أو المشاعر أو الجسد، أما الضلع الأخير فهو الالتزام، وتساهم الثلاثة أضلع مكتملة في أن نعيش حالة حب صحية، وأي شيء منهم منفردًا لا يطلق عليه "حب".
وأكدت: "الناس قبل الجواز بتهتم بوجود مشاعر جياشة والتزام، لكن بينسوا الاهتمام بالتقارب الفكري والنفسي، والتوافق في باقي أنحاء الحياة، ودا بيخليهم بعد الجواز ما يحسوش بالحب، لأن فيه ضلع من أضلاع المثلث واقع اللي هو الألفة"، وأكدت أن ذلك من علامات وجود الإنسان فى علاقة عاطفية غير صحية.
وأضافت: "كمان فيه ناس بعد الجواز وخاصة الرجالة، بتبدأ تهتم بالالتزامات المادية، وتنسى إن هم متجمعين مع بعض عشان يتواصلوا ويحسوا ببعض، ويكون بينهم شغف وألفة وحميمية، وعشان الحب يستمر، محتاجين نتأكد إحنا بنجدد المشاعر ما بينا ولا لأ، وهل ملتزمين تجاه بعض بحقوق وواجبات ولا لأ، وبنتواصل مع بعض وبنتوافق ونقرب من بعض فكريًا ونفسيًا وجسديًا ولا لأ"، وأكدت أن هذه كلها أشياء تؤكد أن الشخص يعيش في حالة عاطفية صحية مليئة بالحب.
واختتمت خبيرة العلاقات حديثها قائلة إن ضلوع المثلث الثلاثة، تحتاج لاستمرارية القيام بها طوال العمر، وليس في بداية العلاقة فقط، فعلى سبيل المثال فإن الحميمية والألفة تحتاج إلى التواصل طوال الوقت، لأنك إن توقفت عنها ستقل تلك المشاعر، كما أن الشغف يعتمد على تجديد إعجاب الطرفين ببعضهما البعض، والاهتمام بتفاصيل تثير الإعجاب بينهما، وأخيرًا الالتزام بالحقوق والواجبات سواء ماديًا أو معنويًا.
